محطات انتخابيّة / محمد عبدالرحمن الصمادي

محطات انتخابيّة

المحطة الأولى: مواصفات المرشح:

يقول أحدهم: أنا بطبيعة الحال ابن عشيرة، وأسعى دومًا أن تختار عشيرتي مرشحًا يُقدِّم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ولديه الحكمة والقدرة على مجابهة منظومة الفساد، ولكن كل مرة يخيب الرجاء فهل أنا مُلزم بالتصويت على شخص لديّ القناعة الراسخة بأنه ضعيف؟

الجواب: سعيّك في اختيار (عشيرتك أو الحزب الذي تنتمي إليه)، مرشحًا يمتلك المواصفات التي ذكرتها في استفسارك واجب عليك.

وأمّا انتخابك لمرشح ضعيف، ويفتقد للقوة والكفاءة بحجة أنَّ المرشح ابن العشيرة أو المنطقة، أو أنَّه ينتسب إلى الحزب الذي تنتمي إليه… فهذا بلا شك جاهليّة دعوها، فإنها منتنة فالتصويت والاختيار يجب أن يكون للأصلح أو الأقل فسادًا فحسب، وعلينا تذكُّر قول الله عز وجل “ستُكتب شهادتهم ويسألون”.

المحطة الثانية: معيار التفاضل بين المرشحين:

يتساءل أكثرنا ما هو ميزان ومعيار التفاضل بين المرشحين أهو انتماء المرشح لحزب ما أم لعشيرة بعينها؟

والجواب: لا يُعتبر حزب ما ولا عشيرة بعينها معيارًا فاصلًا لاختيار المرشح، وإنما المعيار في ذلك أن يغلب على ظنك أن المرشح لديه برنامج وطني ورؤية إصلاحية شاملة، ومن المُستبعَد إدماجه في منظومة الفساد القائمة، ولديه القدرة على رسم الخطط واتخاذ القرارات وسن القوانين. (فلا يُعقل أن تنتخب مرشح لا يُفرق بين التاء المربوطة والتاء المفتوحة، وتريد منه بعد ذلك صياغة قوانين فيها النفع العام.

المحطة الثالثة: ترشح المرأة:

بداية لست مع قانون الكوتا بشكل عام ولا مع تخصيص كوتا للنساء بشكل خاص. ولكن رغم من هذا لا يخفى على أحد أن هناك حركة نسويّة منظمة تسعى لتحرر المرأة من قيمِها ودينها ومكانتها الإنسانيّة، وتسعى لتحقيق إنجازات عدة منها تعديل الدستور والقانون بما يتلاءم مع أفكارها وتحررها المزعوم.

لهذا شخصيّا مع أنصار إنشاء تيّار نسائي عشائري وحزبي محافظ ومنظَّم ينتمي انتماءً حقيقيّا لدينه وأمته يُقابل هذه الحركة النسويّة المنحرفة بكل حزم، ويقف سدًا منيعًا بوجه مخططات إفساد المرأة المسلمة.

لا سيما أنّ رأي المرأة الحكيمة المنضبطة بضوابط الشرع مهم مفيد في رفع سوية القوانين والأنظمة المتعلقة بشؤون الأسرة والنساء، خاصة في ظل التمكين المتدرج للمرأة من خلال تعديل نسبة مقاعد المرأة في مجلس النواب، فعلا مستوى القائمة الحزبيّة اشترط القانون أن تكون امرأة من أول ثلاثة مترشحين وامرأتين من أول ستة مترشحين في كل قائمة حزبيّة.

ومن ناحية القائمة المحليّة ستسعى الأطياف جميعها لاستثمار التعديل الجوهري في القانون الجديد، والذي يتعلق بتحديد مسار ترشح المرأة مسبقا (مرشحة كوتا أو مرشحة مسار حر).

  • ففي حال حددت المرأة مسار ترشحها على المسار الحر ستنافس الرجل على مقاعد إضافية غير المقاعد المخصصة للكوتا.

وفي حال حددت المرأة مسار ترشحها على الكوتا النسائية، وليس على المسار الحر، باعتقادي سينتج عن ذلك عدة أمور.

  • في هذه الحالة ستنافس المرأة على مسار الكوتا النسائية فقط، وليس على المسار الحر، إذ إن منافسة المرشحة كما أسلفنا سيكون بناءً على تحديد مسارها.
  • ومرشحة مسار الكوتا لن تنافس المرشح الموجود معها في ذات القائمة كما كان سابقًا، حتى لو حصلت على أصوات أكثر منه؛ لأنها مرشحة على مسار الكوتا، وليس على المسار الحر.
  • في الدورات السابقة كان هناك قلق وتخوف عند جميع أنصار أي تحالف من جهتين:

التخوف الأول: من جهة المرشح يخشى أن لا يُصَوَّت عليه من أنصار المرشحة والتخوف الثاني: من جهة مرشحة الكوتا تخشى أن لا يُصَوَّت عليها من أنصار المرشح. هذا في السابق، فقد تشكّلت تحالفات لم يُكتب لها الاستمرارية والتناوب، ولكن في هذه الدورة الانتخابية أعتقد سيزول هذا التخوف، ولا يوجد خشية من تصويت أنصار أحدهما للآخر؛ بسبب انعدام التنافس بين المرشح في قائمة والمرشحة على مسار الكوتا في ذات القائمة.

  • وزوال هذا التخوف قد يُستثمر من جهات متعددة، وينتج عنه ترابط كثير من التحالفات وزيادة الثقة (بين أنصار المرشح وأنصار مرشحة الكوتا في قائمة ما)، والقدرة على تشكيل تحالفات مستدامة خالية من التخوين بين عدد من الأطراف يتم التناوب والقرعة بينهم أحدهم مرشح والآخر مرشحة كوتا لعدة دورات انتخابية.
  • وعلى هذا من المتوقع تشكيل تحالفات جديدة تدوم لفترات طويلة، تتكون من طرفين يتناوبان بأريحيّة على اختيار مرشح ومرشحة كوتا، وقد يُضيفان طرفًا ثالثًا لتقوية تحالفهما من خلال التناوب على مرشح ومرشحة كوتا ورئاسة بلدية في المستقبل.
  • وفي ظل ذلك قد يتلاشى سيناريو الحشوات. وقد لا يتعلم البعض من إخفاقاته السابقة، وسنرى تشكيل قوائم فيها أكثر من رجل في قائمة واحدة مع التفاوت الواضح جداً في أنصار أحدهما على الآخر.
  • أرى أن المرحلة مختلفة تمامًا تستوجب من أصحاب الفكر والرأي السديد التخطيط السليم وتحديد رؤية ثاقبة لمستقبلٍ أفضل قائمة على رضا الله… والسلام.

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة