كنوز المفرق الأثرية تتطلع لاستعادة أهميتها سياحيا وتنمويا

المفرق- تحتفظ المفرق بكنوز تاريخية متنوعة، إذ تضم 14 موقعا أثريا مكتشفا، إلى جانب عشرات المواقع الأخرى الموثقة، ولكنها تنتظر الدور للكشف عنها، بعد إنجاز الأعمال المسحية الخاصة بها.
وفي هذا الإطار، فإن الضوء الذي بدأ يسلط على محافظة المفرق، والاهتمام الذي تحظى به في النطاق السياحي، تمثل بالخطوات التي قامت بها وزارة السياحة والآثار والمحافظة وبلدية أم الجمال، بإدراج موقع أم الجمال الأثري على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ‏(اليونيسكو).
فمنذ نحو ثمانية أعوام، بدأ العمل على ملف الإدراج، في وقت يصنف فيه موقع أم الجمال الأثري، سابع المواقع الأردنية التي ستدخل إلى قائمة التراث العالمي في حال قبول ملفها، وهو أمر سيسهم بقوة في تعزيز قوة القطاع السياحي التنموية، ما يتطلب جهودا كبيرة، تجلت في توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني للاهتمام بالموقع، والمواقع الأثرية في المحافظة، وتعزيز التوجه للاستثمار السياحي فيها، لتصبح نقطة جذب سياحي ثقافي محلية وإقليمية وعالمية.
وشكلت زيارة جلالة الملك في نيسان (إبريل) الماضي يرافقه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، انطلاقة لتعزيز الاهتمام بالمحافظة، وكنوزها التاريخية، وتطوير مناخها السياحي، وامكاناتها، لتكون نقطة جذب سياحية وتنموية عالية.
وتتضمن أم الجمال، مدينة نبطية متكاملة عدد مبانيها يصل الى 150، وهي محاطة بأسوار محصنة، وذات نظام معماري تمتزج فيه الملامح الحضارية النبطية والرومانية، وهو نظام مقاوم للزلازل، ومتقدم، بخاصة مع وجود نظام ري يسحب المياه من مسافة 42 كلم إلى المباني عن طريق القنوات.
ويتطلب دعم ملف الإدراج، لموقع أم الجمال على قائمة التراث العالمي، خطة يجري تنفيذها لتعزيزه، كي تحصل المدينة الأثرية العريقة على أصوات الدول الأعضاء في اليونسكو، لإدراجها على القائمة، واستعراض نقاط القوة في القيمة النسبية التي يتمتع بها الموقع، إلى جانب الحملات الترويجية له في العالم.
تتمدد محافظة المفرق، التي تتمتع بانتشار معالم أثرية سياحية في ربوعها، على صحراء واسعة جاذبة، تربط الأردن بثلاث دول عربية، لكن واقع السياحة فيها، عانى لعقود مضت من التهميش، وندرة الفرص والترويج لما تشتمل عليه من كنوز تاريخية، في وقت يتطلع أبناء المحافظة، والمعنيون في قطاع السياحة، لأن يحقق إدراجها على قائمة التراث العالمي، نهوضا بالقطاع السياحي على مستوى المحافظة والأردن.
وفي وقت يحتل فيه القطاع في بعض المحافظات مكانة مهمة، إلا أنه في محافظة المفرق برغم إمكانياتها السياحية الكبيرة، لم يتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة منه، ليكون مساهما حيويا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمحافظة.
لم يستطع القطاع السياحي في المفرق، إبراز الصورة الحقيقية للسياحة فيها، إذ غاب الاهتمام في الاستثمار فيه، ما جعل مكانتها في السوقين المحلي والدولي السياحي ضئيلة جدا، وهو ما يدعو اليوم إلى إبراز السياحة فيها كفاعل أساسي، يسهم بتطوير وتنمية شاملين للمحافظة، وليكون واحدا من مصادر الدخل للاقتصاد الأردني، وان يسهم في مكونات الصادرات الخدمية ذات التأثير الكبير على ميزان المدفوعات، عن طريق الأنشطة التي تسهم بفاعلية في زيادة الناتج المحلي الصافي، فالسياحة حاليا صناعة تجارية ومجال اقتصادي مهم في العملية التنموية.
وهنا، فإن ما تزخر به المفرق، لا يقتصر فقط على المواقع الأثرية العريقة، بل هناك نقاط ذات جذب سياحي، مثل الطبيعة، وما يمكن توظيفه سياحيا في بيئتها ذات السمات الخاصة والفريدة، لتحقق جذبا للسياح.
ويرى معنيون وخبراء في السياحة، أن الاهتمام بموقع أم الجمال الأثري في المحافظة، سيكون له دور كبير في إبراز جماليات المحافظة البيئية وإمكاناتها السياحية، ويحقق التوازن في الجذب لمكوناتها، لما يمتلكه الموقع من عناصر جذب سياحي ثقافي، ففي أم الجمال، تفاعلت الحضارات القديمة، التي ما تزال آثارها ماثلة الى اليوم، ليكشف عن زخم التأثيرات الحضارية التي شهدها شمال الأردن عبر التاريخ، ما يفصح أيضا عن عبقرية الإنسان والمكان الأردنية في استمرار جاذبيتهما الثقافية، بما ينتجه مكونهما الماثل لنا اليوم من تركيب حضاري متنوع.
فإلى جوار المنتج السياحي الثقافي المعشق بالتنوع التاريخي، هناك تراكم حضاري، اختزن في تراث انساني مميز، تمثله بادية غنية بأنماط أصيلة من الطبائع والسلوكيات والعادات التي جعلت من إنسان هذه المنطقة، مجبولا بعصارة موروثات حضارية عريقة، وهو ما يحتاج للتعريف به، ليغدو مركز جذب ثقافي وسياحي استثنائي.
وفي سياق الجهود الرسمية للنهوض بقطاع السياحة في المحافظة، قال وزير السياحة والآثار مكرم القيسي في تصريح صحفي حديث له، إنه “لتحقيق مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي في الفترة (2023-2033) وفرت وزارة السياحة 99 ألف فرصة عمل في قطاع السياحة، وتحفيز الاستثمار في القطاع وزيادة الدخل السياحي”.
وأوضح القيسي أن القطاع، حقق دخلاً سياحياً يعادل 116 % من المستهدفات العام الماضي، ووصلت نسبة أعداد الزوار والسياح لـ122 % من مستهدفات الرؤية، بينما بلغت مساهمة الدخل السياحي في الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي نحو 15.6 %، وهي الأعلى منذ 24 عاما.
وأكد أن القطاع حقق نمواً ملحوظاً في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، بمعدلات فاقت المستهدفات الموضوعة سنوياً، منها: وصول عدد الزوار الدوليين في العام الماضي لـ6.354 مليون زائر، كما بلغ الدخل السياحي للفترة نفسها 5.254 مليار دينار، في حين وصل عدد الزيارات الى المواقع السياحية والأثرية لـ6 ملايين زيارة”.
ويتضح مما سلف، أن موقع المفرق الجغرافي الذي تلتقي فيه ثلاث دول عربية حدودية، عبقري وجاذب لمنطقة تتنوع فضاءاتها البيئية والتاريخية وموقعها المتميز، وفيه تتصدر أم الجمال النقطة الجاذبة للمكان، لتغدو العنوان الأشهر الدال على عمق سماته التاريخية التي تنضوي في أفقه ملامح حضارية، تتمازج فيها الحضارات القديمة: الرومانية والعربية والاسلامية، وما يمثله ذلك من اشتباك إنساني ثقافي، يحتفي بكونه مخزنا لمنتج ثقافي عربي إنساني عريق  تمثل بالتجارة كونه موقعا يتوسط أكثر من جوار، ومستقرا للفعل الثقافي والتواصل الحضاري الإنساني، وسوقا اقتصاديا الى جانب ما تتميز به عمارته التاريخية من فرادة.
وعليه؛ فالتراث الحضاري والثقافي الذي تختزنه أم الجمال، يمكنه ان يشكل قوة فاعلة في الاقتصاد والثقافة والسياحة للمملكة، وهذا يتطلب أن تتوافق عناصر المكان الثرية مع المقومات النوعية فيه من آثار وبيئة، للوصول الى منتج سياحي بصبغة أردنية، على أن يزود ببنية متطورة وحديثة تخدم هذه العناصر، كالمرافق والمنشآت ومستلزمات الخدمات السياحية الراقية بالمحافظة، لتغدو مقصداً سياحياً بارزا، وتعزيز شبكات المواصلات ومرافقها ووسائط الاتصال والإرشاد السياحي، لتجعل من زيارة السائح الى أم الجمال مهما كان هدفه ومقصده، مفعمة بالإثارة والفائدة.
محافظ المفرق سلمان النجادا، أكد أن “المحافظة تتفرد بميزات بيئية متفردة، بطبيعتها الصحراوية من الطراز الأول، وتتمتع بمقومات تجعلها فى مصاف محافظات الصف الأول في قطاع السياحة الاقليمية والعالمية، بجانب امتلاكها لرصيد أثري كبير، تظهر فيه مختلف العصور التاريخية والحقب الزمنية، الى جانب تنوع حرفها اليدوية، ونشاطها السياحي”.
وأشار إلى ضرورة الاهتمام بالبعدين الإستراتيجي والتاريخي للمحافظة، لما تتمتع به قراها وبيئتها ومواقعها من ميزات، بخاصة تلك التي تمتلك عناصر جذب سياحي، لوضعها في إطار البحث والدراسة، لإدراجها على مسارات الترويج للسياحة العالمية.
وقال إن الدولة الأردنية، أولت فرصًا واعدة للاستثمار في القطاع السياحي بالمحافظة، بخاصة موقع أم الجمال، مؤكدًا أهمية الدراسة المنهجية المستفيضة للأماكن ذات الجذب السياحي فيها، بما يحقق نتائج تسهم بتطويرها.
ولفت لأهمية تكامل الأنشطة السياحية في المواقع المستهدفة، على غرار آثار رحاب بني حسن، لترفدها بوجود أقدم كنسية في العالم فيها، بالاضافة للمناطق ذات الميزات النسبية والمقومات الطبيعية المتفردة، الى جانب المقومات التاريخية والأثرية، لافتا الى أهمية الربط بين فريق عمل متكامل بين مديرية سياحة المفرق ومؤسسات المجتمع المدني، ومجلس المحافظة للوقوف على الخطط المقبلة، لاستهداف تلك المواقع والاهتمام بها على نحو أوسع.
إلى ذلك، تهدف الإستراتيجية الوطنية لدعم قطاع السياحة في الأردن وتنميته، إلى تحقيق نمو سريع لهذه الصناعة، إذ ارتفعت إيرادات السياحة العام الماضي 27 % بنحو 7.4 مليار دولار، مقارنة بالعام السابق، وبلغ عدد السياح نحو 6.3 مليون زائر، وفق الإحصائيات الرسمية، لم يتأت ذلك إلا عبر الاستغلال الأمثل لموارد الدولة السياحية والطبيعية والبشرية والأثرية وضمان استدامتها، وتوفير بنية تحتية وخدمية متميزة ومتطورة، لزيادة القدرة التنافسية للسياحة في الأردن.
وفي ضوء ذلك، نجد أن المملكة تسعى جاهدة لتبني خطط طموحة للنهوض بالقطاع وتعظيم إيراداته، ترتكز فيها على محاور رئيسة، من أهمها: التركيز على التسويق والترويج للمقصد السياحي في المحافظة، وتكثيف أنشطة الترويج السياحي وتطبيق أدوات تنشيطية مستحدثة، لتعزيز المنتج إزاء المنافسة الشديدة من المقاصد السياحيّة الأخرى، وذلك عبر محاور مهمة عملت عليها الحكومة ممثلة بوزارة السياحة.
ويأتي في مقدمتها؛ تقوية الرسالة التسويقية والدعائية عالميا، عبر التنفيذ الفاعل للحملة الوطنية للترويج التي جرى التعاقد عليها مع الأطراف المتخصصة كافة، ومن بين أهم الحملات الترويجية، حملة “أردننا جنة” للترويج لموقع أم الجمال في موسم الصيف الحالي، بخاصة في السوق العالمي، بالإضافة لتنشيط السياحة الداخلية.
مدير مديرة سياحة المفرق د. أمجد المعايطة قال في تصريح لـ”الغد”، ستتخلل الحملة الترويجية للموقع فعاليات ضخمة، تقام بالشراكة مع المجتمع المحلي وعلى مستوى عال جدا، يضم مستثمرين ودبلوماسيين، باعتبار أن الموقع وجهة سياحية إستراتيجية عالمية، مشيرا إلى أن الموقع بحاجة لفرص استثمارية، ليدرج على الخريطة العالمية.
وأشار المعايطة، إلى أن عمل مؤسسات المجتمع المدني، داعم وشريك أساس للترويج للموقع وتسليط الضوء على أهميته، لما تحققه من إسهام برفع الوعي الاجتماعي والثقافي للمواطنين حول أهمية هذا القطاع.
ولفت إلى أن هذه المؤسسات، ذات دور في نشر الثقافة السياحية، وتقديم الأفكار المبتكرة التي تساعد بتحقيق انتشار واسع لها، وتعزيز مسارات النهوض بالواقع السياحي اقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا وفكريا وثقافيا، وابتداع أفضل وأحدث الأساليب في التنشيط والترويج السياحيين، وتشكيل وعي عام بالسلوكيات الجاذبة للسياحة في المجتمعات المحلية، وتوجيه الرأي العام المحلي للاهتمام بمواقعنا السياحية والحفاظ عليها، وترسيخ مفاهيم ثقافية واجتماعية ترتقي بالوعي الخاص بنظرتنا لقطاع السياحة وضرورة دعمه وتمكينه من أن يحقق ما نطمح إليه من حضور على المستويين المحلي والعالمي.
رئيس بلدية أم الجمال، حسن الرحيبة أكد لـ”الغد” أن “الحكومة تبذل قصارى جهدها وبرعاية ملكية سامية، لجلب الأصوات التي ستفوز فيها أم الجمال للإدراج على قائمة التراث العالمي للعام 2024، وتسعى للتواصل مع الجهات المعنية في هذا الجانب، وبذل الجهود لهذا الإدراج الذي سيسلط الضوء على الموقع، ما يعزز من لفت الأنظار في العالم إلى أهميته، والتوجه للاستثمار فيه”.
وبين أن “وزارة السياحة والآثار، وبلدية أم الجمال، على علاقة إستراتيجية واضحة المعالم، لافتاً الى أن البلدية قدمت كل الجهود في سبيل ان تحقق أم الجمال شروط الإدراج على قائمة التراث العالمي، والأسس التي فرضتها منظمة اليونسكو، إذ استكملنا الشروط كافة لهذا الملف”، مبينا أن هناك استعدادات وفعاليات، سيعلن عنها في هذا الشأن، وسيشارك فيها مستثمرون، الى جانب برنامج واسع للفعاليات الشعبية والرسمية”.
من جهته، قال رئيس مجلس المحافظة خليل الشديفات لـ”الغد”، “لدينا خطة إستراتيجية جديدة انتهجناها كمجلس بشأن قطاع السياحة؛ من منظور واضح، يرى أن هذا القطاع رافد أساس وشريك حيوي لدعم الدولة، فما نسبته 16 % من موارد موازنة الحكومة، يعتمد عليه”.
وأضاف الشديفات، أن “المحافظة تضم معالم سياحية معروفة، أهمها (منطقة أم الجمال الأثرية، وموقع سكة الحديد الحجازي وآثار بني حسن)، لما لتلك المواقع من ميزة جمالية وتراثية، أولاها جلالة الملك، الاهتمام ووجه للعناية اليها، وتوج ذلك بزيارته للمحافظة، ما عزز النظر بعين الاهتمام للمفرق ومواقعها التاريخية، بخاصة أم الجمال، لتحقق المستوى المتوخى منها”.
وأكد أن “المواقع الأثرية، ومنها سكة الحديد، معالم ذات بعد تنموي إستراتيجي، لأهميتها التاريخية، وكمجلس محافظة فإننا نعمل وفق رؤية جلالة الملك العميقة، التي وجهت لاتخاذ هذا الموقع كواجهة جاذبة للمناسبات والأنشطة ذات البعد التنموي في المفرق”.
وتابع “وضعنا خطة جديدة للتعامل مع القطاع السياحي بالتعاون مع مديرية سياحة المفرق، وسيجري قريباً عمل ورصد ميزانيات، لتنظيم فعاليات تخص القطاع في المحافظة، الى جانب تخصيص جزء من تلك الميزانيات لوضع بعض المناطق الأثرية على المسار السياحي، بالإضافة إلى موقع رحاب بني حسن الأثري، المهم تاريخيا ودينيا وسياحيا”.
وأشار إلى أن مخصصات وزارة السياحة في موازنة عام 2024 كانت منخفضة، ومختصة بالمشاريع التشغيلية فقط، ولضيق وشح الموازنة والإمكانات، لم يتح للمجلس العمل على ترويج تلك المواقع ووضعها على المسار السياحي”، آملا أن تحقق الخطة الجديدة التي وضعوها ما يتطلعون إليه من الارتقاء بتنظيم برامج تضع المحافظة ومواقعها على خريطة الاهتمام المحلي والعالمي”، لافتاً إلى “وضع موقع رحاب وسكة الحديد على المسار السياحي، بالإضافة إلى أن أم الجمال الموجودة أساسا على هذا المسار”.
بدورها، قالت رئيسة جمعية أم الجمال للمحافظة على التراث سميحة سميران، إن “موقع أم الجمال يحتاج للكثير من الخدمات التي ستسهم برفع مستوى الاهتمام بالموقع والمحافظة، وتضاعف أعداد السياح والزوار له”.
وأضافت سميران لـ”الغد”، أن “الحركة السياحية انتعشت بعد الزيارة الملكية لموقع أم الجمال، واليوم يتمثل دورنا كجمعية بتقديم ما يحتاجه الزوار والسياح من خدمات للموقع، كالمبيت والوجبات التي تصنع بأيدي نساء البادية العاملات في الجمعية، الى جانب ما نقوم به من تدريب على حرف تقليدية عديدة، نقدمها للعرب والأجانب”.
وأشارت إلى أن “ورشات الحرف، قدمتها اليونسكو، لتعزز من مهارات السيدات، ولتمكنهم من رفد سوق العمل، وتعزيز دورهم التنموي في المجتمعات المحلية للمحافظة”، مبينة أن “هذا سيسهم بالترويج السياحي للمنطقة وللموقع بالدرجة الأولى”.
وقالت إن “أغلب السيدات في الجمعية، حصلن على دورات، من الأكاديمية الملكية لفنون الطبخ، وأصبحن يمتلكن كفاءات عالية في هذا المجال، وينافسن في سوق العمل”، مشيرة إلى أنهن يسهمن بتقديم خدمات الطعام لزوار موقع أم الجمال.
وأكدت أن بلدية أم الجمال، قدمت لهن الدعم في نطاق الإمكانيات المتاحة، عبر تأمينهن بقاعات لعرض منتجاتهن لخدمة المجتمع والزوار، ما يسهم بتنشيط وترويج ودعم القطاع السياحي للموقع، وينهض بدور الجمعية”.
يشار إلى أن الواحة المرصعة بالأحجار البازلتية “أم الجمال”، تقع على بعد 86 كلم من العاصمة عمان، إلى الشرق من صحراء محافظة المفرق (شمال شرق) قرب الحدود السورية، بمساحة إجمالية تصل نحو 5 كلم 2، وتتسم بأحجارها البازلتية السوداء، ويعود تاريخ بنائها للعصر النبطي الروماني البيزنطي، وهي من أقدم المواقع التاريخية الأردنية.
وتُعرف أم الجمال بلقب “الواحة السوداء”؛ نسبة إلى لون صخورها البركانية، وتنتشر فيها الجمال، وهي موقع نشط للبحوث الأثرية والتراث الثقافي.
يعود تاريخ أبنيتها الأثرية لأكثر من 2000 عام، وقد سكنها الأنباط والرومان والبيزنطيون والأمويون والعباسيون، واشتهرت تاريخيا بأنها ملتقى طرق يربط فلسطين والأردن بسورية والعراق، وهي محطة في منتصف طريق “تراجان” الواصل بين عمان والبصرة، أو دمشق والبصرة.
تضم أم الجمال، مواقع دينية استثنائية، أبرزها كنيسة “يوليانوس”، أقدم كنيسة في المنطقة، وتحوي نقشين عربيين يعودان لفترة لما قبل الإسلام. كما تحوي ثكنة عسكرية وكنائس ترجع للعصر البيزنطي، وخزان ماء و33 بركة بعضها روماني وأخرى نبطية، بالإضافة لوجود محكمة وأسوار وبوابة “كومودوس” أحد الأباطرة الرومان.
ويوجد فيها حاليا متحف في البيت الأموي، يحوي مقتنيات عثر عليها في المنطقة خلال ستينيات القرن الماضي.

 

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة