مادبا عاصمة السياحة العربية 2020.. هل تستثمر مخزونها الثقافي والتراثي؟

مادبا – يفتح فوز مدينة مادبا عاصمة السياحة العربية للعام 2022، باب المطالبة من قبل مستثمرين ومواطنين بتفعيل السياحة الثقافية والتراثية في المحافظة، من خلال إشراك المجتمع المحلي للحفاظ على المنتج السياحي والأثري.
وأكدوا أن اختيار مادبا عاصمة السياحة العربية 2022، سيسهم في تنشيط الحركة السياحية بالمدينة خاصة والاردن بشكل عام، اضافة الى جذب المشاريع الاستثمارية الرائدة في مختلف المجالات واستثمار الموارد الطبيعية والثقافية الفريدة للمدينة وزيادة فرص العمل والتقليل من البطالة.
وكانت وزارة السياحة والآثار قد أعلنت عن فوز مدينة مادبا بلقب عاصمة السياحة العربية لعام 2022، بعد تحقيقها للمعايير والشروط المرجعية كافة التي أعدتها المنظمة العربية للسياحة.
ووفق مواطنين فان ذلك يتم من خلال إقامة مهرجان سنوي يحاكي خصوصية مادبا وما تتميز به من تنوع سياحي بكافة أنواعه، داعين إلى إعادة تأهيل وترميم كافة المواقع الأثرية وتوفير البنية التحتية لها، لتسهم في إطالة مدة اقامة السائح ومعرفة العادات والتقاليد الاجتماعية وتراث وتاريخ المدينة ومناطقها.
يقول المهتم بالشأن السياحي والأثري عاطف المعايعة، إن ربط التراث بالنمو الاقتصادي يتطلب إدراجه ضمن منظومة جديدة متكاملة تجمع كل مؤسسات الدولة، ولكي يتم استغلال التراث استغلالاً جيداً وبطريقة استثمارية لا بد من معرفته أتم المعرفة، ثم صيانته ثمّ تأهيله و تثمينه.
وأضاف “لا بد من الشروع في عملية الجرد الفعلي للتراث في مادبا، مضيفاً، تكمن في عدم معرفة حجم هذا التراث البين والمطمور وأيضا المغمور، وبالتالي فإن حل هذه المعضلة سوف يوضح الرؤى ويسهل عملية الاستغلال”.
وطالب بضرورة تشجيع الوكالات السياحية على المساهمة في تقديم أحسن صورة للمنتج التراثي.
ويقول الكاتب المحامي إسلام حيدر “للأسف لم نستغل ما لدينا من كنوز ثقافية بما يخدم السياحة، حيث لم نستغل منها أجزاء كبيرة مثل البيوت التراثية، في حين بقيت العديد من المناطق مجهولة حتى لدى الزائر المحلي”، واضاف “أن بعض المناطق الأثرية تعرضت إلى الإتلاف، تارة بفعل الإنسان وتارة أخرى بفعل العوامل الطبيعية، وهي تئن في صمت رهيب، تستنجد بمن هم على رأس القطاع السياحي والثقافي لإنقاذها من خطر الزوال”.
ويشير المستثمر في القطاع السياحي اشرف القسوس إلى أهمية تغيير الذهنيات العاملة في القطاع السياحي، مؤكداً أن الشعب مضياف ومنفتح على العالم وهذا أساس في عملية الترويج والتسويق للمنتج السياحي الثقافي.
ودعا كافة الجهات المسؤولة الى النهوض بالسياحة، لما تشكله من رافد اقتصادي يسهم في رفع عجلة الاقتصاد الوطني.
وأضاف أن مادبا تتوفر فيها ثروة ثقافية وتراثية، يمكن استخدامها في تنشيط الحياة الاقتصادية، والاعتماد عليه كرافد يدر الأموال.
وقال المستثمر في القطاع السياحي صاحب مطعم “مراح سلامة” جورج حدادين”يجب أن نميز بين الظاهرة السياحية، والصناعة والسياحة، فالظاهرة السياحية في المجال الأثري، على اعتبار أن مادبا مليئة بالحضارات الإنسانية التي تعود إلى آلاف السنين”.
وأشار إلى أن مادبا بإمكانها استقطاب السياح على الصعدين المحلي والأجنبي، مما يجعلها قبلة سياحية بلا منازع، وذلك بالنظر الى ما يجري الآن في بعض البلدان التي يعيش بعضها حالة من تدني الأمن ولإستقرار، في حين أن الأردن يتمتع، بنعمة الاستقرار الأمني على كافة الصعد.
وأكدت المواطنة آلاء حسن، أهمية إقامة المهرجان السنوي الثقافي في مادبا، والذي يعكس الموروث الثقافي، الذي تزخر به هذه المحافظة، مشيرة إلى أن مادبا غنية بطابعها الفني، وبغزارة تراثها الثقافي المتنوع، ما يؤهلها لكي تصبح قبلة للسياحة في هذا المجال.
وأكد رئيس بلدية مادبا الكبرى عارف محمود الرواجيح أن مدينة مادبا تحتوي بيوتا تراثية كثيرة، وأن بلدية مادبا استحدثت قسما للتراث، إدراكا منها لأهمية التراث وحفاظا على هوية المكان الذي نعيش فيه، مبينا أن مدينة مادبا من المدن التراثية العريقة التي تجذب الزائر والمستثمر إليها.
ويلفت أن التراث تجسيد علمي يتطلب الحفاظ عليه وعلى هوية المكان، مؤكدا حرص البلدية على المحافظة على الإرث الثقافي الموجود حاليا، والعمل على عدم الاعتداء عليه أو هدمه إلا بعد مراجعة اللجنة المحلية بالبلدية.
وقال مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني إن وزارة السياحة والآثار تسعى الى تحويل بعض البيوت التراثية الى مطاعم، مبينا انه تم استئجار بيت البجالي لاستقطاب كافة المجموعات السياحية التي تزور المحافظة، وليكون نقطة انطلاق الزوار الى المواقع السياحية والأثرية الموجودة وسط المدينة.
وأوضح ان الوزارة استملكت دار السرايا من الأمن العام بـ (300 ألف دينار)، فيما كلف ترميمه (713 ألف دينار)، لأنه كان يعتبر المبنى الإداري المحلي لمدينة مادبا في الفترة العثمانية، والذي شيد عام 1896، حسبما يشير النقش الموجود فوق المدخل الرئيس للمبنى على الأكروبول (التل المرتفع) في وسط المدينة. وأضاف أن الوزارة كل عام تقيم العديد من الفعاليات الثقافية والفنية في مادبا كنوع من الترويج والتسويق للمواقع السياحية والأثرية الموجودة في المحافظة.
من جانبه، أكد مدير ثقافة مادبا المخرج فراس رستم المصري، أن مادبا تشتعل ثقافيا وفنيا من خلال المهرجانات والأمسيات الثقافية التي تقام على مدار السنة، ما أدى إلى خلق حالة ثقافية متنوعة تكرس مفاهيم غائبة عن ذهنية الناس لأهمية الثقافة وهويتها، مشيرا إلى أن هناك مشاريع عدة في ميثولوجيا المكان، إضافة إلى مشروع روائي يمكن ان يشارك فيه عدد من الروائيين للكتابة عن الحضارات المتعاقبة التي مرت على مادبا عبر العصور البشرية.
وأكد أن هناك مدونات ثقافية تحاكي المكان المادبوي في قالب أدبي، مشيرا إلى ضرورة استضافة مراسلي الفضائيات العربية والأجنبية للاطلاع على المواقع السياحية والأثرية من أجل الترويج لها.
وأكد أن هناك فعاليات ثقافية ستقام في مادبا، ستركز فيها على مساقات عدة تبرز هوية مادبا التراثية والسياحية، وخصوصاً بما يتعلق بالحرف اليدوية والمهن التي تعطي الطابع الأميز لمادبا، مشيرا إلى أن مادبا عاصمة للسياحة العربية لهذا العام حققت جوانب مهمة لما تهدفه وزارة الثقافة من الوعي الثقافي واحتضان المبدعين وما تملكه هذه المدينة من عظمة التاريخ والحضارة الإنسانية.

أحمد الشوابكة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة