عجلون: قرى تعاني العطش بانتظار مشروع محطة تحلية سد كفرنجة

على أمل إنجاز محطة التحلية والخط الناقل من سد كفرنجة، ستبقى مدن وقرى وأحياء واسعة في محافظة عجلون تعاني شح بمياه الشرب وتأخرا في الأدوار يمتد احيانا لأكثر من 3 أسابيع.
ورغم تأكيدات مسؤولي المياه بقرب المباشرة بالمشروع، إلا أن أحدا لا يعلم متى سيتم الانتهاء منه والذي يتضمن أربع مراحل، ما يبقي مناطق مرشحة للاستفادة منه، كعنجرة ومناطق الصفا وعين البستان وعين جنا وعجلون في حالة ترقب ومعاناة قد تطول أو تقصر بالاعتماد على سير العمل حال البدء بالتنفيذ وعدم التعثر في أي من مراحله.
وكان مدير مياه عجلون المهندس سالم الشلول كشف خلال مناقشات مجلس المحافظة لمخصصات العام المقبل قبيل إقرارها مؤخرا، أن طرح عطاء نقل المياه ما بعد سد كفرنجة إلى خزان في منطقة القاعدة في عنجرة أصبح قريبا بعد إنتهاء دراسات المشروع الذي تبلغ كلفته 6 ملايين دينار أردني وبمنحة من الوكالة الأميركية USAID.
وأكد حينها، أن هذا المشروع الكبير يحظى باهتمام كبير من وزارة المياه والري لإيجاد الحلول المناسبة الطويلة الأمد لمشكلة المياه في عدد من مناطق المحافظة، لافتا إلى أن هذا المشروع الكبير يأتي من ضمن سلسلة مشاريع مائية مهمة جدا تقدر بزهاء 83 مليون دينار ستنفذها وزارة المياه والري في محافظة عجلون، ممولة من خلال منح عربية ودولية.
وأكد الشلول أن المشروع سوف يسهم في تحسين التزويد المائي لمناطق عنجرة وعين جنا وكفرنجة ومناطق الصفا وعجلون حيث سيكون تزويد المواطنين بالمياه من الخزان بشكل انسيابي، مبينا أن المشروع قد يوفر 350 مترا مكعبا في الساعة، موضحا أن المشروع سينفذ على أربعة مراحل، حيث ستشمل المرحلة الأولى على إنشاء محطة تحلية بعد سد كفرنجة، كما ستشمل المرحلة الثانية إنشاء محطات رفع والمرحلة الثالثة ستشمل إنشاء خزان تجميعي بمنطقة القاعدة في عنجرة بالقرب من متنزه عين جارا بسعة 6 آلاف متر مكعب، فيما ستشمل المرحلة الرابعة مد الخطوط الناقلة للمياه من بعد سد كفرنجة الى موقع الخزان التجميعي.
وزاد أن مرحلة طرح العطاءات ستبدأ قريبا بعد إنتهاء الدراسات اللازمة للمشروع الذي سينفذ من قبل شركة مياه اليرموك ووزارة المياه والري بتمويل دولي من خلال منحة من الـ USAID.
ويرى سكان أن هذا المشروع سينقذهم من شح المياه وامتداد فترة الدور في الصيف لأكثر من 3 أسابيع.
ويقول علي هزايمة إنهم يعانون في منطقة عين البستان من أزمة في مياه الشرب طيلة أشهر الصيف، لافتا إلى أن “المياه” تتذرع لهم عند مراجعتها بتراجع طاقة ينابيعها المحلية صيفا، ووجود نسبة فاقد، وعدم وصول حصصها كاملة من مناطق أخرى، داعيا إلى استثمار سد كفرنجة لأغراض الشرب والإسراع بتنفيذ مشروع محطة التحلية والخط الناقل من السد.
ويصف عضو مجلس المحافظة وناطقه الإعلامي منذر الزغول المشروع بأنه سيكون المنقذ للمنطقة من أزمات مياه متلاحقة تشهدها خلال الصيف، مشددا على ضرورة تجاوز أي عوائق سلفا لمنع تعثر أو تأخير أي مرحلة من مراحل المشروع.
ولفت إلى وجود الكثير من شكاوى المواطنين حاليا من تأخر الدور وعدم كفايته في تلك المناطق، ما يستدعي من الجهات المنفذة الإسراع بعملية طرح العطاء والبدء بالتنفيذ على أمل أن يكون الصيف المقبل جاهزا، مشيرا إلى دراسة سابقة أعدتها جمعية دارة عجلون للتراث والثقافة وجهات متعاونة، مستعينة بأرقام وحدة التنمية في المحافظة، أوضحت أن أسبابا أخرى تجعل المحافظة تعاني شحا في مياه الشرب صيفا، كحدوث التلوث والعكورة أحيانا، واهتراء شبكات المياه، وارتفاع نسبة الفاقد في الشبكات لتصل الى 40 %.
يشار إلى أن إدارة مياه المحافظة، عادة ما تعزو السبب بظهور هذه الأزمات إلى تراجع طاقة مصادر المياه في المحافظة صيفا إلى أكثر من نصف طاقتها، وعدم حصولها على حصتها من محطات المياه باربد والبالغة 150 مترا في الساعة والتي يتم من خلالها تزويد العديد من قرى المحافظة.
وتعتمد محافظة عجلون في مصادرها المائية على مصادر داخلية (آبار زقيق 1 و2 و3 و4، ونبع عين القنطرة والتنور، آبار عين جنا، الصفصافة، نبع راسون، إشتفينا ومصادر مائية أخرى) وتشكل مجتمعة ما نسبته (80 %) من التزود المائي.
ويقول حسان أبو محمد، إن التأخر بإنشاء محطة التحلية، والتي كثر الحديث عنها خلال العامين الماضيين، سيبقي مناطق واسعة في محافظة عجلون مهددة بأزمة مياه قد تصل لحد “الخانقة” صيفا، لاسيما مناطق الصفا وعين البستان وعنجرة وعين جنا وعجلون.
إلى ذلك، كشفت مصادر إدارة المياه أن فرق وزارة المياه والجهة المانحة، نفذت مؤخرا زيارات متكررة للموقع المقترح للبدء بإنشاء المحطة خلال الفترة القادمة، مؤكدة أن إنشاء محطة التحلية، سيوفر للمحافظة كميات كافية من مياه الشرب، بحيث يمكن لها تزويد عدة مدن كبيرة بحاجتها كاملة من دون الحاجة لتزويدها من المصادر الخارجية والمصادر الداخلية التي تتراجع طاقتها الإنتاجية خلال الصيف، ما سينهي مشكلة مياه الشرب في المحافظة بشكل جذري.
يذكر أن مجلس المحافظة السابق قد وقع قبل 3 أعوام اتفاقية تمويل مع USAD ، لإنشاء مشروع لاستغلال مياه السد بمعدل 350 مترا بالساعة لغايات استخدامها لأغراض الشرب.

عامر خطاطبة/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة