غياب وتغييب أهل الاختصاص فاقم المشكلات في بلادنا …// د. رياض خليف الشديفات

=من أبرز التحديات التي تقف في طريق الإصلاح الحقيقي وحل مشكلاتنا المعقدة في مسيرة مجتمعنا الذي يصبو إلى حياة كريمة غياب أو تغييب أهل الاختصاص في الشأن العام والإدارة العامة، فالتغييب أو الغياب فاقم من الواقع المرير، فلا رجال السياسة الأكفاء في مواقعهم المناسبة، ولا رجال الاقتصاد من ذوي الاختصاص يرسمون ملامح الاقتصاد المطلوب على الرغم من الحديث المكرر عن منظومة الإصلاح الاقتصادي، فالواقع يدل على حجم المشكلات الاقتصادية التي تنعكس على الواقع الاجتماعي بكل ما فيه.وفي البعد الإعلامي والثقافي غياب وتغيب الكفاءات الإعلامية والثقافية سمة بارزة لا تخفى على أحد من المتابعين، فلم نعد نرى تلك البرامج الوطنية والثقافية التي تعزز الهوية الثقافية والإعلامية، فبرامج اللغة العربية الفاعلة محدودة جداً، والحديث في اللغة العربية شبه معدوم في غالب البرامج التي تقدم وتعرض، والقيمة القيمية للبرامج والمسلسلات والأفلام في غالبها تخلو من المضمون القيمي الذي يتناسب مع منظومة قيم المجتمع، وما رواية ميرا منا ببعيد!! وما قيم فلم الحارة المراد تسوقيها بخافية على الغيورين من أبناء مجتمعنا !.وغياب وتغييب أهل الاختصاص في التوجيه الديني والتربوي والتعليمي نتائجه ماثلة أمام الجميع، فالكل يتحدث في مسائل الدين والفتيا حتى في أدق تفاصيلها، وفي مواقع التواصل الاجتماعي ترى العجب، وفي وسائل الإعلام والفضائيات يتم التركيز على قضايا خلافية وفرعية ومسائل تربك عوام الناس، ويغيب العلماء وأهل الاختصاص عن بيانها ومعالجتها، أما التربية والتعليم فمخرجاتها تدل على حالتها من الوهن والتراجع، وهي ميدان لتجريب سياسات لن تفضي إلا إلى المزيد من الوهن والتراجع ، وما لم يعط الخبز لخبازه لن يتغير في الأمر شيئاً.وقد يقول قائل: التشخيص نعرفه فما الحل؟ الحل عند أهل الحل يبدأ بالخطوة الأولى بعدما عرف المرض الانتقال إلى العلاج من قبل أهل الاختصاص مع وجود الإرادة الصادقة في طي صفحة من الضياع والتيه طال أمدها، وليس لدينا ترف الوقت للتجريب، ولدينا من الإرث الحضاري والثقافي والقيمي ما يمكننا من معرفة طريقنا ومعالجة واقعنا، فهل نفعل ذلك؟ .

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة