عجلون: 250 موقعا أثريا غالبيتها غير مستملكة تنتظر إبرازها وحمايتها

ما يزال أكثر من 250 موقعا أثريا في محافظة عجلون غالبيتها غير مستملكة لدائرة الآثار العامة، تنتظر إبرازها وترميمها وتأهيلها، واستملاكها لاستثمارها سياحيا، وتوفير الحراسة الكافية لضمان عدم العبث بها.

ويدعو المتخصص في الآثار الدكتور محمد أمين الخطاطبة، إلى ضرورة رعاية وتأهيل مواقع أثرية تاريخية ودينية عدة، وحمايتها من جميع أشكال التعدي عليها، مؤكدا أن ذلك من شأنه الحفاظ على قيمتها الحضارية وإبرازها واستغلالها في التنمية السياحية.

وأوضح وجود مواقع أثرية بارزة عدة تزيد على 250 موقعا أثريا في المحافظة يمكن تأهيلها واستغلالها للسياحة، كموقع البدية ومنطقة المقاطع الأثرية ومسجد لستب وعشرات الخرب والطواحين.

وبين أن مسجد لستب الأثري في محافظة عجلون إلى الشمال الغربي من تل مار الياس، يعد من أقدم مساجد المملكة، مطالبا بالاهتمام به، وحمايته وتأهيل ساحته الخارجية، وتوفير حراسة له، لقيمته التاريخية والدينية والأثرية.

وزاد أن منطقة البدية بحاجة إلى اهتمام أكثر؛ إذ يمكن لهذه المدينة التي تضم عشرات الآبار والمنازل المهدمة، وذات الجغرافيا الجميلة استغلالها لأغراض تشجيع السياحة، واستصلاح جميع الآبار فيها في الحصاد المائي وتأهيل الطرق المؤدية إليها.

وكانت الأجهزة الأمنية تمكنت الأسبوع الماضي من إلقاء القبض على مجموعة من الأشخاص بحوزتهم قطع أثرية ولوحات فسيفساء تقدر مساحتها بما بين 20 و30 مترا، وجرى تحويلهم الى الجهات المتخصصة، إضافة الى الاحتفاظ بالقطع الأثرية ولوحات الفسيفساء وإرسالها الى مديرية آثار المحافظة.

وقال علي المومني، إن منطقة المقاطع التي تعاقبت عليها عصور مختلفة تصلح لإعلانها محمية طبيعية وتراثية، ما يتطلب الاهتمام بها وإعادة تأهيلها وتوفير الحراسة لها، واستغلالها كموقع لجذب السياح، لاسيما وأن الموقع غني بالآثار التي تعود للعصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية، مشيرا إلى أن الفسيفساء الموجودة في الموقع تعد أقدم فسيفساء مؤرخة في الأردن، وتعود للعصر البيزنطي.

وطالب بتأهيل الكهوف في المنطقة، وتركيب لوحات إرشادية، وتشييك الموقع لحمايته، بحيث يصبح من المواقع السياحية التي تستقطب الزوار.

ويقول منذر الزغول، إن منطقة وادي أبومحمود التابعة لمنطقة الساخنة في منطقة الصفا التي تضم قرى الساخنة والشكارة والفاخرة والصفصافة والسوق والجبل الأخضر والخشيبة، تزخر بعشرات القبور الصخرية التي ترجع للعصور الرومانية والبيزنطية، لكنها ما تزال خارج الخريطة السياحية للمحافظة، داعيا إلى الاهتمام بها وإبرازها كمعالم أثرية وسياحية، بحيث يمكن استثمار محيطها بمشاريع سياحية.

وطالب أحمد قريشات، بإدراج منطقة وادي أبومحمود والقبور الصخرية فيها على الخريطة السياحية لمحافظة عجلون، لافتا الى أن المنطقة، إضافة الى منطقة الساخنة، يوجد فيها المئات من القبور الصخرية، التي تستحق أن تدرج على الخريطة السياحية للمحافظة، إضافة الى ضرورة أن تقوم الجهات المعنية بالحفاظ عليها لأنها توثق لعصرين مهمين تعاقبا على المنطقة وهما: العصر الروماني والعصر البيزنطي.

وبين مدير آثار عجلون الأسبق الدكتور محمد أبوعبيلة، أن المنطقة سكنها الرومان والبيزنطيون، لافتا الى انتشار راناتهم في المنطقة ومناطق أخرى في جرش وعجلون؛ حيث كانت تستخدم كقبور صخرية في العصرين الروماني والبيزنطي، مؤكدا أن عادات الدفن كانت على هذا الشكل في هذه العصور؛ حيث يتم حفر الران بالصخر وحسب حجم المتوفى، موضحا أن القبور اتخذت نماذج متعددة ومنها ما يكون على شكل بئر أسطوانية كما هو الحال بخربة أم زيتونة.

ويزيد أبوعبيلة، أنه بعد دفن المتوفى في هذه القبور الصخرية يتم إغلاق القبر بواسطة حجر إغلاق من صخور المنطقة نفسها حتى لا يتم التفريق بين القبر والمنطقة الموجود فيها القبر، مبينا أن بعض هذه الرانات قد يكون استخدم كمتاريس في الحروب التي كانت دائرة في تلك الأزمنة، لافتا الى أن استخدامها كقبور هو الاحتمال الكبير والأكيد.

وأشارت مصادر الآثار، إلى أن محافظة عجلون غنية بالمواقع الأثرية، مؤكدة أن دائرة الآثار العامة تبذل جهودا استثنائية للحفاظ على هذه المواقع من العبث والخراب.
وأكدت أنها تتخذ الإجراءات كافة الممكنة للحفاظ على هذه الكنوز الأثرية التي تزخر بها محافظة عجلون، مشيرة الى أن المديرية تولي جميع المواقع الأثرية والتاريخية، والتي تعود لحقب تاريخية مختلفة، اهتماما كبيرا ووفق إمكاناتها المتوفرة، بحيث تجري عمليات التنقيب والتأهيل وتوفير الحراسة للمواقع البارزة.

يشار إلى أن لدى دائرة الآثار زهاء 250 موقعا أثريا مسجلة في المحافظة، وتشمل الكهوف والخرب الصغيرة والقبور التي تدل على استيطان بشري، إلا أن غالبيتها غير بارز أو مستملك.

ووفق أرقام مديرية الآثار، فإنه يعمل لدى المديرية زهاء 60 شخصا على حساب المشاريع، وهم من حملة المؤهلات العلمية، إضافة إلى وجود 7 حراس موزعين على 4 مواقع أثرية بارزة ومستملكة لدائرة الآثار.

عامر  خطاطبة / الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة