لغة الخطاب بين النواب ودلالاتها// د .رياض خليف الشديفات

ما جرى في مجلس النواب لا يمكن تفسيره بمعزل عن ثقافة المجتمع السائدة ،ولا بمعزل عن الحالة النفسية للنواب التي تمثل الأبعاد المناطقية والجهوية الضيقة والتناقضات الاجتماعية والثقافية في المجتمع ، وما جرى لا يمكن تبريره بحال من الأحوال مهما كانت التبريرات والدوافع له ، فلغة الشتائم واستخدام الأيدي في التعبير عن التأييد أو المعارضة أمر يرفضه الرشد الاجتماعي الثقافي والنيابي فما بالك بشريحة ممثلي الشعب ونوابه !! ، وما جرى له دلالات منها :– المنطق السائد بعيد كل البعد عن منطق الديمقراطية والأعراف التي من المفترض أن تطبق في ظلها كاحترام الرأي والرأي الأخر ، وصوت العقل ، وطريقة النقاش، وتغليب لغة الحوار على لغة الصراخ والمعاركة بالأيدي وغيرها .– هناك مراهقة سياسية ونيابية تظهر بشكل واضح في أسلوب الخطاب ومناقشة القضايا التي تعرض على المجلس كقضايا مفصلية لا يجوز أن يكون التعاطي معها بالفزعة أو “مشي حالك” مما أورث المجتمع أزمات متراكمة يتم ترحليها من قبل المجالس والحكومات على حدٍ سواء بحسب المعلن من موضوع التعاون والمشاركة بين الحكومات والمجالس .– من الواضح أن تشكيلة المجلس تدل على وجود خلل بنيوي وأزمات بين النواب دل عليها سرعة تفاعل النواب مع الحدث بطريقة ما يحدث بين طلاب المدارس الابتدائية بتحالفاتها الصبيانية ، وتحول النواب عن الهدف الرئيسي لوجودهم إلى الاندماج بأكثر من أسلوب في التعاطي مع ما يحدث تحت القبة .– ظهر جليا أن نسبة لا يستهان بها من النواب لم ترق إلى مستوى نواب وطن ، ولم تنضج طريقة تفكيرهم لتناسب حجم التحديات التي يتعرض لها المجتمع .– من الواضح جداً أن غالبية النواب ليس لديهم برامج ولا رؤى لما يجب القيام به ، والعمل لديهم على طريقة الفزعة أو وليد لحظة عاطفية انفعالية إرتجالية للتجاوب مع القضايا التي تطرح في المجالس .– من الواضح جداً غياب دور الكتل والأحزاب والبرامج في مناقشة المشاريع التي تعرض على المجلس ، وبالتالي ما يحدث اجتهادات فردية غالبها بدون برامج ومرجعيات علمية ولا حجة مقنعة لديهم على صواب الاجتهاد الذي يتم تبنيه من قبل غالبية النواب .– المجالس النيابية أصبح وجودها عبئاً مالياً واجتماعياً ووزراً ثقيلاً على المجتمع يضاف إلى الأوزار التي نتجت عن ثقافة الانتخاب غير المجدية لغياب البرامج وغياب الحلول لأزمات المجتمع ، وبسبب الممارسات التي تصدر في كثير من الدورات البرلمانية …آن الأوان لنضج برلماني ينفض غبار الواقع الأليم . …….والله المستعان .

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة