عجلون: “مجزرة أشجار اللزاب” تجدد التأكيد على تشديد رقابة الغابات

باعتبارها أشجارا نادرة ومعمَّرة ولا يمكن تعويضها، دفعت حادثة تقطيع عشرات أشجار اللزاب بمحافظة عجلون مؤخرا ناشطين إلى تجديد مطالباتهم بضرورة توظيف كل الإمكانيات لحماية غابات المحافظة من مافيات التحطيب التي تضرب بمناطق مختلفة بين الحين والآخر.

وأثارت الحادثة مخاوف السكان من تكرارها كما كان يحدث سابقا، في وقت تؤكد فيه جهات رسمية على رأسها مديرية الزراعة والشرطة البيئية أنها تواصل جهودها على مدار الساعة وتتخذ كل التدابير الوقائية وتكثيف الإجراءات الرقابية لخفض التعديات.

ومؤخرا، تعرضت عشرات الأشجار الحرجية المعمرة” اللزاب” التي يزيد عمرها على مئات السنين في منطقة القاعدة للإبادة بصورة متعمدة من قبل مجهولين.

وتمنكت كوادر مديرية الزراعة والأجهزة الأمنية من ضبط أحد الأشخاص بحقه زهاء 40 ضبطا حرجيا تقدر بآلاف الدنانير، حيث تم توقيفه على ذمة التحقيق.

ويقول رئيس لجنة السياحة والآثار بمجلس المحافظة منذر الزغول، إنه رغم تراجع التعديات على الحراج في المحافظة للعامين الماضيين، وذلك وفق ما تؤكده مديرية زراعة المحافظة، بنسبة 80 %، إلا أن المخاوف، تبقى قائمة، لا سيما في ظل محدودية أعداد الطوافين ومراقبي الحراج وعمال الحماية، ما يستدعي زيادة أعدادها وتزويدها بالإمكانات كافة لضمان حماية فاعلة للغابات.

وزاد أن محافظة عجلون التي تبلغ مساحتها 419 ألف دونم، وتشكل نسبة الحراج فيها 34 % تعد من أعلى النسب على مستوى المملكة، ما يتطلب جهودا كبيرة للحفاظ على هذه الثروة من الاعتداءات بشتى أشكالها، وتزويد الكوادر المعنية بحمايتها بكل ما تحتاجه من معدات، لافتا للدور الكبير والجهود المثمرة للمحافظ والشرطة البيئية ومديرية الزراعة والدفاع المدني في الحد من التعديات وأضرار الحرائق للعام الماضي.

ويؤكد الناشط بدر الصمادي، أن وجود 50 طوافا في مديرية الزراعة لا يفي فعليا بالغرض، قياسا بمساحة الحراج في المحافظة، مؤكدا الحاجة للمزيد من الدوريات لتقوم بشكل يومي وعلى مدار الساعة، لا سيما أنها تعمل وسط ظروف صعبة، نظرا لطبيعة تضاريس المحافظة، كما أنهم يبذلون جهودا جبارة من أجل الحفاظ على هذه الثروة الوطنية، ما يتطلب دعمهم بالمعدات.

ووفق أرقام مديرية الزراعة، فقد انخفضت التعديات على الحراج العام الماضي بنسبة 80 % مقارنة بالسنوات السابقة نتيجة الجهود الرقابية والمتابعة، من قبل كوادر المحافظة ومديرية الزراعة والإدارة الملكية لحماية البيئة والأجهزة الأمنية الأخرى.

ويؤكد الخبير البيئي المهندس خالد العنانزة، أن ما حدث من انخفاض في التعديات يعود للجهود التشاركية، التي انتهجتها مديرية الزراعة والشرطة البيئية وفق خطة محكمة تم وضعها منذ بداية العام، لافتا إلى دور اللقاءات التقييمية المستمرة من قبل محافظ عجلون، الذي اتخذ قرارات حازمة من أجل الحفاظ على ثروتنا الوطنية التي لا تقدر بثمن.
يشار إلى وجود 9 أبراج عاملة لمراقبة الثروة الحرجية بعضها يحتاج إلى كوادر ومحطات لاسلكية.

من جهته، أكد مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، أنه ستتم متابعة حادثة التعدي على الأشجار لضبط المتورطين واتخاذ أشد العقوبات بحقهم، مثمنا الجهود التي تبذلها كافة الجهات المساندة من المحافظة والشرطة البيئية للحفاظ على ثروتنا الوطنية.

وبين أنه تم خلال العامين الماضيين عقد أكثر من لقاء من وزراء الزراعة مع كوادر مديرية زراعة عجلون، بخاصة مع الطوافين في محطة حراج اشتفينا، والوقوف على طلباتهم واحتياجاتهم وبحث أفضل وأنجع السبل للحفاظ على الثروة الحرجية في المحافظة التي تمثل رئة الأردن العزيز.

وتؤكد مصادر “المحافظة” أن الحاكمية الإدارية في المحافظة تبذل قصارى جهدها من أجل سلامة الثروة الحرجية، لافتة إلى أنه تم التعامل مع عدد من الحالات بإيقاع أشد العقوبات لتكون عبرة للآخرين، ما أسهم في الحد من التعديات وانخفاضها بصورة كبيرة، مثمنة جهود الأجهزة الأمنية وكوادر مديرية الزراعة التي عملت بروح الفريق وبتعاون ملحوظ.

عامر  خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة