في ظلال آية..مرج البحرين يلتقيان / الداعية نائلة هاشم صبري-

قال تعالى: « مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ « سورة الرحمن –الآية 19.
لقد خلق الله -سبحانه وتعالى- البحرين المالح والعذب. فالملح يجعل الماء أثقل من الماء العذب في الأنهار والبحيرات لذا فتسهل السباحة في الماء المالح عن الماء العذب. والبحر المالح والعذب يتجاوران ويلتقي طرفاهما ولكن لا يمتزجان معاً. هذا ويشمل الأول البحار والمحيطات، والثاني الأنهار.
قال تعالى: « وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ…» سورة فاطر- الآية12.
فإن ماء الأنهار وماء البحار يلتقان عند مصبهما دون أن يختلط أحدهما بالآخر، فماء البحر يسيل في مجراه الطبيعي دون أن يعتدي على ماء النهر. ومعنى ملح أجاج: أي شديد الملوحة.
والله -سبحانه وتعالى- بقدرته ومشيئته أرسل البحرين الواسعين الكبيرين متلاصقين ومتجاورين بحيث لا يمتزجان فهو يفصل بينهما بالبرزخ هذا شديد العذوبة حلو سائغ سميّ فراتاً لأنه يفرت العطش أي يقطعه ويزيله، وهذا شديد الملوحة مرّ شديد المرارة وهو ماء البحار سمي أجاجاً من الأجيج وهو لهب النار لأن شربه يزيد العطش. وجعله مالحاً ليبقى الهواء صحيحاً فلا يفسد ولا ينتن وجعل بينهما حاجزاً عظيماً يمنع اختلاطهما أي اختلاط العذب الفرات مع الشديد الملوحة أو المرارة فيمنع وصول كل منهما الى الآخر أو اختلاطهما فبين هذين البحرين المالح والحلو حاجز أرضي. فلا الملح يطغى على العذب فيجعله ملحاً، ولا العذب يجعل البحر عذباً مثله. والحمد لله رب العالمين.

الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة