ما العلاقة بين داء السكري والاكتئاب؟

العلاقة بين داء السكري والاكتئاب ليست بالجديدة، لكن خلال العقود الأخيرة، بدأ الباحثون ومقدمو الرعاية الصحية بإعطاء هذه العلاقة أهمية أكبر. بداية بالقرن السابع عشر قام الطبيب الانجليزي، توماس ويلز، بدراسة ظهور داء السكري لدى الأفراد بعد تعرضهم لضغوطات نفسية وتوترات شديدة.
إن كان لديك داء السكري من النوع 1 أو 2، فإنه لديك قابلية للاصابة باكتئاب حاد، والعكس صحيح. مما يعني، أنه إن كنت تعاني من اكتئاب حاد فمن المرجح إصابتك بالسكري من النوع 2، والذي يعرف بسكري البالغين أو مقاومة الأنسولين، وفق موقع “سايكولوجي توداي”.
الأبحاث تشير الى أن الآثار الأيضية للسكري يمكنها أن تؤثر على النهايات العصبية أو كريات الدم لدى المرضى، بالإضافة إلى التأثير في الدماغ والذي من شأنه أن يؤدي إلى الاكتئاب أحياناً. التعامل مع داء السكري أمر منهك وموتر، فمتابعة نسبة السكر في الدم يومياً ومراقبة غذائك وأدويتك كالأنسولين قد يكون مهلكاً. وهذا التوتر الدائم بشكل شبه يومي، قد يسبب تطويرك علامات الاكتئاب. وبما أن داء السكري والاكتئاب عادة ما يظهران معاً فمن الطبيعي محاولة علاجها معاً. لتأخذ نظرة على الأرقام:

  • واحد من بين أربع مصابين بالسكري يعانون من الاكتئاب
  • استمرار الاكتئاب مدى الحياة لدى النساء المصابات بالاكتئاب يعادل ما بين 10 إلى 25 بالمائة.
  • دوام الاكتئاب مدى الحياة لدى الرجال المصابين بالسكري يعادل ما بين 5 إلى 12 بالمائة .
  • يسجل مرضى السكري من النوع 2 ارتفاعاً بنسبة 20 % في احتمال إصابتهم بداء السكري.
  • مرضى الاكتئاب معرضون بنسبة 60 % لخطر الإصابة بداء السكري من النوع 2.
    نقاط الشبه بين داء السكري والاكتئاب
    العلاقة الكامنة بين السكري والاكتئاب ليست واضحة تماماً، لكنه يوجد العديد من العوامل المشتركة التي هي مسببات رئيسة في الإصابة بأحدهما أو كلاهما.
  • التوتر الناجم عن علاج السكري اليومي قد يسبب الاكتئاب
  • داء السكري قد يسبب مضاعفات صحية قد تسبب إلى ظهور علامات اكتئاب أو الزيادة في حدتها.
  • الاكتئاب قد يسبب إلى اتباع الأفراد أساليب حياة غير صحية كالحميات غير الصحية وقلة الحركة والتدخين وزيادة الوزن، والتي تعرف جميعها بعوامل مسببة للسكري.
  • الاكتئاب يعمل كعائق في تأدية الأفراد لواجباتهم اليومية والتواصل مع الآخرين بفعالية والذي قد يؤدي إلى صعوبة في التعامل مع داء السكري.
  • السمنة حالة شائعة بين الأفراد المصابين بالاكتئاب وإحدى أهم مسببات داء السكري من النوع 2.
  • الاكتئاب يرتبط بقدرة ضعيفة للعناية بالذات والالتزام والتي تسبب خطر الإصابة بداء السكري.
  • الاكتئاب يسبب خطورة في ارتفاع نسبة هرمون التوتر، الكورتيزول. ونسب الكورتيزول المرتفعة تسبب في ارتفاع الجلوكوز ومقاومة الأنسولين مؤدية إلى ما بعرف بالمتلازمة الأيضية والتي ترتفع معها احتمالية الإصابة بداء السكري.
    ما هو داء السكري؟
    داء السكري هو مرض أيضي يسبب ارتفاع نسب السكر في الدم، والذي يعرف بالهيبرجليسيميا، بفعل حدوث اضطراب في إفراز الأنسولين أو/و وظائف الانسولين في الجسم. نسب الجلوكوز المرتفعة بسبب السكري تسبب أضراراً وخللاً وفضلاً في العديد من وظائف وأعضاء الجسم خصوصاً الكليتين والعيون وكريات الدم والنهايات العصبية والقلب. بعض مضاعفات داء السكري المنتشرة هي:
  • تقرحات القدمين بفعل تلف أعصاب الأطراف
  • ارتفاع ضغط الدم
  • أمراض الكلى
  • الضعف الجنسي
    بالإضافة إلى الحميات القاسية، يجب على مرضى السكري متابعة نسب السكر في الدم والتمرين المستمر ومتابعة الطبيب بشكل مستمر لمراقبة عمل الكلى لديهم والنظر وضغط الدم. هذه العلاجات قد تكون مرهقة مادياً ونفسياً واجتماعياً والذي من شأنه أن يسبب أضراراً نفسية حادة وصعبة التغلب عليها.
    علاج الاكتئاب وداء السكري
    يجب على المصابين بداء السكري الخضوع لعلاج نفسي كجزء من علاجهم ضد داء السكري. وفي حال تشخيص أحد الأفراد بالإصابة بكلا الدائين، عليه الخضوع لعلاج جامع. حيث إن الأبحاث تشير إلى أن مراقبة نسب السكر في الدم يساعد في علاج أعراض الاكتئاب وأن معالجة أعراض الاكتئاب تساعد في موازنة نسب السكر في الدم. علاجات الاكتئاب تشمل تحسين المزاج العام ومساعدة تنظيم جهد السكر في الدم والذي يلعب دوراً أساسياً في علاج السكري أيضاً.

ترجمة: أفنان ابو عريضة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة