متحور كوروني جديد.. وخبراء يقللون من خطورته
وسط تحذيرات خبراء من عودة انتشار متحورات كورونا في الأردن بعد الكشف عن متحور (جي ان اي) المتفرع من متحور أوميكرون، قلل خبراء واختصاصيون من مخاوف انتشاره، لافتين إلى أن هذا الموسم الآن هو موسم انتشار الأمراض التنفسية.
واعتبر هؤلاء أن الانتشار الكبير في الفيروسات التنفسية في الأردن ناجم عن تجمع أكثر من فيروس في وقت واحد، معتبرين أن المتحور الجديد قليل الخطورة رغم أنه الأسرع انتشارا.
وفي السياق، يرى رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية الدكتور عادل البلبيسي، أن الموسم حاليا لشهري كانون الأول وكانون الثاني هو موسم انتشار الامراض التنفسية، بالإضافة الى وجود متحور جديد من أوميكرون يدعى (جي ان اي) وهو من آلاف متحورات كورونا الموجودة في الأردن.
ولفت البلبيسي إلى أن من متحورات كورونا يوجد 5 الى 6 أنواع مثيرة للاهتمام، والباقي تنتهي أعراضه بسرعة، أما المتحور الجديد المنتشر في الأردن فهو سريع الانتشار وأقل خطورة.
وشدد على أن معظم حالات الإصابة بالأمراض التنفسية المنتشرة في الأردن هي لفيروس اتش “3 إن 2”.
ونصح الذين يعانون من الحالات الأكثر اختطارا والحوامل وكبار السن ومرضى الربو والأمراض التنفسية ونقص المناعة، بأخذ المطعوم الموسمي للإنفلونزا، لاسيما في هذا الوقت من السنة.
وبين أن الجهات الصحية تجري تحريا جينيا بين فترة وأخرى حول أنواع المتحورات لفحصها، وإذا ثبت وجود أنواع جديدة فسنعلن عنها.
وقلل البلبيسي من خطورة انتشار الفيروسات حاليا، مشددا على ضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية وغسل الأيدي والتهوية الجيدة وغيرها من الاشتراطات التي تساهم في التخفيف من نقل العدوى.
فيما يعلل استشاري الأمراض الصدرية خبير العدوى التنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة انتشار الأمراض التنفسية في هذا الوقت من السنة بسبب الانتقال من فصل إلى آخر، والتغير في درجات الحرارة.
وأشار إلى أن اختلاف موسم ظهور الفيروسات مقارنة بالسنوات السابقة التي سبقت جائحة كورونا جاء لأنها أدت الى تغير الخريطة الفيروسية بسبب ما يسمى الفجوة المناعية.
وتابع موضحا: “منعت الإجراءات الاحترازية التعرض إلى هذه الفيروسات في تلك الفترة، ما أدى إلى تدني مستوى الأجسام المضادة والذاكرة المناعية لدى الجسم البشري، فضلا عن ظهور مجموعة من الفيروسات في وقت واحد، مثل الإنفلونزا ونظائرها، والفيروس المخلوي وكورونا وغيرها من الفيروسات التنفسية، خصوصا لدى الطلبة في المدارس وانتقالها إلى الأسر”.
واضاف: “لذلك نشاهد الآن حالات كثيرة مصابة بالتهاب الجهاز التنفسي العلوي، كالسعال والعطاس والزكام وارتفاع درجة الحرارة، والتعب العام في الجسم”.
واستدرك: “لكن هناك علامات تحذيرية مثل آلام الصدر، وميل لون الشفاه والأطراف إلى الأزرق، وتشتت في درجة الوعي، إضافة إلى الحرارة غير القابلة للانخفاض بالعلاجات الاعتيادية، ومثل هذه الأعراض تحتاج إلى مراجعة الطبيب المختص”.
واستطرد بالقول: “لذلك ننصح المواطنين بضرورة منع انتشار العدوى داخل الأسر، من خلال تجنب مشاركة الأدوات الشخصية للمصاب بأعراض التهاب الجهاز التنفسي، وغسل الأيدي بشكل مستمر، وتغطية الأنف والفم أثناء السعال، فضلا عن تهوية المنازل بشكل جيد، إضافة الى حماية الفئات ذات الاختطار العالي من وصول العدوى إليها، كالحوامل وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة أو أورام أو أمراض في المناعة”.
من جهته، رأى عميد كلية الطب في جامعة العلوم والتكولوجيا، واستشاري الصدرية الدكتور بشير خصاونة، أن نسبة الزيادة في مراجعي الطوارئ والعيادات كبيرة جدا خلال الفترة الحالية، مرجعا ذلك الى انتشار الأمراض التنفسية في هذا الوقت من السنة.
وأشار الخصاونة إلى أن الجهات الصحية تجري مسحا أسبوعيا وشهريا في أقسام الطوارئ حول أنواع الفيروسات المنتشرة، مشددا على أهمية تلقي مطعوم الإنفلونزا الموسمية.
ولفت إلى ضرورة اتحاذ الإجراءات الاحترازية، وغسل الأيدي، والابتعاد عن التجمعات، ومسح الأسطح لتقليل نقل العدوى، فضلا عن انتباه ذوي الحالات ذات الاختطار العالي وكبار السن ونقص المناعة من الأمراض الفيروسية، وتلقي المطاعيم بالسرعة الممكنة.
ويشاطره الرأي رئيس قسم الصدرية في مستشفى البشير الدكتور عبدالفتاح الحديدي، الذي أكد أن موسم الانتشار قبل كورونا وبعدها مايزال ضمن معدلاته السنوية، معللا أسبابه ببعض العادات كالعناق والتقبيل، وعدم الالتزام بالاشتراطات الصحية.
ولفت الحديدي إلى أنه يتم إجراء فحوصات للحالات الشديدة والالتهابات الرئوية لمراجعي المستشفيات والعيادات، وعموم الحالات تعامل كإنفلونزا موسمية والتهابات فيروسية.
وأوضح أن فصل الشتاء ودخول البرد ينشطان الفيروسات التنفسية، في الوقت الذي تقل فيه مناعة الإنسان ويكون عرضة للإصابة.
من جهته، قال خبير الأوبئة الدكتور مهند النسور، إن ظهور أو عودة متحورات كورونا سنويا كما هو الحال بالنسبة للانفلونزا الموسمية هو أمر اعتيادي، ولا غرابة في انتشار هذه المتحورات، فهذا أمر متوقع بناء على الدراسات والأدلة العلمية، إلا أن إجراءات الحماية والوقاية تبقى هي تلك المتعارف عليها بالنسبة للإنفلونزا الموسمية، مع ضرورة أخذ المطاعيم من قبل الفئات الهشة وأصحاب المناعة الضعيفة”.
وأضاف: “في المجمل لا يوجد ما يستدعي التخوف من انتشار المتحورات، وهذا الأمر سيبقى لسنوات عدة على المستوى العالمي، ولا يوجد ما يستدعي إجراء تدخلات على المستوى الوطني، أما الإجراءات العلاجية فتعتمد وفق كل حالة على حدة، وحسب شدة الأعراض، وإذا ظهرت عند المريض أي مضاعفات كبيرة فلا بد من العلاج في المستشفى، وإلا يبقى العلاج منزليا، مع أخذ الاحتياطات المتعارف عليها”.
وكان عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا، ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي، أكد أن المتحور الجديد لأوميكرون JN.1 Omicron قد يؤدي إلى انتشار موجات لفيروس كورونا في العالم، والأردن ليس استثناءً.
وأضاف بلعاوي أنه في الولايات المتحدة، قفزت نسبة اكتشافات هذا المتحور الفرعي بشكل كبير الأسبوع الماضي، ما قد يؤدي إلى زيادة حالات كوفيد- 19 مع دخولنا فصل الشتاء، حيث أثبت هذا المتحور بأنه الأسرع نموًا في عائلة BA.2.86.
وتوقع أن يؤدي هذا المتحور إلى موجات كوفيد- 19 التالية في العالم، حيث أبلغت بعض البلدان في أوروبا بالفعل عن ارتفاعات حادة في فيروس JN.1، وخلال الأسبوعين الماضيين قفز مستواه من 8.1 % إلى 21.4 %، كما أنه يعد الآن ثاني أكثر المتحورات شيوعًا التي يتم اكتشافها، ويسبقه فقط HV.1، والذي يعد جزءًا من سلالة XBB.1.9.2.
وقال إن النمو المستمر للمتحور JN.1 يشير إلى أنه إما أن يكون أكثر قابلية للانتقال أو أقدر على التهرب من جهاز المناعة، ومع ذلك لا يوجد دليل على أنه يشكل خطرًا متزايدًا مقارنة بالمتحورات الأخرى.
وكالات
التعليقات مغلقة.