مخطط تهويدي لبناء جسر ثابت بالأقصى لتسهيل اقتحامات المستوطنين

تدرس حكومة الاحتلال الإسرائيلي مخططاً تهويدياً لبناء جسر ثابت بالمسجد الأقصى المبارك لتسهيل اقتحامات المستوطنين المتطرفين بأعداد كبيرة لباحاته، بما يؤدي إلى تغيير معالم الأقصى وتهويده تمهيداً للسيطرة عليه بدفع الجماعات اليهودية المتطرفة.
وعلى وقع استئناف عشرات المستوطنين لاقتحام الأقصى أمس بحماية قوات الاحتلال؛ فقد ندّد فلسطينيون بمخطط تهويدي إسرائيلي لإزالة التلة الترابية والجسر الخشبي الموصل إلى “باب المغاربة” من وسط ساحة البراق، وبناء جسر ثابت مزخرف، ومزركش بالنقوش والعبارات التوراتية، بالمسجد.
وبحسب المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، فإن المخطط الاستيطاني الذي طرحته ما تسمى جماعات “الهيكل”، المزعوم، على حكومة الاحتلال، “ينسجم مع حجم الاقتحامات التي تنفذها الجماعات المتطرفة، المطالبة بزيادة ساعات الاقتحامات للمستوطنين، لاسيما في فترات أعيادهم، إلى ساعة متأخرة من الليل”.
وقال المفتي، أمس، إن المخطط الإسرائيلي يهدف إلى السيطرة على مداخل المسجد الأقصى المبارك، وبالتالي السماح لقوات الاحتلال والمستوطنين باقتحام الأقصى خلال ساعات النهار والليل دون مراقبة، ما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تمس أمن المسجد والمصلين المسلمين، مُحملاً الاحتلال النتائج المترتبة على المساس بالمسجد ألأقصى.
وفي سياق التصدي للمساعي التهويدية؛ فقد طالب المفتي أبناء القدس برفض التعامل مع الأمر العسكري الصادر عن سلطات الاحتلال، القاضي بإمكانية إصدار شهادات حصر الإرث للفلسطينيين من قبل محاكم الكيان الإسرائيلي.
وبين أن هذا الأمر يهدف إلى تسهيل عمليات تسريب الأراضي الفلسطينية وبيعها للمستوطنين، ويمثل جزءاً خطيراً من المخطط الاستعماري لوضع اليد على القدس المحتلة، والذي من شأنه تغيير طابعها القانوني وتركيبتها، ويؤدي إلى تهويدها، مؤكدا أنّ الاستيطان غير شرعي، ولن يتم السماح بشرعنة أي أمر استيطاني على الأرض الفلسطينية المحتلة.
وفي الأثناء؛ انطلقت الدعوات الفلسطينية، للمشاركة الواسعة في فجر وجمعة “القدس عربية إسلامية” بالمسجد الأقصى، وذلك يوم غد الجمعة، للتصدي لمخططات الاحتلال والمستوطنين ومحاولاتهم الحثيثة في تهويد المقدسات الإسلامية.
وشددت الدعوات على أهمية الاحتشاد الواسع بالأقصى لتأكيد التمسك الشعب الفلسطيني بأرضهم ومقدساتهم رغم الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة بحقهم.
يأتي ذلك في وقتٍ دعت فيه جماعات ما تسمى “الهيكل”، المزعوم، إلى تنظيم اقتحامات مركزية للمسجد الأقصى، في السابع من آب (أغسطس) المقبل، للإحتفاء بمناسبة “ذكرى خراب الهيكل” المزعومة.
ونشرت الجماعات الاستيطانية دعواتها عبر مواقعها وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي، ودعت المستوطنين المتطرفين إلى تنظيم اقتحامات جماعية كبيرة وأداء طقوس تلمودية في باحات الأقصى.
في حين أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بأن عشرات المستوطنين المتطرفين اقتحموا، أمس، المسجد الأقصى، من جهة “باب المغاربة”، ونظموا جولات استفزازية في باحاته وأدوا الطقوس التلمودية في المنطقة الشرقية منه، بحماية قوات الاحتلال.
وفرضت شرطة الاحتلال قيوداً مشددة على دخول المصلين الوافدين من القدس وفلسطين المحتلة عام 1948 إلى المسجد الأقصى، واحتجزت هوياتهم عند بواباته الخارجية، فيما واصلت إبعاد العشرات عنه لفترات متفاوتة.
في غضون ذلك؛ صادقت ما تسمى بـ”اللجنة اللوائية الإسرائيلية للتخطيط والبناء” في القدس المحتلة، أمس، على خطة لإقامة 1446 وحدة استيطانية جديدة على أراضي صور باهر، جنوباً، لصالح مستوطنة “القناة السفلية” بين مستوطنتي “جفعات هامتوس” و”هار حوماه”، الإسرائيليتّين.
وأفادت ما يسمى حركة “السلام الآن” الإسرائيلية، أن “اللجنة اللوائية أرجأت القرار بشأن إقامة 750 وحدة استيطانية على آخر قطعة أرض متبقية لتطوير بيت صفافا (بلدة فلسطينية جنوب شرقي القدس)، ضمن مستوطنة جفعات هشاكيد، ولم يتم تحديد موعد الجلسة التالية”. وأضافت إن هذه خطة استراتيجية ستوجه ضربة لإمكانية التواصل الحضري الفلسطيني في القدس، وتُغلق بالفعل آخر ممر متبق يربط بيت صفافا وشرفات ببقية القدس، ويقوّض إمكانية تحقيق “حل الدولتين”.
وبحسب بيانات حركة “السلام الآن”؛ فإن أكثر من 230 ألف مستوطن يعيشون في مستوطنات بالقدس المحتلة.
وكان معهد الأبحاث التطبيقية “أريج”، أفاد أن “سلطات الاحتلال الإسرائيلي نشرت ثلاثة مخططات جديدة لبناء 702 وحدة استيطانية في مواقع مختلفة من الضفة الغربية، استولت لأجلها على نحو 734 دونمًا من الأراضي الفلسطينية”.
فيما شن جيش الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات، طالت عدداً من الشبان الفلسطينيين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن إمعان سلطات الاحتلال في ضم الضفة الغربية المحتلة، يأتي نتيجة مباشرة لغياب الإرادة الدولية الحقيقية لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها القرار 2334، تجاه الاستيطان.
وانتقدت “الخارجية الفلسطينية”، اكتفاء المجتمع الدولي بمطالبات خجولة للاحتلال لوقف الاستيطان، تعكس تخليه عن تحمل مسؤولياته تجاه معاناة الشعب الفلسطيني وحيال اتخاذ ما يلزم من الإجراءات العملية لحل الصراع بالطرق السياسية التفاوضية.
واعتبرت أن الموقف الدولي يشجع سلطات الاحتلال على الإفلات المستمر من العقاب، وةتوفير المظلة اللازمة لها للاستمرار في تعميق الاستعمار وضم الضفة الغربية واستكمال بناء نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) في فلسطين المحتلة.
وأدانت جرائم تعزيز الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس المحتلة، لافتة إلى قرار الاستيلاء على مئات الدونمات والمصادقة على بناء مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وبينت أن القرارات الإسرائيلية تندرج في إطار مساعي تكريس ضم القدس وتهويدها وفصلها تماماً عن محيطها الفلسطيني، وتقطيع أوصال المناطق والأحياء المقدسية، ومحاولات حسم مستقبل قضايا الصراع التفاوضية لصالح الاحتلال، بما يغلق الباب أمام امكانية تجسيد دولة فلسطين بعاصمتها القدس المحتلة.

نادية سعد الدين/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة