كردستان إيران تتظاهر: 13 قتيلا بهجمات الحرس الثوري

دبي- شهد عدد كبير من مدن كردستان إيران تظاهرات احتجاجية أمس، دعماً لأهالي مدينة مهاباد.
فيما هاجمت قوات الحرس الثوري المحتجين في مدينة جوانرو، وبيرانشهر ودهكلان وبوكان، بحسب ما أفادت منظمة هنغاو الكردية لحقوق الإنسان، لافتة إلى وقع 13 قتيلاً برصاص الأمن في مختلف مدن كردستان.
كما أوضحت المنظمة التي تتخذ من النرويج مقراً لها، أن هذا العدد من الضحايا سقط خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
الموت لخامنئي
وكان المحتجون في جوانرو هتفوا “الموت لخامنئي” أثناء مشاركتهم على نطاق واسع في مراسم تشييع “عرفان كاكائي”، و”بهاء الدين ويسي” اللذين سقطا خلال احتجاجات سابقة.
كما قتل خلال احتجاجات الليلة الماضية بكردستان، ستة متظاهرين في مدن بيرنشهر وجوانرو وديولان الحياة، برصاص الأمن، وتوفي متظاهر من مدينة بوكان متأثراً بجراحه.
تظاهرات واسعة
أتت تلك التطورات امس بعدما شهدت العديد من المناطق شمال غربي البلاد، حيث الأقليات الكردية، تظاهرات واسعة، إثر تشييع عدد من المعتقلين أو المحتجين، لاسيما في مهاباد، حيث أرسلت تعزيزات عسكرية إلى المدينة، بما فيها طائرات هليكوبتر عسكرية نقلت أعضاء من الحرس الثوري لقمع تلك الاحتجاجات، بحسب “هنغاو”.
تعزيزات عسكرية للحرس
وبلغ عدد المواطنين الذين قتلوا خلال احتجاجات الأيام الخمسة الأخيرة في كردستان إيران، 36 شخصاً.
يذكر أنه منذ وفاة أميني لم تهدأ التظاهرات في البلاد، فقد تحولت الانتفاضة إلى ما يشبه الثورة الشعبية من قبل الإيرانيين الغاضبين، من جميع طبقات المجتمع، ما شكل أحد أكثر التحديات جرأة للزعماء، ورجال الدين الذين يحكمون البلاد، منذ ثورة 1979 التي صعدت بهم إلى السلطة.
ضغوطات غربية
أفاد متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية امس، أن بلاده تتفق مع الولايات المتحدة في تحويل تركيزها بعيدا عن إحياء الاتفاق النووي مع إيران إلى دعم الشعب الإيراني في مواجهة القمع العنيف من طهران للاحتجاجات الحاشدة.
وقال المتحدث في مؤتمر صحفي روتيني للحكومة “نتحرك بالفعل وفقا لذات المسارات”.
كما أضاف “حاليا، تركيزنا منصب على دعم الشعب الإيراني وممارسة الضغوط على النظام الحاكم الإيراني لوقف قمع حقوق شعبه”.
ومحادثات إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وقوى عالمية وصلت إلى طريق مسدود منذ ايلول (سبتمبر) أيلول. وتتهم قوى غربية طهران بطرح طلبات غير منطقية بعدما بدا أن كل الأطراف أوشكت على التوصل إلى اتفاق.
وفي وقت سابق هذا الشهر، قال روبرت مالي، المبعوث الأميركي المعني بالملف الإيراني، إن إدارة الرئيس جو بايدن ستترك الباب مفتوحا أمام استئناف الدبلوماسية “عندما وإذا” حان الوقت المناسب لكن الآن ستواصل واشنطن تطبيق سياسة فرض العقوبات وممارسة الضغط.
كما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا وبريطانيا عقوبات على إيران بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.
في سياق متصل، كشف رئيس مجلس إدارة الجمعية الآشورية في طهران، يوناتن بيت كليا، عن تعرض الجالية المسيحية وخاصة الآشوريين في إيران، للضغوط من قبل أجهزة المخابرات والأمن لعدم المشاركة في الاحتجاجات المنتشرة في البلاد.
وأوضح بيت كليا وهو قريب من السلطات الإيرانية، أن المخابرات الإيرانية أبلغت ممثل المسيحيين بذلك، مضيفاً أن الأساقفة والكهنة الآشوريين طلبوا من المواطنين المسيحيين، عدم المشاركة في الاحتجاجات.
إلى ذلك، وصف بيت كليا، الذي مثّل المسيحيين الآشوريين والكلدان لخمس دورات في البرلمان الإيراني، الاحتجاجات بأنها “اضطرابات”.
وأضاف: “لطالما طلبت خلال فترة مهمتي في الجمعية الآشورية وعضوية البرلمان من الفتيان والفتيات المسيحيين عدم المشاركة في المسيرات والاحتجاجات”، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا”.
كما طالب رئيس مجلس إدارة الجمعية الآشورية بطهران الكنائس والأساقفة البروتستانت والكاثوليك، بإصدار بيان موحد لمنع الجالية الآشورية عن الانضمام إلى الاحتجاجات.
مسيحيون معارضون وموالون
واتهم بيت كليا الذي يحظى بدعم النظام الإيراني، المسيحيين الإيرانيين المعارضين الذين يعيشون في الخارج بـ “تحريض الشباب المسيحي”.
كذلك قال إن من الأمثلة على إجراءات هؤلاء المسيحيين في الخارج، إعداد قائمة بالمسيحيين الإيرانيين، تحت عنوان “عملاء الجالية الآشورية في إيران”، في إشارة إلى المتعاونين مع النظام بمن فيهم بيت كليا نفسه.
إيران خائفة من مشاركتهم
ويرى المتابعون للشأن الإيراني أن السلطات الإيرانية لا تريد مشاركة المسيحيين الإيرانيين أو الأقليات الدينية الأخرى كاليهود والزرادشتيين والصابئة المندائيين في الاحتجاجات، لأنه في حال مقتل أو اعتقال أي منهم قد ينعكس ذلك بشكل أوسع في الخارج.
يذكر أن المسيحيين في إيران يتوزعون على أربعة مجموعات، وهم الأرمن والآشور والكلدان والمسيحيين الجدد.
ويقطن معظمهم طهران وتبريز وأورومية وأصفهان والأهواز وعبادان وشيراز ورشت وأراك، ولهم نحو 600 كنيسة ويتراوح عددهم بين 800 ألف ومليون نسمة.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة