“محمية عجلون”.. وجهة سياحية ورافعة تنموية

تجاوزت محمية غابات عجلون أهميتها السياحية باعتبارها الوجهة السياحية الأولى في محافظة عجلون، لتشكل قيمة مضافة ورافعة تنموية، عبر تقديم الدعم المادي واستضافة الجهات المانحة، والتوجيه والتدريب على إقامة المشاريع المدرة للدخل.
ويأتي مشروع “ابتكار” الذي أعلنت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة عن بدء تنفيذه في المحمية، بالتعاون مع منظمة الخطة الدولية اخيرا، ليعزز هذا التوجه التنموي، إذا يخطط له أن يستفيد منه زهاء 45 شابا وشابة من أبناء المحافظة، ستخصص لهم منح تتراوح ما بين ألف إلى 3 آلاف دينار لمساعدتهم في إقامة مشاريع منزلية.
محافظ عجلون الدكتور قبلان الشريف أكد خلال رعايته حفل إطلاق المشروع أهمية استثمار المحافظة من الناحية السياحية واستغلال ميزاتها على الوجه الأمثل، لافتا إلى أن المحافظة تعتبر من أجمل المحافظات على مستوى الأردن والمنطقة، ما يستدعي تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للمساهمة في استغلال واستثمار الميزات الفريدة من نوعها ولتشجيع المستثمرين للاستثمار في المنطقة.
وبين مدير مشروع “ابتكار” عماد عبدالله أن المشروع يتطلّع لتقديم منحة مالية غير مستردة لتوفير الدعم المالي والتقني للمشاريع المنزلية، والشركات الاجتماعية، والشركات الصغيرة والمتوسطة، ورواد الأعمال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما للمساعدة في تعزيز وإثراء أفكارهم ومبادراتهم حتى تعود بالفائدة على المجتمعات التي يعملون فيها.
وزاد أن المشروع وفر 45 منحة لشباب وشابات محافظة عجلون تنفذ على مدار عامين بتمويل يتراوح ما بين ألف دينار إلى 3 آلاف دينار، موضحا أهداف المشروع وكيفية تقديم طلبات الإستفادة.
يذكر أن مشروع ابتكار يأتي بتمويل من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي بالتعاون مع الأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة، محمية غابات عجلون، وهو مشروع يستهدف بعض محافظات المملكة التي تعد من المناطق الأشد فقرا.
وقال مدير المناطق المحمية، ومدير محمية غابات عجلون عثمان الطوالبة إن لديهم الكثير من البرامج والأنشطة والخطط المستقبلية التي ستنفذها المحمية بهدف مساعدة وتنمية المجتمع المحلي المحيط بها. وبين أن المحمية أنشات حوالي 18 كوخا جديد بدعم من الديوان الملكي ليصبح عدد الأكواخ في المحمية 38 كوخا إضافة الى ألعاب المغامرة والعديد من المرافق الأخرى، لافتا إلى الأكاديمية التي تم بناؤها من أحجار المنطقة أصبحت تستقطب آلاف الزوار، وتعقد فيها الندوات والمحاضرات والورش التدريبية وأنشطة المجتمع المحلي المختلفة.
وزاد الطوالبة أن المحمية تعد من أبرز الوجهات السياحية في المحافظة، والأكثر استقطابا للسياح العرب والأجانب والزوار والمتنزهين المحليين، مببنا أن عودة النشاط السياحي بدأت تضيف لها قيمة اقتصادية للمجتمع المحلي، وعموم المناطق المحيطة بها، مؤكدا أن التحديثات ستبقى مستمرة على مرافقها، وتنويع برامجها لتمكينها من استقبال أعداد أكبر مما كانت عليه في سنوات سابقة، بحيث تتجاوز الـ70 ألف زائر سنويا.
يشار إلى أن الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، أطلقت قبل عامين لعبة العبارة الهوائية بطول 330 مترا، وذلك لإثراء تجربة سياحة المغامرة لرواد محمية غابات عجلون، ومنحهم فرصة الاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة، ولوضع المحمية على خريطة سياحة المغامرات العالمية.
وتعد اللعبة، ثاني أطول لعبة هوائية في الأردن، والثالثة في منطقة الشرق الأوسط، وتعد كذلك نواة لإنشاء قرية ألعاب مغامرة في ساحة الأكاديمية، للربط بينها وبين برامجها والمحمية، وللإسهام وفي زيادة المنافع لسكان المنطقة بإيجاد فرص عمل دائمة لهم، بالإضافة لاستقطاب محبي سياحة المغامرة إلى المحافظة.
ويؤكد مراقبون أن المحمية تبقى حتى الآن من أنجح الاستثمارات البيئية والسياحية في المحافظة، لما وفرته من بيئة جاذبة للسياحة، وأضافت قيمة اقتصادية أفادت المجتمع المحلي، ما جعلها قصة نجاح فريدة ومتنفسا سياحيا مؤهلا، خصوصا وأن أعمال تطويرها مستمرة، بحيث كان آخرها إضافة 15 كوخا جديدا، وقرية ألعاب المغامرة.
وكانت المحمية اختيرت ضمن القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، والذي يعتبر الإعلان الرسمي لأفضل المناطق المحمية إدارة على مستوى العالم، وذلك بعد عملية تقييم مكثفة، تم فيها التقييم بناء على عدة معايير تتعلق بالحوكمة الجيدة وسلامة التصميم والتخطيط، وفعالية الإدارة، وجودة مخرجات برامج صون الطبيعة.
كما تعد المحمية من المحميات الطبيعية في المملكة، والتي حققت تميزا بيئيا في صون الطبيعة، ما استحقت عليه التكريم من منظمات دولية، بالإضافة إلى تمكنها من تطوير مجتمعها المحيط بها اقتصاديا، وبلوغها نقطة جذب واستثمار سياحي ناجح.
وتضم المحمية 6 ممرات سياحية، توفر للسائح إمكانية التجول في الغابات والتعرف على التنوع الحيوي ومشاهدة الآثار، وزيارة القرى، وتناول وجبات الطعام الريفية في قرى محيطة، وزيارة بساتين وأودية وشراء منتجات من المزارعين.

عامر الخطاطبه/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة