مؤتمر بعنوان “مئوية الدولة الأردنية – الأردن والوطن العربي” في جامعة باليرموك

قال رئيس مجلس الأعيان السابق الدكتور عبد الرؤوف الروابدة أن الأردن بني على قاعدة عروبية منذور لدور عروبي، فجاء إليه كل أحرار الأمة، واحتمى به كل من هجرتهم أوطانهم فكان الحضن الدافئ والصدر الرؤوم، واستقبلهم بحب ووسدهم كل المواقع فكان هذا المجتمع المتميز من اجناس وأعراق وأصول عديدة، تآلفوا وتحالفوا وعاشوا أسرة واحدة وبقينا على هويتنا العربية هدفنا لحمة عربية.

وشدد خلال رعايته افتتاح مؤتمر “مئوية الدولة الأردنية – الأردن والوطن العربي 1921-2021م” بحضور رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور خالد العمري، والذي نظمه عبر تطبيق ZOOM قسم التاريخ في كلية الاداب بالتعاون مع كرسي سمير الرفاعي للدراسات الأردنية بجامعة اليرموك، والمنتدى الثقافي في اربد ضمن احتفالات الجامعة بمئوية الدولة الأردنية، على أن قضية فلسطين هي قضية الأردنيين الخاصة، يقفون معها دون منة، فهي منهم وهم منها، ولا يسبقهم إلى الاسهام فيها أحد، شاركوا في ثوراتها بالمال والسلاح والمجاهدين، وعندما كان فك الارتباط بين الضفتين إداريا وقانونيا، استمر الارتباط التزاما بالقضية، فكنا وسنبقى السند للأهل المرابطين الذين يعيشون ظلم الاحتلال وجبروته، وقد كان الشاهد في ما نراه خلال هذا الاسبوع من تحد للاحتلال وتصد له، وسيبقى الأردنيون دوما في الطليعة ثابتون على العهد، دورنا الأكبر وصوتنا الأعلى، ودعمنا الأهم.

وأضاف أن الأردن وبعد مائة عام من الصمود ورغم مروره بالعديد من العقبات والتحديات والنكبات والحروب، اعتبر الانسان ثروته واستثمر فيها فاستطاع بحكمة قيادته الهاشمية وعزم شعبه أن يكون مادة التنمية وهدفها، لافتا إلى انه علينا ان نعي ونحن نستقبل المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية التي أنجزنا فيها الكثير أن الانجاز مازال دون الطموح، وما زال هناك العديد من التحديات والعقبات، الأمر الذي يستدعينا إلى استثارة كل طاقات الأردنيين للمشاركة في صناعة المستقبل، وأن نستمر في مسيرة الاصلاح الحقيقي في كافة المجالات.

وقال رئيس جامعة اليرموك رئيس المؤتمر الدكتور نبيل الهيلات في كلمته أن الأردنيون يحتفلون هذه الأيام بكل فخر واعتزاز، بالمئوية الأولى من عمر الدولة الأردنية وعبورها، بكل ثقة واقتدار المئوية الثانية، تحت قيادة هاشمية حكيمة، أسست وعززت، على امتداد المئة سنة الماضية،  فكان الأردن دولة مؤسسات وقوانين، ودولة أمن وتنمية شاملة في مختلف مناحي الحياة، وأثبت قدرته على الصمود والتكيف ومواجهة كل التحديات التي عصفت بالمنطقة، على امتداد ما مضى من سنوات مسيرة البناء والخير والإنجاز.

وأضاف أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي احتفاء بمناسبة غالية على قلوب كل الأردنيين، مئوية الدولة الأردنية، وقد جاء اختيار عنوان المؤتمر “الأردن والوطن العربي 1921 – 2021” انطلاقا من ايمان الأردن، بأهمية العلاقات العربية – العربية، وأهميتها وتكاملها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وتماشيا مع سياسة الأردن القومية الثابتة التي تعتبر كل قضية عربية قضية خاصة بالأردن وعلى رأسها قضية الأردن الأولى والمركزية القضية الفلسطينية.

واشار الهيلات إلى أن إحياء هذه المناسبة يشكل فرصة تاريخية لتوثيق ما تم إنجازه والبناء عليه لمواصلة العمل من أجل المستقبل، وتجسيدا لمسيرة البناء والتنمية واعتزازا بمنجزاتنا الوطنية التي أرسى مداميكها الأولى الملك الشهيد عبد الله الأول بن الحسين وبنى عليها الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراهما، وعززها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله.

بدوره ألقى رئيس قسم التاريخ رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور عمر العمري أشار فيها إلى أن بداية الدولة الأردنية كانت صعبة حقا في ظل الامكانيات المحدودة والمتواضعة، الا انه وبسواعد الاردنيين وفي ظل قيادة هاشمية حكيمة، فقد نجحت الدولة الاردنية في اختزال الزمن وتمكنت من بناء مؤسسات وطنية فاقت عمرها، من تعليم وصحة وبنى تحتية الى مجالس تشريعية ودساتير عصرية ، ومؤسسات مجتمع مدني وجيش عربي دافع عن الاشقاء تماما كما دافع عن الوطن، لافتا إلى ان سياسة الاعتدال التى انتهجها الهاشميون منذ التأسيس وحتى اليوم  أسست لعلاقات طيبة ومتوازنة، وجعلت للاردن مكانته وحظوره عربيا واقليميا ودوليا.

وقال أن هذا المؤتمر يأتي لنستذكر بكل معاني الفخر الأوائل من الاباء والاجداد الذين اسسوا وبنوا عبر المائة عام من عمر الدولة الأردنية، ولنعبر المئوية الثانية من عمر مملكتنا الحبيبة بكل عزيمة وثقة وسداد.

من جانبه ألقى شاغل كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية في الجامعة رئيس المنتدى الثقافي/ اربد الدكتور محمد محمود العناقرة كلمه أكد فيها على أن تاريخَ أيِ أمةٍ مرهونٌ بصناعة أمجادِها في الحاضر والمستقبل، وأن هذا التاريخُ لن يُنسى لأنه يرتبط بالذكرى المئوية لتأسيسِ الدولة الأردنية، هذه المناسبةُ الوطنيةُ الأهم، التي نلتقي اليوم احتفاءً بها نروي للعالمِ قصةَ وطنٍ بُني ونهضَ بعزيمة الهاشميين وإرادة الشعب الأردني وصمودِه ، فكان عهداً وميثاقاً أبرمه الآباءُ والأجداد وتوارثه الأبناءُ ليتواصلَ الإنجازُ وتستمرَ المسيرة.

وقال قبل مئةِ عام انطلق الحلمُ العربي بتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية على يد الهاشميين الذين حملوا آمالَ الأردنيين وطموحاتهم باحثين عن الاستقلال، ليتحقق هذا الحلم الأردني ونقف في هذه المئوية أمام مناسبة فعلية تليق بالدولة الأردنية التي حققت منجزاتٍ كبيرةً في مُختلف الميادين، وتقدمت بخطوات مدروسة لتصبح منارة مضيئة تُلهم الأجيال القادمة العبر والدروس لتحقيقِ مستقبلٍ مشرقٍ ومزدهر، لافتا إلى ان التاريخ سيشهد على مئوية وطن تخفق فيه رايةُ العرب وطنٌ نُصِّب ليكون رمزاً للأمن والأمان والاستقرار رغم التحديات التي تواجهه، وطنٌ حمل قضية العرب الأولى  القضيةَ الفلسطينية فوقف مع أهلها وطرحها في جميع المحافل الدولية، وطن كان الوجهة الأولى للجوء العربي فرحب بالأشقاء العرب في بلدهم الثانين فهنيئا لنا بهذا الوطن الذي يشكل اليوم دولةٌ مدنية نفتخر بمئوية تأسيسها كما نفتخر بالإنسان الأردني.

كما القى رئيس قسم التاريخ في جامعة السويس المصرية الدكتور أيمن أحمد محمود كلمة نيابة عن المشاركين في المؤتمر هنأ من خلالها صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن حسين وولي عهده بمناسبة الاحتفاء والاحتفال بمئوية الدولة الأردنية وعلى جهودهما  البناءة الخصيبة في خدمة الاردن وقضايا الأمة العربية، معربا عن شكره لجامعة اليرموك التي كانت السباقة كأول مؤسسة أكاديمية أردنية تحتفي وتحتفل بمئوية الدولة الاردنية، لعقدها مؤتمر مئوية الدولة الاردنية ( الأردن والوطن العربي 1921-2021م) والذي نأمل من خلاله توثيق تاريخ الأردن وعلاقاته مع الدول العربية من خلال الوثائق الرسمية والشعبية.

وقال ان مئوية تأسيس الدولة الأردنية وعلاقتها بالوطن العربي تعد  تعبيرًا  عن احتفال أبناء الأردن بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس الدولة الأردنية، حيث يعتبر عام 1921م عامًا مفصليًّا ومحورياً في تاريخ المنطقة  بتأسيس إمارة شرق الاردن، فعلى مدار قرن من الزمن، سجل التاريخ للمملكة الأردنية الهاشمية أدوارًا محورية بالمنطقة، وقد تعزز دور الأردن إقليميًا ودوليًا، من منطلق دوره الاستراتيجي في القضية الفلسطينية والتي حرص ملوك العائلة الهاشمية في الأردن عبر قرن من الزمان على رعايتها ورعاية الأماكن المقدسة في مدينة القدس، مشيرا إلى أن أهمية الاحتفال بمئوية الدولة يكمن في أنها تؤسس للدخول إلى المئوية الثانية بخطى واثقة نحو تعزيز مفهوم الدولة المدنية الحديثة القائمة على أسس واضحة وثابتة والتي دعا من خلالها جلالة الملك  عبد الله الثاني بن الحسين الأردنيين إلى الاستفادة من دروس الماضي، ويتجهون للمئوية الجديدة قائلاً  “الحديث عن مئوية الدولة، هو الحديث عن مئة عام من البناء والإنجاز، وتعزيز النموذج الأردني في المحبة والإرادة والمنعة والوفاء، برغم التحديات المستمرة”. مضيفاً أن “ذكرى مئوية الدولة تحمل معها مشاعر الفخر والاعتزاز بوطن بني بسواعد الأردنيين وعزيمتهم وتكاتفهم”.

وحضر افتتاح المؤتمر محافظ اربد رضوان العتوم، ومندوب وزير الثقافة الأمين العام للوزارة هزاع البراري، ومدير شرطة اربد العقيد ماهر العموش، ومدير مخابرات اربد العميد رائد النسور، ومعالي الدكتور محمود الدويري وزير الزراعة الأسبق ،— و سعادة السفير الدكتور موفق العجلوني استاذ العلوم السياسية و تاريخ الحضارات و مدير عام مركز فرح الدولي للدراسات و الابحاث الاستراتيجية —-ونائب رئيس جامعة اليرموك للشؤون الأكاديمية الدكتور موفق العموش، ونائب رئيس جامعة اليرموك للشؤون الإدارية الدكتور رياض المومني، وعدد من المسؤولين في الجامعة، والفعاليات المحلية والشعبية في محافظة اربد.

 

وتاليا الكلمة التي القاها  السفير  الدكتور موفق العجلوني  أستاذ العلوم السياسية وتاريخ الحضارات  والمدير العام  مركز فرح الدولي للدراسات والبحوث الاستراتيجية  بعنوان  (الدبلوماسية الأردنية في ١٠٠ عام )

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

صاحب الدولة الأستاذ عبد الرؤوف الروابدة

راعي الحفل الكريم

أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة ايتها السيدات الفضليات

 والسادة الافاضل ، الحفل الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بداية الشكر الموصول لعطوفة الأستاذ الدكتور نبيل هيلات رئيس جامعة اليرموك على الدعوة الكريمة للتشرف بالمشاركة في بهذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوب كل الأردنيين والاردنيات ” مئوية الدولة الأردنية : الأردن والوطن العربي  ( ١٩٢١ – ٢٠٢١ )  لأتحدث اليكم عن الدبلوماسية الأردنية في ١٠٠ عام والتي عشتها قلباً و قالبا لسنوات عديدة ما تقارب أربعون عاماً حيث التحقت بالسلك الدبلوماسي عام ١٩٨٢ ، و لا زالت هذه الدبلوماسية الأردنية العريقة و التي قادها و يقودها الملوك الهاشمين تسري في عروقي و بكل فخر واعتزاز . و ها نحن في دبلوماسيتنا الأردنية نسير على نهج جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ، هذه الدبلوماسية الأردنية العريقة والتي هي امتداد للدبلوماسية الأردنية و التي وضع حجر أساسها امير و ملك العرب عبدالله الأول  رحمه الله و سار على هذا النهج الملك طلال رحمه الله و الملك الباني  الحسين بن طلال طيب الله ثراه  و عزز هذه الدبلوماسية  على طول و عرض هذا العالم المترامي في قاراته الخمس جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله  . وها نحن ندخل بوابات المئوية الثانية من أوسع أبوابها بفضل هذه الدبلوماسية والتي تتصف بالحكمة والعقلانية وبعد النظر و على مسافة واحدة في علاقاتنا الدبلوماسية مع الاشقاء و الأصدقاء ، الى درجة ان الأردن بقيادة جلالة الملك بات بيت الحكمة والذي ينشده الاشقاء والأصدقاء من قادة هذا العالم وزعمائه ، حيث اصبحت الدبلوماسية الأردنية المثل والقدوة في هذا العالم المترامي الأطراف.

 

دولة الرئيس راعى هذا الحفل المبارك ،،،

 أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة

 السيدات والسادة الحفل الكريم ،،،

شكلت الدبلوماسية  الأردنية منذ تأسيس الامارة عام ١٩٢١  عاملا أساسيا في تحقيق مصالح الأردن الوطنية والقومية، فمن خلال الدبلوماسية الأردنية والمبنية على التوازن وسط هذا الزخم و المد والجزر من التطورات التي تشهدها المنطقة و يشهدها العالم من تقلبات و نزاعات و حروب  و فصول خريفية و ربيعية ، فقط حافظ الأردن على دوره الدبلوماسي  وحضوره الفعال في دائرة التجاذبات الإقليمية والدولية .

فلم تكن الدبلوماسية الأردنية في يوم من الأيام و منذ تاسيس الامارة الى يومنا هذا على حساب المواقف السياسية الأردنية الثابتة . و ربما كان هنالك بعض الأحيان سؤ فهم للموقف الدبلوماسي الأردني ، الا ان سؤ الفهم هذا كان يدرك لاحقاً بأن الموقف الأردني هو الصحيح ١٠٠٪ ، و هو نابع من انتماء الأردن القومي … و مثال واحد فقط حرب الخليج ، فلو سار العالم على دبلوماسية جلالة الملك حسين طيب الله ثراه لما وصل الحال في العراق لما وصل اليه من دمار و قتل و تهجير و تقسيم و ما الى ذلك  ، و لا امتد الوضع الى سوريا ، وما وصلت اليه ايضاً من قتل و دمار و تشريد بعد ان كانت بلداً امناً مستقراً و مزاراً لكل العرب  .

كان الأردن  دائماً و لا زال يعبر عن أرائه ووجهة نظرة بكل صراحة ووضوح و حكمة و عقلانية ، و رغم قناعته التامة بوجهة نظره ، الا انه كان يقبل برأي الأغلبية ، و يستمع للرأي و الراى الاخر ، و تذكرون  أيها السادة قمة الرباط واعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، و خروج الضفة الغربية من ارض محتلة من قبل إسرائيل و مطالبة المجتمع الدولي بانسحاب اسرائيل من ارض اردنية احتلتها إسرائيل  عام ١٩٦٧  ، الى ارض متنازع عليها بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، وواقع الحال  الان شاهد على ذلك .

رغم ظروف الأردن الاقتصادية، لم تتخلى الدبلوماسية الأردنية عن التزاماتها تجاه مؤسسات العمل العربي المشترك. و كان الأردن دائماً ملتزماً بمواقفه الدبلوماسية والتي يقدرها كل من العالم العربي و العالم اجمع لأنها مواقف نابعة من شعوره القومي و انتمائه الى امته العربية .

لا تعني الدبلوماسية حقيقة بأن يتخلى الأردن عن موقفه السياسي  ، حيث كان ولا زال دائماً يمثل صوت العقل و الحكمة و بعد النظر . و قد حرص الأردن بتاريخه الدبلوماسي على الحفاظ على اللحمة العربية و دعم القضايا العربية، و كان صوته دائماً مسموع و بكل وضوح دون الإساءة للأخرين ، نعم هذه هي الدبلوماسية الهاشمية و التي سارعليها الأردن منذ تأسيس الدولة . و قد حافظ الأردن في دبلوماسيته على العلاقات مع الامة العربية ، و دوره معروف في إعادة جمهورية مصر الشقيقة الى الحضن العربي و مصالحة مصر مع العالم العربي و تجاوز كافة الخلافات العربية . و لم تكن الدبلوماسية الأردنية مخالفة يوماً ما للسياسة الأردنية . فالدبلوماسية الأردنية هي سياسة ثابتة و راسخة منذ تأسيس الدولة .

اليوم تحترم كل دول العالم الدبلوماسية الأردنية و تستمع لصوت العقل الأردني الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين و النابع من قناعة دبلوماسية راقية جذابة ( VERY ATTRACTIVE ) . وقد نأت الدبلوماسية الأردنية عن الدخول في مهاترات سياسية . و كانت و لا زالت تبدي و تعبر عن مواقفها دون تعصب، و تبدي الحذر من أي مواقف سلبية تجاه العالم العربي .

 فلو بنظرة سريعة سلطنا الضوء على الدبلوماسية  الأردنية الثنائية منذ تأسيس الامارة  عام ١٩٢١ أي قبل مئة عام  حتى يومنا هذا ،  نجد بأن الأردن يقيم علاقات  دبلوماسية قوية  متينة راقية مع كافة دول العالم من خلال التمثيل الدبلوماسي المتبادل والقمم الثنائية  و المتعددة والمشاورات والاتفاقيات الثنائية في المجالات الاقتصادية والعسكرية والأمنية وتعزيز سبل التعاون ، و على رأسها دبلوماسية جلالة الملك و الذي لا ينفك عن القيام بالالتقاء بالملوك و الرؤساء و زعماء العالم و قياداته  ،  مما أظهر قوة الدبلوماسية الأردنية في كافة المجالات.

ومن بديهيات الدبلوماسية الأردنية الانفتاح على محيطه العربي  والإسلامي. ودائما تحتل الدول العربية الشقيقة مركزا متقدما في سلم أولويات الدبلوماسية الأردنية وذلك إيماناً من القيادة الهاشمية  بأن التقدم في العلاقات العربية العربية يصب في مصلحة العمل العربي المشترك، وذلك لتوظيف جميع الجهود العربية لمواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة العربية.

لقد عملت الدبلوماسية الأردنية منذ تأسيس الامارة ان  تكون على مسافة واحدة من جميع الأطراف العربية، وهذا بدوره يعزز الدور التاريخي للأردن في الوساطة والمصالحة في الازمات السياسية  التي  تهب احياناً على عالمنا العربي .

فلو عدنا قليلاً الى الوراء لتاريخ   ١١/٤/١٩٢١ نلاحظ ان الدبلوماسية التي قادها الشريف الحسين بن علي، وأنجاله الملوك علي وفيصل وعبدالله، والأمير زيد، كان هدفها الاستقلال والوحدة والحرية للعرب ، و تأسيس  دولة عربية مستقلة، تفرض مكانة العرب على الخارطة السياسية في التاريخ المعاصر .

و ها نحن اليوم نحتفل و بعد مرور 100 عام على تأسيس الدولة الأردنية، تشهد الدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني ،   إقامة العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم وتطوير العلاقات الثنائية مع البلدان على مستوى القيادات وفي جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية على نحو يجعلها نموذجا يحتذى به في العلاقات الدبلوماسية .

 وقد تعزز دور الدبلوماسية الأردنية خاصة بعد انشاء وزارة الخارجية عام ١٩٣٩ ، حيث تم تعديل اسمها الى وزارة الخارجية و شؤون المغتربين عام ٢٠١٣ من اجل  ايلاء الاردنيين في الخارج المزيد من الاهتمام والرعاية وتعزيز قنوات الاتصال والتواصل معهم وتعميق روابطهم بالوطن  . و هنالك امثلة كثيرة من اهتمام القيادة الهاشمية بالأردنيين في الخارج وانا شاهد على ذلك، علاوة لدي مؤلف خلاصة رسالة دكتوراه في تاريخ المهاجرين والمغتربين الاردنيين والعرب منذ عام ١٨٥٠ – ٢٠٠٠ .

تعمل الدبلوماسية الأردنية منذ تأسيس الامارة على إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة حيث بلغ عدد بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج حتى يومنا هذا ٦١ بعثة دبلوماسية على مستوى العالم، إضافة إلى تمثيل غير مقيم في ٨٧ دولة. و تشرفت بتمثيل بلدي الأردن في ١٥ بعثة دبلوماسية بين سفير و دبلوماسي .

ففي شهر أيار عام ١٩٤٣تم تعين السيد توفيق أبو الهدى أول وزير خارجية للأردن، لتواصل الدبلوماسية الأردنية مسيرتها في السياسة الخارجية انطلاقا من مرتكزات ومبادئ تستند إلى الدستور والثوابت والرؤى الوطنية وقيم الإسلام السمحة والإيمان الراسخ بانتماء الأردن إلى الأمتين العربية والإسلامية، وبما يخدم ويحقق المصالح الوطنية والقومية والإسلامية.

وواصلت الدبلوماسية الأردنية العمل على تحقيق أهداف السياسة الخارجية الأردنية وحماية المصالح الوطنية والمحافظة على مكتسباتها وتعزيز دور الأردن ومكانته وطنياً و إقليميا ودوليا.

ففي فترة إمارة شرق الأردن، تم إنشاء 3 قنصليات اردنية في كل من القاهرة وبغداد ودمشق، وهذا تعبير صادق على أهمية نظرة الأردن لتعزيز علاقاته اولاً مع الاشقاء العرب. حيث عُين سامح حجازي أول قنصل أردني لدى العراق في، كما عُين أديب وهبة قنصلا عاما لدى مصر .

ومنذ عام ١٩٤٣ الى يومنا هذا تسلم ٧٧ وزيرا حقيبة وزارة الخارجية حيث يشغل منصب وزير الخارجية وشؤون المغتربين حاليا الوزير النشط معالي أيمن الصفدي، الله يعطيه الصحة والعافية.

تعمل الدبلوماسية الأردنية –  بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ،  حيث يسير على نهجة كل من وزراء الخارجية و البعثات الأردنية  في الخارج ،  على الصعيدين الإقليمي والدولي –  من خلال العمل الدبلوماسي على تعزيز الدور الأردني وإبراز المواقف الوطنية في المحافل الدولية كافة والدفاع عن مصالح الأردن ورعاياها في الخارج.

وتتابع الدبلوماسية الاردنية القضايا ذات الأولوية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية تنفيذا للوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس. و العمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ و عاصمتها القدس الشرقية، و هذا موقف الأردن الثابت والذي اكد علية جلالة الملك قبل يوم امس في الديوان الملكي العامر.

تشارك الدبلوماسية الأردنية دائما في الجهود الدولية  الرامية إلى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وإظهار الصورة السمحة للإسلام الحنيف، والاضطلاع بدورها الحيوي لتعزيز قيم الحوار والفكر المستنير بين الشعوب والأديان تجسيداً للمبادرات الملكية السامية ومن أهمها: رسالة عمان، و مبادرة أسبوع الوئام بين الأديان وكلمة سواء، وكل ما من شأنه خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وتعزيز الأمن والسلم الدوليين، وعمليات حفظ السلام ورعاية وحماية اللاجئين، وتعزيز حقوق الإنسان.

كما تهدف الدبلوماسية الأردنية دائماً، إلى حماية حقوق ومصالح الأردنيين العاملين والمقيمين في الخارج، ومأسسة وتعميق عملية التواصل والاتصال بينهم و بين الوطن الام، والارتقاء بالخدمات القنصلية التي تقدمها  السفارات والبعثات الأردنية في الخارج ، وتشجيع إسهامات الأردنيين في الخارج ومشاركتهم في عملية التنمية الشاملة في الأردن، والتميز في النشاط الدبلوماسي لتعزيز مكانة الأردن إقليميا ودوليا، وتعزيز النشاط لخدمة الاقتصاد الأردني.

الدبلوماسية الأردنية منذ ان قادها الامير عبدالله الأول الى ان اصبح ملكاً ، و تابع المسيرة الى ان استشهد على ابواب الأقصى رحمه الله  ، ثم تابع المسيرة الملك طلال طيب الله ثراه ، و كان اهم انجاز في تلك الفترة الدستور الأردني الذي نسير عليه الان ، و قد حققت الدبلوماسية الأردنية في عهد الحسين الباني طيب الله ثراه إنجازات وضع الأردن على الساحة الدولية ، والجميع يذكر جنازة العصر والتي كانت انعكاساً لمكانة الأردن والدبلوماسية الأردنية على الصعيد الدولي .

 و ها هو جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله يسير على نهج الإباء و الأجداد، و يأخذ الأردن الى معارج التقدم و النجاح في دبلوماسيته ووضع الأردن على الخارطة العربية و الإسلامية و الاقليمية والدولية ، و تعزيز مكانة الأردن إقليميا ودوليا وخدمة الاقتصاد الوطني ورعاية  الأردنيين  في الداخل والخارج وتحسين جودة الخدمات التي تقدمها الدبلوماسية الأردنية بفضل توجيهات جلالة الملك حفظه الله .  والمساهمة الفاعلة في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وتجذير مفاهيم العدل والسلام في السياسة الدولية.

ومنذ تأسيس الامارة عام ١٩٢١، تقوم الدبلوماسية الأردنية والتي قادها كل من المغفور له جلالة الملك عبدالله الأول رحمه الله شهيد القدس ،  و جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه و يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حماه الله ،  بالمساهمة في رسم وتنفيذ وتعزيز الدبلوماسية الأردنية  من خلال تمثيل الأردن لدى الدول الأخرى والمنظمات الدولية والإقليمية والمشاركة في المؤتمرات الدولية .

بنفس الوقت فقد عملت الدبلوماسية الأردنية وبتوجيهات القيادة الحكيمة مند تأسيس الامارة على حماية مصالح وحقوق الأردن ورعاياها في الخارج وتعزيز التواصل والمشاركة مع الأردنيين خارج الوطن، وتسهم في جهود تحقيق السلم والأمن على الصعيدين العالمي والإقليمي، وتعزز النشاط الدبلوماسي لترويج المنتج الوطني السياحي، والصناعي، و الزراعي، وكذلك دعم الأيدي العاملة الأردنية.

وقد عملت الدبلوماسية الأردنية، التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني، على مواصلة خدمة المصالح الأردنية من خلال شبكة من العلاقات الاستراتيجية المتميزة مع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة، حيث يرى الأردن مصالحه الوطنية والتي هي جزءًا من الأمن والاستقرار الإقليمي.

ولدى الدبلوماسية الأردنية الكثير من الأولويات على الساحة العربية والإقليمية، وعلى رأس هذه الأولويات القضية الفلسطينية، التي يسعى الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى حشد الدعم الدولي اللازم اولاً لوقف العدوان الصارخ على الأقصى و ترحيل الاشقاء الفلسطينيين من منازلهم و تهجيرهم و ما تقوم به إسرائيل من بناء المستوطنات ومصادرة الاراضي و الاعتداء الصارخ على قطاع غزة .  علاوة على إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تستهدف حل القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية الهادفة إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

ويعتمد الأردن دائما في مسيرته الدبلوماسية على إيجاد حلول سياسية تستند إلى الحوار والمرجعيات الدولية المعتمدة والعمل على إنهاء الأزمات ووقف التدهور والتدخلات الخارجية وتحقيق الأمن والاستقرار الذي يلبي طموحات شعوب المنطقة بالنمو والازدهار.

و تولي الدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك سيراً على نهج الإباء و الأجداد اهتماما وعناية خاصة بشؤون الأردنيين في الخارج وتتابع قضاياهم، وخدمتهم من خلال سفاراتنا الأردنية و قنصلياتنا العامة، علاوة من خلال القنصليات الفخرية الأردنية، و قناصل الأردن الفخرين حيث لا توجد سفارات اردنية او قنصليات عامة في الخارج

و تتميز الدبلوماسية الأردنية منذ تأسيس الامارة عام ١٩٢١ الى يومنا هذا بأنها  دبلوماسية  متوازنة مع دول العالم كافة، تقوم على الاعتدال والوسطية وعدم التدخل في شؤون الداخلية للدول ، وهي علاقات رسمتها الدبلوماسية  الأردنية والتي قادها جلالة الملك الحسين رحمه الله و يقودها الان جلالة الملك  عبدالله الثاني حفظه الله من خلال شبكة قوية ومتينة، عززتها دبلوماسية  الأردن المتوازنة والحيادية تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وكما هو معلوم فان الأردن عضو مؤسس في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وعضوية مجلس الأمن للأعوام: ١٩٦٥ و ١٩٦٦ – و   ١٩٨٣ و ١٩٨٤   – و ٢٠١٤ – و ٢٠١٥. و قد استضاف الأردن القمم العربية في الأعوام: ١٩٧٨و ، ٢٠٠١، و٢٠١٧.

وبناء على طلب الأردن، جرى إدراج مدينة القدس القديمة وأسوارها، في قائمة التراث العالمي في عام 1981 وفي قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في عام 1982، حيث تتابع الدبلوماسية الأردنية بشكل حثيث ملف القدس في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

ومنذ ذلك التاريخ حتى اليوم يقود الأردن بالتنسيق مع الاشقاء الفلسطينيين جهدا حقيقيا للتأكيد على هوية القدس العربية والإسلامية وللحفاظ على الوضع القائم في القدس وعدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي ويعمل على تدوين الانتهاكات الإسرائيلية كافة والإجراءات أحادية الجانب في القدس.

هذا وقد نجحت الجهود الدبلوماسية الأردنية المكثفة، في 2019، بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية، في إصدار قرار من منظمة “يونسكو” بضم البلدة القديمة في القدس المحتلة، وأسوارها، إلى قائمة التراث العالمي. وتسهم الدبلوماسية الأردنية في رسم وتنفيذ السياسة الخارجية الأردنية، وتعزيز العمل الدبلوماسي من خلال تمثيل المملكة لدى الدول الأخرى المنظمات الدولية والإقليمية والمشاركة في المؤتمرات الدولية.

وتشرح الدبلوماسية الأردنية منذ تأسيس المملكة أهداف ومرتكزات السياسة الخارجية الأردنية عبر إدامة الاتصال مع وسائل الإعلام المختلفة، وتنظم ارتباط الأردن مع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية ورعاية العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها ومتابعة تنفيذها.

وأعدت الدبلوماسية الأردنية في ٢٠١٥، مسودة قرار يتضمن تثبيت تسمية المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف كمترادفين لمعنى واحد، ويدعو القرار إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال لعدم إعاقة مشاريع الإعمار الهاشمي في المسجد الأقصى المبارك، كما يدعو لإعادة فتح أبواب المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف الذي أغلقتها السلطات الإسرائيلية.

 

لا زالت الدبلوماسية الأردنية ومنذ تأسيس الامارة الى يومنا هذا تعتبر دبلوماسية السلام، وقد تمثلت هذه السياسة برسول السلام جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين سبط رسول الله والذي أرسل رحمة للعالمين. فقد سارت الدبلوماسية الأردنية على رؤيا ونهج كل من الملك المؤسس عبد الله الأول والملك الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراهما وعلى طريق الملك المعزز حفظه الله من اجل بناء الاردن الواعي، الاردن الحضاري أردن المودة والمحبة، أردن العروبة، انطلاقاً من مبادئ الثورة العربية الكبرى وفي بناء الاردن العربي الاسلامي الوسطي.

 
وقد أطلقت الدبلوماسية الأردنية رسالة عمان وكلمة سواء كرسالة نور نابعة من كتاب الله وسنة رسوله، حيث جاء بمحكم تنزيله: ” كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ” صدق الله العظيم.

انطلقت الدبلوماسية الأردنية منذ ١٠٠ عام   تيمناُ بقوله تعالي ” يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباُ وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم “. حيث أسَست هذه الدبلوماسية في الديوان الملكي العامر معهداُ للدراسات الدينية وحوار الاديان تيمناُ بقوله تعالي ” امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير “صدق الله العظيم.


ومن هنا وقف ويقف القادة والزعماء في هذا العالم اجلالاً للدبلوماسية الأردنية عبر هذه السنوات المائة، وكما يدرك العارفون رسالة جلالة الملك ومهمته على مستوى الامة وحكمته وبعد نظرة في التواصل مع قادة العالم. ولقاء جلالته مع قداسة البابا والزعماء في هذا العالم تقع في هذا المضمون.


كما ان اللقاء المبارك بين جلالة الملك و قداسة البابا هو صورة أخرى لدبلوماسية هذا الملك العربي المسلم، و من هنا يولي قداسته محبة و احترام خاص لجلالة الملك و مباركة خاصة للأردن من خلال زيارات الحج المسيحي بقيادة البابا الى عماد المسيح علية السلام في الاردن، بنفس الوقت هي رسالة سلام الى العالم  بضرورة اخذ العبر والدروس من تعايش الالفة و المحبة و المودة بين ابناء العائلة الاردنية الواحدة بمختلف عقائدهم و مشاربهم .

سطر الأردن على مدى مئة عام مضت أرقى قصص النضال والتضحية بقيادة الهاشميين والأردنيين إلى جانبهم، إعلاءً لقيم الريادة والإبداع والاستمرار في الإنجاز لمواصلة العمل من أجل المستقبل، وبناء الإنسان القادر على الإبداع والتميز في مختلف المجالات.

 

عملت الدبلوماسية الأردنية خلال هذه السنوات على بناء شراكات استراتيجية على المستوى الاقليمي والعالمي، فأسس منذ خمسينيات القرن الماضي شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة الاميركية نمت وتطورت سياسيا واقتصاديا وعسكريا. وأن هذه العلاقة قامت على مصالح مشتركة، فالدور الأردني النشط والفعال كصانع سلام، ودولة محترفة عسكريا وامنيا، وانسانيا عالميا، وجيوسياسيا مهما خلق حالة اهتمام عالمية بالأردن وبالذات من قبل الولايات المتحدة.

ان الدبلوماسية الأردنية الاردنية عملت على انتاج علاقة واقعية اقليميا ودوليا، من خلا اهمية الموقع الجغرافي للأردن والذي منحه مزيدا من عناصر القوة. حيث كانت الدبلوماسية الأكثر واقعية بالنسبة للأردن هي دبلوماسية التحالف، ومن خلالها يستطيع تحقيق المصالح الوطنية العليا وخاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.

ان شرعية النظام السياسي الاردني مستمدة من الثورة العربية الكبرى وهي ترتكز على مرتكزين: شرعية دينية، فالأسرة الهاشمية مرتبطة بالنبوة وبالدين، ائمة واسياد، والجانب الثاني قومية فقد جاء الهاشميون، لتشكيل نظام عربي في سورية الطبيعية وفي الهلال الخصيب.

الدبلوماسية الأردنية تسعى دائما إلى الحث والتشجيع لحل الصراعات سلمياً، اذا ما أجرينا تحليلاً لمواقف جلالة الملك بصفته من يتحدث بالسياسة الخارجية بالمعنى الكلي للكلمة، فتجد في خطاباته محاولة إظهار أن الصراع ليس في صالح المنطقة وليس في صالح العالم، وهو عملياً يدعو الى حل الصراعات سلمياً، وربما يدعو الى بناء حالة تسوية سلام في مناطق التوتر لدفع الضرر الناجم عن التوتر في المحيط.

فخطابات جلالة الملك   في الكونغرس الكونغرس ، و في  المحافل والاروقة  الأوروبية وفي كل الدول التي قام بزيارتها كان دائماً يظهر دبلوماسية السلام ، واصبح ملمحاً أساسيا من ملامح الدبلوماسية الاردنية في فهم المتغيرات الدولية وأداءً سياسياً ينسجم معها. ولأن جلالة الملك الذي يقود الدبلوماسية الاردنية يتحدث بلغة كل الدول التي يتعاطى معها، فتجده يتحدث مع الصينيين ومع اميركا اللاتينية، ومع روسيا ومع أوروبا، ويحاول أن يربط تاريخ وواقع هذه الدول وحركة التغير فيها بالواقع الأردني.

 

يعتبر الاردن عالمياً واقليمياً من وجه نظر العالم رمزاً للوسطية والاعتدال ويحظى باحترام دولي كبير، ومرة اخرى ربما في مراكز الابحاث ونوادي الحوار ومنظمات المجتمع المدني يُنظر على ان الاردن الدولة الاكثر التزاماً بالمسؤولية الدولية وأكثر الدول تجسيداً لمفهوم التعاون الدولي.

الدبلوماسية الأردنية نقطة وضّاءة وقوية يزداد نورها واشعاعها يوماً بعد يوم وسنة بعد سنه، وها نحن على أبواب المئوية الثانية نتطلع بكل ثقة وامل بغد مشرق ايماناً بقيادة جلالة الملك والشعب الأردني العظيم الذي بنى هذا البلد العصى على كل محاولات النيل من استقلاله بفضل السواعد الأردنية الابية. وإذا ما قارنا هذا الأمر بكثير من الدول العربية والدول الأفريقية ودول العالم النامي نجد بأن الأردن يقوم بدور دبلوماسي غير مسبوق ومتقدم من خلال وجود قوات اردنية مع قوات حفظ السلام الدولية في مختلف بقاع العالم ووجود عدد كبير من المستشفيات الميدانية، وزيارات جلالة الملك للخارج وللقدرة الخطابية لجلالة الملك في المنتديات الدولية كل هذا تعزيز للدبلوماسية الأردنية.

عاش الأردن حراً عربياً، و ادام المولى عز و جل على اردننا الحبيب كل أسباب الامن والأمان و التقدم والازدهار بقيادة راعي مسيرة دبلوماسيتنا الاردنية العريقة  جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله و سمو ولي عهد الأمين الأمير الحسين بن عبدالله رعاه الله .

وكل عام وأنتم بألف خير

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة