عجلون.. قرى تراثية تنتظر الاستثمار سياحيا؟

لى وقع وعود بإجراءات منتظرة، تهدف إلى إعادة الحياة لها بعد عقود طويلة على هجرانها، تبقى قرى تراثية في محافظة عجلون، كانت تؤوي ساكنيها لسنوات خلت، قبل أن تصبح خاوية، بانتظار إعادة ترميمها وتأهيلها، واستثمارها لأغراض تنموية وسياحية وثقافية.

ويرى ناشطون ومعنيون، أن هذه المباني والقرى التراثية المنتشرة في المحافظة، ما تزال تفتقد للرعاية والاهتمام المطلوبين، برغم إمكانية القيام بذلك، مؤكدين أن إعادة تأهيلها وتوظيفها من أجل الاستثمار السياحي والأغراض الثقافية سيكون لها آثار تنموية لأصحابها ومجتمعاتها المحيطة بها.

عضو مجلس المحافظة منذر الزغول، قال إن قرية دير الصمادي الجنوبي، ذات الطابع التراثي الجميل، تستحق أن توضع على الخريطة السياحية والاستثمارية لمحافظة عجلون والوطن، وتلقى الرعاية والتأهيل بأسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أنه جرى تصوير أعمال درامية أردنية ريفية في هذه القرية الجميلة التي هجرها سكانها منذ عقود طويلة.
وبين الناشط مهند الصمادي، أن قرية دير الصمادية ما تزال تحتضن بيوتا تراثية بنيت من الحجر والطين، وقد كان يقطنها أهل وأحبة من أبناء عشائر الصمادي لفترات طويلة جدا، وكانت بالفعل نموذجا جميلا ورائعا في تناغمها البيئي مع أبناء المجتمع، ما انعكس على طبيعتهم في التلاحم والتوادد، مؤكدا أنه من الصعب اليوم السكن في هذه البيوت، لافتقارها للخدمات التي يحتاجها جيلنا الحاضر، ما يستدعي من الجهات المعنية إعادة تأهيلها، بتزويدها بالبنى والخدمات الضرورية واستثمارها سياحيا.
وزاد، أن الحل هو أن تتحول المنطقة كلها إلى قرية تراثية عجلونية، وأن تتحول بيوتها إلى متاحف شعبية تعرض فيها تراثنا الزاخر بالمفردات الثقافية والحضارية، وتوضع على الخريطة السياحية للمحافظة، مطالبا بتخصيص جزء من موازنة مجلس المحافظة، وأي جهة رسمية أو مانحة أخرى لترميمها.
وتقع هذه البيوت التراثية والتاريخية في الجزئين الشمالي والجنوبي لمنطقة دير الصمادية، على طريق بلدة الهاشمية وعلى بعد 10 كم إلى الغرب من مدينة عجلون، إذ يعتبر موقع المنطقة من المواقع الأثرية والتراثية، نظرا لما يتمتع به من خصوصية، بحيث ما تزال أبنيته التراثية بدون أي تغييرات عليها، وتحتفظ بتراث وطراز معماريين، يعكس التقاليد المعمارية المحلية للقرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين.
وكان اجتماع عقد أول من أمس في مديرية سياحة المحافظة مع منظمة (AVSI) الإيطالية، وهي منظمة دولية غير حكومية، تعمل في التنمية الدولية وتعزز التنمية المستدامة، وحماية التراث الثقافي، وبحضور جمعية دير الصمادية السياحية، بحث أسس تطوير موقع القرية التراثي وصيانته، تمهيدا لتنفيذ مشروع تاهيل وتشغيل الموقع الجنوبي كوجهة سياحية جديدة في المحافظة، إذ يعد هذا المشروع واحدا من بين أربعة مشاريع يجري العمل عليها من ضمن المخطط الشمولي للمحافظة.
وقد سبق وأجرت بلدية الشفا أعمال فتح وتسوية وتوريد فرشيات لتعبيد الطريق المؤدي إلى قرية دير الصمادية الجنوبي التراثية بطول 500 م، وفي هذا الإطار أكد رئيس البلدية زهر الدين العرود، أنه ولأول مرة تكون البلدية حاضرة في المشاريع السياحية ضمن منصة “استثمر في الأردن”، المتعلقة بإعادة تأهيل القرية الجنوبية كوجهة سياحية وتراثية وزراعية متميزة، في نطاق فرص استثمارية سبق وأعلنت عنها وزارة الاستثمار بقيمة 4 ملايين دينار.
ووفق مصادر السياحة، فإن المشروع يعتمد أساسا على إعادة استخدام البيوت التراثية والأحواش في المنطقة كفعاليات مرتبطة بالسياحة التراثية والزراعية، وسيوفر منامات ووجبات إفطار للسياح والزوار، وإبراز نمط الحياة الريفية في القرن التاسع عشر، للارتقاء بمستوى المنتج السياحي التراثي.
وتقع أرض المشروع والأبنية القديمة المقامة عليها، والمتوقع تنفيذ المشروع عليها في منطقة دير الصمادية الجنوبي وتتكون الأرض من عدة قطع مملوكة لمواطنين، إذ تبلغ مساحتها الكلية 10255 م2 وتبلغ المساحة المستغلة للمشروع 6637 م2 ومساحة التوسع المستقبلية 3618 م2.
وسيعتمد هذا المشروع على نقل التجربة المحلية للزائر بشكلها التي كانت عليه في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، عن طريق تجربة السكن في البيت الفلاحي الريفي وتجارب حصاد المزروعات وطهي الأطباق المحلية، ويركز على التقاليد والصناعات اليدوية عبر التفاعل بين السياح والسكان المحليين وتثقيف السياح حول تاريخ عجلون.
الباحث محمود الشريدة، أكد أن المباني التراثية والأثرية في عجلون ومناطقها، كدير الصمادية والوهادنة، تشكل تاريخا عريقا ومؤثرا في حياة الأجيال، وتعد ذاكرة حية ستبقى شاهدة على أيام مضت عانى فيها الآباء والأجداد كثيرا، لتوفير الحياة الكريمة لعائلاتهم، مبينا أن هذه المباني بأشكالها المتعددة وطرز بنائها المستوحاة أحيانا من طبيعة المكان والبيئة واحتياجات الأسرة، تكشف عن أنها كانت تستخدم لأغراض متعددة، داعيا لإعادة تأهيلها واستثمارها تنمويا وسياحيا.
يذكر أن وزارة الاستثمار، أطلقت سابقا 6 فرص استثمارية جديدة عبر المنصة الإلكترونية (invest.jo) في القطاع السياحي والصناعات الغذائية كمرحلة ثالثة من إطلاق الفرص الاستثمارية التي أطلقتها سابقا، وجرى تحديد 3 فرص استثمارية في القطاع السياحي، شملت مشروع إقامة القرية السياحية بحجم استثمار متوقع بـ20 مليون دولار، ومشروع إعادة تأهيل واستخدام قرية دير الصمادية الجنوبي بحجم استثمار متوقع بـ4 ملايين دولار، ومشروع إقامة منتزه عجلون الوطني بحجم استثمار متوقع بـ5 ملايين دولار.

 

عامر  خطاطبه/ الغد

التعليقات

  1. غير معروف يقول

    طرق المحافظة سيئة و صغيرة

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة