ما هي الأعشاب التي تساهم في خفض ضغط الدم؟

يُعد تغيير نمط الحياة جزءًا أساسيًا من السيطرة على ضغط الدم المرتفع، وقد أثبتت الدراسات أن العديد من الأعشاب المستخدمة منذ قرون في الطب التقليدي تحمل فوائد مهمة لصحة القلب والأوعية الدموية، وتساعد في خفض ضغط الدم بشكل طبيعي وفعال.
الثوم يأتي في مقدمة هذه الأعشاب، ويعود ذلك إلى المركب النشط فيه المعروف بالأليسين، والذي يعمل على إرخاء الأوعية الدموية وتحسين الدورة الدموية، ما ينعكس على خفض ضغط الدم. وقد أظهرت دراسات عديدة أن مكملات الثوم، خصوصًا مستخلص الثوم المعتّق، قادرة على تقليل الضغط الانقباضي والانبساطي بشكل ملحوظ. كما أظهرت الأدلة أن تناول الثوم سواء بمفرده أو إلى جانب أدوية الضغط يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو الجلطات بنسبة تتراوح بين 16% و40%.
أما الكركديه، فهو يُستهلك عادة على شكل شاي، ويتميز بغناه بمضادات الأكسدة التي تساعد على استرخاء الأوعية وتحسين تدفق الدم. وتشير الأبحاث إلى أن شرب من كوب إلى ثلاثة أكواب يوميًا من شاي الكركديه قد يؤدي إلى انخفاض ملموس في ضغط الدم، وأظهرت دراسة صغيرة أنه يكاد يعادل بعض الأدوية من حيث فعاليته في حالات الضغط الخفيف.
القرفة من الأعشاب الغنية بالمركبات المضادة للالتهاب، والتي تُساهم في خفض ضغط الدم عبر إرخاء الأوعية وتحسين استجابتها. إحدى الدراسات التحليلية أظهرت أن القرفة قد تقلل من الضغط الانقباضي والانبساطي خلال فترة قصيرة لا تتجاوز ثمانية أسابيع. يُفضل استخدام قرفة سيلان بدلًا من قرفة كاسيا التي قد تكون ضارة عند تناولها بكميات كبيرة.
ريحان التولسي والهال والزنجبيل: دعم مزدوج للجهاز العصبي والقلب
ريحان التولسي، أو ما يُعرف بـ”الريحان المقدس”، يُعد من النباتات التي تساعد في تخفيف التوتر، وهو عامل رئيسي في ارتفاع ضغط الدم. يحتوي التولسي على مركبات تساهم في تهدئة الأوعية الدموية وتقليل الالتهاب. كما أظهرت الدراسات أن له دورًا في خفض هرمون الكورتيزول المرتبط بالإجهاد المزمن، وبالتالي المساهمة في تنظيم ضغط الدم.
الهال أو الحَبّهان يحتوي على خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات، ويمارس تأثيرًا يُشبه عمل أدوية “حاصرات قنوات الكالسيوم”، ما يدعم تدفق الدم الصحي. إحدى الدراسات أظهرت تحسنًا معتدلًا في الضغط عند تناول الهال يوميًا لمدة ثلاثة أشهر.
الزنجبيل معروف بقدرته على تحسين الدورة الدموية وتقليل التشنجات في الأوعية الدموية، كما يحمل خصائص مضادة للالتهاب والأكسدة تساعد في خفض الضغط الانقباضي والانبساطي. تشير الأبحاث إلى أن تناوله بشكل يومي، حتى ولو بكميات بسيطة، قد يكون فعالًا في تحسين صحة القلب والأوعية.
الكركم والسمسم وبذور الكتان: مضادات الأكسدة والدهون المفيدة في خدمة القلب
الكركم يحتوي على مادة الكركمين، وهي مادة فعالة في تقليل الالتهابات والإجهاد التأكسدي داخل الأوعية الدموية. كما يساعد الكركمين في الحفاظ على مرونة الأوعية وتحسين وظائفها. رغم تباين نتائج الدراسات حول تأثير الكركم على ضغط الدم، فإن بعضها أظهر قدرة على خفض الضغط الانقباضي بشكل ملحوظ.
السمسم، سواء على شكل بذور أو زيت، يُعد غنيًا بالدهون الصحية والمركبات المضادة للأكسدة، مما يدعم صحة الأوعية ويُساهم في تحسين مستويات ضغط الدم. تشير التحليلات إلى أن تناول زيت السمسم بشكل منتظم قد يساعد في خفض الضغط الانقباضي والانبساطي، من خلال تعزيز إنتاج أكسيد النيتريك الذي يرخّي الأوعية.
أما بذور الكتان، فهي غنية بالأوميغا 3 والألياف ومضادات الأكسدة، وتُظهر نتائج الأبحاث أن تناولها يوميًا يساعد في خفض ضغط الدم بشكل مستدام، فضلًا عن تحسين صحة القلب عامة. وتُعد من الإضافات السهلة إلى النظام الغذائي اليومي.
كيف تدمج هذه الأعشاب في نظامك الغذائي؟
إضافة الأعشاب إلى حياتك اليومية لا يتطلب جهدًا كبيرًا، ويمكن دمجها بعدة طرق ممتعة وصحية. يمكن تقطيع الثوم أو الزنجبيل أو أوراق الريحان الطازجة وإضافتها إلى أطباق السلطات والشوربات والمقليات.
كما يُعد شاي الكركديه أو الزنجبيل مشروبًا يوميًا مفيدًا للقلب. أما التوابل مثل القرفة، بذور الكتان، السمسم، أو الهال المطحون، فيمكن رشها على الشوفان، الزبادي، أو المخبوزات. وبالنسبة لمن يفضلون المكملات الغذائية، تتوفر العديد من هذه الأعشاب على شكل كبسولات أو مسحوق أو علكة صحية، وفقا لموقع هيلث.
وعند شراء المكملات، يجب التأكد من أنها خضعت لاختبارات مستقلة من منظمات موثوقة مثل USP أو NSF لضمان نقائها واحتوائها على المكونات الفعالة المذكورة على العبوة.
محاذير مهمة قبل تناول الأعشاب
رغم الفوائد الصحية، من الضروري اتخاذ بعض الاحتياطات عند استخدام الأعشاب، خاصة إذا كنت تستخدمها كمكملات. ينبغي دائمًا استشارة الطبيب قبل البدء بأي نوع من المكملات، وخصوصًا إذا كنت تتناول أدوية لعلاج ضغط الدم، لأن بعض الأعشاب قد تتداخل مع تأثير هذه الأدوية.
كما يجب الالتزام بالجرعات الموصى بها، لأن تجاوزها قد يسبب آثارًا جانبية. أما بالنسبة للحوامل والمرضعات، فإن معظم الأعشاب لم تُختبر بشكل كافٍ في هذه الحالات، لذا يُفضل تجنبها أو أخذها تحت إشراف طبي. وأخيرًا، إذا بدأت بتناول الأعشاب لأغراض علاجية، فمن المهم مراقبة ضغط الدم بانتظام لتجنّب أي انخفاض مفرط قد يكون خطيرًا.
وكالات