قمّةُ العدل// محمد فؤاد القضاة

لقد خلق الله كلّ شيء قبل الإنسانفمهّد له الأرض وسخرها له واستخلفه فيها، وميّزه عن سائر مخلوقاته بالعقل والقدرة على التمييز والإختيار، فالإنسان مخيّر وليس مُسيَّر وبالتالي هو مسؤول عن جميع تصرفاته،وعندما ننظر لتصرفات الإنسان نجدها تُصنّف في أمرين هما الخير والشر؛ولأن العقل لا يقبل نظرية الصدفة والعبث فلا بد ان يكون هناك جزاء بالمكافئة والعقابويتجلّى ذلك في الظّلمفالظالم لا يمكن ان تُترك افعاله دون جزاءوالمظلوم لا يمكن ان يبقى مظلوماً، فيبقى بفطرته بحاجة للإنصاف واذا لم يُنصف في الحياة الدنيا فلا بد من وجود ما ينصفه حتى بعد موته.وكذلك الأمر بالنسبة لأفعال البشر الأخرىفالذي ينظر للفقير المسكين والمتمسك بفطرته التي خُلِق عليها والغني الزاهد والمُسالم وذو الأخلاق الحسنة ثم ينظر للفاجر والفاسق وسيء الأخلاق والمستبد؛يُدرِك أن #الجنّة حق #والنار حقوأن #الله الحق هو الملجأ الذي سيُجزي المُحسِن على إحسانه والمسيء على إسائتهويُرى ذلك في قول الله تعالى في سورة النساء“لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا”وقد شمل الله تعالى في خطابه المسلمين وأهل الكتاب جميعاًفلا يغترّ المسلم بإسلامه ولا الكافر بكفرهتالله تلك هي قمّة العدل…

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة