علي محافظة يؤرخ للمعارضة السياسية الأردنية في مائة عام

ضمن احتفالات المملكة بمئوية تأسيس الدولة الأردنية، صدر لأستاذ التاريخ العربي المعاصر والمؤرخ الأردني د. علي محافظة كتابه “المعارضة السياسية الأردنية في مئة عام 1921-2021″، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، عمان وبيروت، يؤرخ فيه تاريخ المعارضة السياسية الأردنية خلال المائة الأولى من عمر المملكة الأردنية الهاشمية “1921-2021”.
يشتمل الكتاب، بحسب محافظة، على مختلف المراحل التي مرت فيها المعارضة من عهد الإمارة “1921-1946” إلى عهد المملكة “1946-2021″، حيث يتناول مراحل تطورها وأساليبها المعارضة في جميع العمل السياسي السلمي، ورغم أن هذا التاريخ فات ومضى، غير أنه جزء مهم من تاريخنا الوطني لا بد من قراءته بروح موضوعية وبنزعة عقلانية وتوجه نقدي، وكيف تطورت الحياة السياسية في هذا الوطن الملاصق لفلسطين ويتعرض وجوده للخطر الصهيوني الاستعماري أكثر من أي قطر عربي آخر.
ويرى محافظة أن المعارضة السياسية كانت مكونا أساسيا من مكونات الحياة السياسية الأردنية، وكان لها دور جوهري في تطوير هذه الحياة، وفي تحقيق العديد من المطالب الشعبية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي أسهمت في نهضة الأردن في مختلف ميادين الحياة.
وينوه محافظة الى أنه استعان ببعض المراجع والدراسات التاريخية السابقة، مثل مذكرات الشخصيات السياسية الأردنية كان لها دور في المعارضة السياسية، كما أن هذه الدراسة، بحسب محافظة، تعد أول دراسة شاملة لقرن من الزمن، وبهذه الدراسة يشعر أنه أوفى المعارضة السياسية الأردن في مائة عام بعض ما تستحق من العناية والاهتمام.
ويلفت محافظة الى أنه في عهد الإمارة الأردنية “1921-1946″، اتسم المجتمع الأردني بمثلث الفقر والجهل والمرض، وهذا الوضع انعكس على تشكيل المعارضة السياسية في البلاد المؤلفة من شيوخ العشائر وأعيان المدن، مبينا أن التعليم الثانوي والعالي كان محدودا جدا، ما جعل أمير البلاد يستعين في إدارة الدولة الناشئة بقيادات كفؤة من أبناء البلاد العربية الشقيقة المجاورة: سورية، لبنان، فلسطين، العراق والحجاز.
ويتابع محافظة “كان معظم هؤلاء من المنتسبين الى حزب الاستقلال العربي الذي تكون من بقايا أعضاء جمعية العربية الفتاة، وجمعية العهد السريتين اللتين نشأتا في العقد الأول من القرن العشرين، أي في أواخر العهد العثماني. وتولى الاستقلاليون، وهم من بقايا حزب الاستقلال العربي الذي تكون في عهد الفيصلي في سورية “1918-1920″، حكم الإمارة بين 1921-1924.
ويشير محافظة إلى وجود عدد محدود من الدراسات التاريخية التي تتحدث عن المعارضة السياسية الأردنية بعناوين متباينة مثل “الحركة الوطنية الأردنية”، أو بأسماء مكوناتها من شخصيات أو أحزاب سياسية. واقتصرت هذه الدراسات على عهد الإمارة “1921-1946″، أو عقد الخمسينيات من القرن العشرين، وجاء بعضها في إطار تاريخ الأردن السياسي، مبينا أنه من أجل ذلك قام بإعداد دراسة خاصة بالمعارضة السياسية الأردنية منذ نشأة الدولة في العام 1921 وحتى العام 2021، أي على مدى قرن من الزمن.
ويذكر أن الدكتور علي محافظة حاصل على إجازة ﻓﻲ ﺍﻵﺩﺍﺏ، ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺩﻤﺸﻕ 1959، ﻭﺩﺒﻠﻭﻡ عام في التربية من الجامعة نفسها في العام 1960، كما حصل على دكتوراة الحلقة الثالثة في الدراسات الإسلامية ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﺒﻭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﺒﺎﺭﻴﺱ 1971، ودكتوراه ﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ- ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟسوربون ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺒﺎﺭﻴﺱ 1980.
صدر له العديد من المؤلفات منها “العلاقات الأردنية البريطانية 1957-1921″، “تاريخ الأردن المعاصر، ﻋﻬﺩ ﺍﻹمارة “1946-1921″، “الاتجاهات الفكرية عند العرب في عصر النهضة (1987-1975)”، “ﺍﻟﺤركة الفكرﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﻭشرقي ﺍﻷردن (1925-1775)”، “ﺍلفكر ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ (1948-1918)”، “ﺍلفكر ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ الأردن (1946-1916)”،” ﺃﺒﺤﺎﺙ ﻭآراء ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ الأردن ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ”،” ﺃﺒﺤﺎﺙ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ العرب ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ”،” ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ المقيدة، حالة الأردن 1999-1989″، “دراسات في التربية ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ”، “ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎ والوحدة العربية 1995-1945″، وغيرها الكثير.

عزيزة علي/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة