محاضرة حول التصدي لخطاب الكراهية في مركز شباب عجلون النموذجي

ضمن محور الشباب والأمن والسلم المجتمعي نظم مركز شباب عجلون النموذجي محاصرة حول الحد من خطاب الكراهيه بمشاركة 20 عضوا عبر تطبيق زووم تحدث خلالها الاكاديمي محمد عبدالله المومني الذي بين ان الإنسان لا يولد ومعه شعور الكراهية ، فالكراهية هي شعور يتولد مع الوقت ونتيجة عوامل كثيرة تستبدل المحبة الفطرية بالكراهية نتيجة خطابات من جهات متعددة تسهم في بناء الكراهية في النفوس، فتصبح سلاحًا للتدمير الذاتي لأي مجتمع عبر تفكيك بناءه وانقسامه.
وقال المومني خلال المحاضرة التي ادارها رئيس المركز محمد مروان الصمادي ليس من السهل أن نضع تعريفًا جامعًا لخطاب الكراهية نظرًا لتعدد الجهات المسؤولة عن تصديره إلى المجتمع، ولكن يمكن أن نعتبر أنه كل تعبير عن الكراهية تجاه شخص أو جنس أو مجتمع أو دولة بسبب الاختلاف في الدين أو العرق أو النوع أو الشكل، وهو التعريف الذي يتناسق مع ما جاء بالعهد الدّوليّ الخاص بالحقوق المدنيّة والسّياسيّة الصادر عام 1966م.
وتساءل المومني لكن ما السبب وراء انتشار خطاب الكراهية في مجتمعاتنا؟ وما هي سبل المواجهة والعلاج؟ مبينا ان الكراهية تصنعها عدة عوامل تبدأ من التربية الأسرية، تليها المدرسة، وأيضًا قد يتسبب فيها الخطاب الديني المتشدد، ويشترك في ذلك أيضًا وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت المنبر الأول الآن لخطابات الكراهية، فهي وسيلة إعلام مجانية للجميع، هذا بالإضافة إلى غياب التشريعات التي تعاقب على بث خطاب الكراهية في كثير من دول منطقتنا العربية أو عدم تفعيلها إن وجدت.
ولفت المومني إلى أنه في الحقيقة الدواء يكمن في الداء فكل العناصر السابقة التي تعتبر في الأساس سببًا لنشر الكراهية، هي نفسها سببًا في العلاج ومواجهة هذا الخطاب البغيض إذا ما تم تصحيح مسارها وتحويلها من وسائل لنشر خطاب الكراهية إلى وسائل للمحبة والوئام وقبول الآخر.
أولًا: التربية والتعليم
وأكد المومني على دور الأسرة في زرع أولى البذور التي تكَّون شخصية الإنسان فإما يبذروا المحبة وقبول الآخر واحترامه، وإما يبذروا الكراهية والعنصرية البغيضة التي تتحكم بعد ذلك في تصرفات الشخص ونظرته لمن حوله، فدور الأسرة تجاه الطفل يتخطى مجرد توفير المأكل والمشرب والمسكن والرعاية الطبية فحسب، بل يقع على عاتقها تشكيل الشخصية السليمة وبث الصور الذهنية الصحيحة تجاه الآخر واحترام التنوع والاختلاف لافتا لدور المؤسسات التعليمية كونها العامل الثاني في التأثير على شخصية الإنسان، حيث يقضي ساعات طويلة في تلقي المعلومات وفيها يتشكل العقل والسلوك.
وقال المومني للأسف كثير من بلداننا العربية تعاني من أزمة في المناهج الدراسية التي تتجلى فيها التفرقة البغيضة بين مكونات المجتمع والخطاب العدائي تجاه الآخر بسبب الدين أو العرق أو الجنس، وهو ما يُنتج عقولًا قد تشبعت بالعنصرية والكراهيةة، والحل يكمن في مراجعة المناهج الدراسية وتنقيح من تلوث منها بالكراهية، وتضمينها موضوعات وأنشطة تعمل على تعزيز ثقافة قبول الآخر واحترام الخلاف والتعددية، وتبتعد عن إثارة النعرات والطائفية، وكذلك وضع أدلة مرجعية ضد الكراهية وكافة أشكال التمييز وتركز على إبراز أن الاختلف والتنوع سنة كونية، وأن البشر فيما بينهم يتكاملون ويتعاونون من أجل عمارة الأرض وصلاحها مهما اختلفت عقائدهم أو أعراقهم أو أجناسهم.
وفي نهاية المحاضرة دار حوار مفتوح بين المحاضر والمشاركين .

الدستور – علي القضاة

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة