مدارس المحافظات.. أبنية مستأجرة واكتظاظ بالصفوف ونقص بالمعلمين

تحت بند “سيتم متابعتها”، ستبدأ مدارس المحافظات باستقبال الطلبة بعد أقل من أسبوع، مع ترحيل سنوي للتحديات التي تكتنف العملية التعليمية، بدءا من كابوس الاكتظاظ مرورا بمشكلة نقص المعلمين، وصولا الى مشكلة البناء المدرسي بشقيها الأبنية المتردية والأبنية المستأجر.
وعلى امتداد محافظات المملكة من شمالها الى جنوبها، تتراوح حدة المشاكل آنفة الذكر من مديرية تربية الى أخرى، فيما تشترك جميعها بوعود “المتابعة لمعالجتها”، مع تأكيد الاستعداد الكامل لاستقبال الطلبة في عام دراسي جديد، ربما يكشف قادم الأيام حجم المسافة بين لغة الاستعداد وواقع يوميات الدوام الرسمي.
بالمجمل، يؤكد معظم مدراء مديريات التربية في المحافظات على “جهود مبذولة”، لبدء عام دراسي جديد بكامل الاستعدادات، فيما يقابل هذا التأكيد انطباع سيئ في ذاكرة طلبة وأولياء أمور عانوا خلال سنوات دراسية ماضية، من الاكتظاظ ونقص المعلمين وتردي الأبنية المدرسية التي تفتقد بعضها حتى لمرافق صحية سليمة، نتيجة ما يعرف بـ “ترحيل المشاكل” و “تأجيل الحلول” تحت ذريعة “نقص المخصصات”.
المدارس المستأجرة.. الكرك تتصدر القائمة
المباني المستأجرة، مشكلة يتقاسم معاناتها الطلبة وكادرهم التعليمي، فيما مصدر شكوى مستمر بالنسبة لأولياء الأمور الذين يعبرون عن عدم اقتناعهم بامكانية توفير بيئة تعليمة سليمة لأبنائهم في مبان مستأجرة لا تصلح حتى للسكن.
ويرى أولياء أمور من محافظات مختلفة، أنه لا يمكن تخيل بيئة تعليمة سليمة في بناية إنشئت لغايات السكن، حيث الغرف ضيقة ما يعني اكتظاظ الطلبة حتى مع الأعداد القليلة، كما أن بعض هذه المباني تفتقد للمختبرات والساحات ومرافق صحية سليمة.
ووفق أرقام رسمية، تتصدر محافظة الكرك القائمة في أعداد المدارس المستأجرة، والتي يصل عددها الى 61 مدرسة، من أصل 315 مدرسة، بنسبة 20 % من مجمل المدارس، فيما تأتي عجلون من حيث النسبة بالمركز الأول، إذ إن ثلثي مدارسها البالغ عددها 130 مدرسة مبانيها مستأجرة.
ولا تختلف بقية المحافظات عن الكرك وعجلون، والتي تتشارك جميعها بمشكلة المباني المستأجرة التي يجدد أولياء أمور الطلبة مطالبتهم مع كل بداية سنة دراسية بضرورة إيجاد حلول جذرية لها، في وقت تجهد مديريات التربية كل حسب مخصصاتها وضمن برنامج زمني لإنهاء المشكلة وتوفير أبنية مدرسية بمواصفات سليمة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، يقول أحمد الفناطسة وعبدالله المراعية من محافظة معان، إن العديد من المباني المدرسية بالمحافظة ما زالت مستأجرة خاصة في القرى والبلدات ذات الكثافة السكانية العالية، وهي غير مجهزة بمرافق صحية مناسبة ولا يوجد فيها أي تصاميم هندسية مناسبة تتلاءم مع العملية التعليمية.
ومن معان جنوبا الى الشمال في اربد، مرورا بالمحافظات، تبدو الآراء والشكاوى متطابقة، اذ يقول أحد أولياء الأمور محمد الشمالي من مدينة إربد، إن وزارة التربية مطالبة باستحداث مدارس جديدة في اربد وغرف صفية إضافية، وذلك لحل مشكلة اكتظاظ الصفوف من جهة، وإنهاء مشكلة المباني المستأجرة من جهة أخرى.
كما أكدت فاطمة بني حمد ولديها 3 ابناء على مقاعد الدراسة، أن منطقتها السكنية ساكب في محافظة جرش ما زالت تواجه مشكلة المدارس المستأجرة أبنية والتي تفتقر للخدمات التعليمية مثل الساحات والملاعب والمختبرات العلمية ومختبرات الحاسوب، حتى المرافق الصحية فيها صغيرة ولا تلبي حاجة الطلاب مقارنة بعددهم.
وأوضحت أن بلدة ساكب فيها أكثر من 3 مدارس أساسية مستأجرة وعدد الطلاب في كل مدرسة بالمئات والغرف الصفية صغيرة وتعاني من الاكتظاظ، فضلا عن أنها أبنية قديمة وفيها مشاكل فنية بالبناء.
وبالعموم، يتشارك غالبية أولياء الأمور الآراء حول الأبنية المدرسية المستأجرة ومدى ملاءمتها لتكون بيئة تعليمية سليمة، في المقابل يجمع عدد من مدراء مدريات التربية بالمحافظات، أن المباني المستأجرة أكبر تحد تواجهه العملية التعليمة، على أنهم يعقدون الآمال على حلها تدريجيا مع استمرار مشاريع بناء وتوسعة الأبنية والمرتبط باستمرار التمويل.
آمال معقودة على مشاريع البناء والتوسعة
في عرض لما تقوم به العديد من مديريات التربية بالمحافظات، فإن غالبية المحافظات باتت على موعد قريب لاستلام مشاريع أبنية مدرسية جديدة والانتهاء من مشاريع توسعة وصيانة مبان قائمة.
ففي الكرك، كانت أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية، الدكتورة نجوى القبيلات تفقدت مدارس المحافظة مرتين خلال شهر واحد بسبب شكاوى المواطنين ونواب المحافظة من سوء أحوال المدارس وخصوصا المدارس القديمة في بلدات وقرى المحافظة.
وأوعزت الدكتورة القبيلات خلال الزيارة بإضافة 3 غرف صفية في مدرسة جعفر بن أبي طالب بالمزار الجنوبي، واستملاك أرض لبناء مدرسي جديد لمدرسة نسيبة المازنية الأساسية المختلطة بقصبة الكرك، بدلًا من المبنى المستأجر.
كما أوعزت لإدارة الأبنية والمشاريع الدولية في الوزارة بإعطاء صفة الاستعجال لطرح عطاءات مدارس سد السلطاني والقطرانة والأبيض، لإضافة غرف صفية ومرافق وملاعب وأعمال صيانة شاملة.
كما أوعزت القبيلات بإنشاء نواة مدرسة مكونة من 12 غرفة صفية لمدرسة فاطمة الزهراء المستأجرة، وطلب تخصيص 5 دونمات للمنطقة ذاتها، وإضافة 12 غرفة صفية وصيانة الوحدات الصحية في مدرسة المنشية الأساسية المختلطة، إلى جانب صيانة مسرح مدرسة الحسين الثانوية الشاملة للبنين، وتركيب مكيفات لغرف التعليم الفندقي.
وفي مديرية تربية القصر، أوعزت ببناء نواة مدرسة بواقع 12 غرفة صفية ومرافق صحية لمدرسة الزهراء الثانوية للبنين، وإضافة 6 غرف صفية لمدرسة فقوع الأساسية للبنين، إضافة إلى تركيب مظلات في مدرسة امرع الثانوية المختلطة.
على وقع هذه الإيعازات، ستبدو الكرك بصورة أحسن، فيما الواقع هذا العام قد لا يكون مختلفا عن العام الماضي، وباستثناء استلام مديرية تربية لواء المزار الجنوبي لمدرسة جديدة، فيما ستستلم مديرية تربية الأغوار الجنوبية قريبا مدرسة غور الحديثة الثانوية للبنات، ستبقى سياسة “المتابعة” تفرض نفسها في التعامل مع مشاكل المدارس بالمحافظة. وبالتفصيل، يقول مدير التربية والتعليم بلواء قصبة الكرك بالوكالة سامر المجالي إن قصبة الكرك تضم زهاء 118 مدرسة من بينها زهاء 20 مدرسة مستأجرة، وتضم 27 ألف طالب وطالبة، لافتا الى انه لا يوجد أي مشكلة في اكتظاظ الصفوف، فيما لم يشر الى اي مشاريع قريبة ستشهدها مدارس القصبة.
وقال مدير تربية لواء القصر عبد الحي القراله، إن عدد المدارس باللواء يبلغ 70 مدرسة منها 18 مدرسة مستأجرة، وتضم 14 ألف طالب وطالبة.
ولفت إلى إنشاء عدد من الإضافات الصفية لمدارس قائمة بحيث تتمكن المديرية من مواجهة الزيادة الطبيعية في أعداد الطلبة كل عام، والاستغناء عن المدارس المستأجرة.
وأشار إلى أن هناك إضافات مدرسية جديدة وخطط لتوسعة مدارس وفقا لاحتياجاتها.
وقال مدير تربية لواء المزار الجنوبي حسين دغيمات إن عدد المدارس باللواء بلغ 88 مدرسة، والمستأجر منها بلغ 18 مدرسة هذا العام، مؤكدا أن عدد طلبة المديرية بلغ 20500 ألف طالب وطالبة.
وأشار الى أن المديرية استلمت مدرسة جديدة وستوفر إضافة للأبنية المدرسية.
وأكد مدير تربية الأغوار الجنوبية نضال المجالي ان المديرية بلواء الاغوار الجنوبية تضم زهاء 39 مدرسة، ينتظم فيها 17 ألف طالب وطالبة، منها 5 مدارس مستأجرة، مشيرا الى ان مديرية التربية سوف تستلم قريبا هذا العام مدرسة جديدة هي مدرسة غور الحديثة الثانوية للبنات، إضافة الى استلام جناح رياض الاطفال عدد اثنين في مدرستي الظاهر بيبرس والمزرعة واستلام قاعة متعددة الأغراض.
معان أوفر حظاً..
بالانتقال الى معان، تبدو المحافظة أكثر حظاً من سابقتها، ووفق مدراء تربية فقد تم استحداث عدد من المشاريع والعمل جار لاستلامها، وهو ما يدعم الواقع التعليمي في معان ويرفع من سوية أدائه.
وتم الانتهاء من بناء مدرسة ابو بكر الصديق للذكور بكلفة تقريبية تزيد على مليون دينار، كما تم الانتهاء من بناء مدرسة عثمان بن عفان للذكور، ومدرسة أسامة بن زيد للذكور، وفق مدير مديرية التربية والتعليم لمنطقة معان وهبي آل خطاب.
وأشار آل خطاب إلى أنه سيتم استلام تلك المشروعات بشكل أولي خلال فترة قريبة.
وبين أن نسبة الإنجاز في مشروع بناء مدرسة عبد الله بن رواحه للذكور وصلت الى 80 %، مشيرا إلى أن المدرسة ستشكل نقلة نوعية في تحسين الواقع التعليمي، كما ستسهم المشاريع الجديدة حال تشغيلها في تحسين البيئة التعليمية في معان والتخفيف من الاكتظاظ والتقليل من الاعتماد على المدارس المستأجرة.
وبين أنه تم طرح عطاء إنشاء نواة لمدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز لفئة الذكور بواقع 12 غرفة صفية، لافتا أن مجموع المدارس التابعة لمديرية تربية معان يبلغ 41 مدرسة لكلا الجنسين ولجميع المراحل التعليمية، من ضمنها 14 مدرسة مستأجرة، متوقعا أن ينخفض عدد المدارس المستأجرة خلال العام المقبل ليصل إلى 8 مدارس تقريبا.
واكد مدير مديرية تربية البادية الجنوبية الدكتور محمد الشقيرات، أن عدد المدارس في مناطق البادية يبلغ 78 مدرسة منها 17 مدرسة مستأجرة.
وقال الشقيرات، إنه تم الانتهاء من إنشاء مشروع رياض أطفال في مدرسة الملكة رانيا بالجفر، ومدرسة بنات إيل الأساسية، إلى جانب الانتهاء من تنفيذ مشروع إضافة غرف صفية ومرافق تعليمية في مدرسة بنات الحسينية الثانوية، وإنشاء مشروع صالة رياضية لمدرسة بنات الحسينية الأساسية، وتم استلامها مؤخرا بشكل أولي.
وأضاف، أن العمل جار لتوسعة مدرسة ابو بكر الأساسية في لواء الحسينية بكلفة تقريبية تصل إلى 315 ألف دينار وأن نسبة الإنجاز في المشروع وصلت إلى أكثر من 90 %، كما أن العمل جار لإنشاء نواة مدرسة أساسية في بلدة الهاشمية.
وأوضح، أن العمل جار أيضا لإنشاء مشروع إضافة غرف صفية ومرافق تعليمية في مدرسة حفصة بنت عمر الأساسية في الحسينية، وأن نسبة الإنجاز في المشروع وصلت إلى 95 %.
وأشار الشقيرات إلى أنه تم الانتهاء من إنشاء مشروع مدرسة حليمة السعدية الأساسية في الحسينية بكلفة 235 ألف دينار.
الحلول بالسلط تحتاج إلى وقت
تأخذ محافظة البلقاء نصيبها من معادلة ترحيل المشاكل وتأجيلها لحلها مع مرور الوقت، ويوضح مدير التربية والتعليم لمنطقة السلط هارون الرحاحلة، أن عدد المدارس المستأجرة يبلغ 17 مدرسة من أصل 112 مدرسة، قائلا “إن هناك توجها للاستغناء عن جميع المدارس المستأجرة مع مرور الوقت، حيث تنتظر المديرية حاليا استلام مدرستين جديدتين هما (مدرسة صبحي خالد الحاج حسن ومدرسة الصوانية الأساسية المختلطة) لتكونا بديلتين عن مدرستين مستأجرتين”.
وتطرق الرحاحلة إلى استحداث بناء غرف رياض أطفال في مدرسة البلقاء الشاملة ومدرسة اليمامة الأساسية المختلطة ومدرسة أم العمد الأساسية المختلطة.
وأكد مدير التربية والتعليم للواء عين الباشا، الدكتور فادي الجزازي، أن عدد المدارس في اللواء يبلغ 67 مدرسة، بالإضافة إلى 5 مدارس تضم طلبة سوريين، لافتا إلى وجود 3 مدارس ذكور مستأجرة، و14 مدرسة إناث.
وتطرق الجزازي إلى وجود توجه، وآلية للاستغناء عن المدارس المستأجرة، وذلك بالعمل على استملاك الأراضي، وبناء مدارس جديدة.
هل جرش حالة مختلفة؟
في جرش، ووفق ما تشير اليه احصائيات مديرية التربية، فان عدد المدارس المستأجرة حاليا يبلغ 32 مدرسة من أصل 151 والذي يعتبر بالرقم ليس بالقليل.
الا أن مدير التربية الدكتور باسم عضيبات يتطلع الى واقع تعليمي مميز تنتظره جرش، موضحا “أن هناك خطة زمنية سيتم من خلالها التخلص من المدارس المستأجرة خلال الأربع سنوات القادمة”.
لكن اللافت أن التخلص من المدارس المستأجر مرهون بتوفر التمويل المادي من المنح أو من موازنة مجلس المحافظة، وفق ما أوضحه عضيبات، الذي اضاف أيضا، “أن الخطة ستستثني عددا بسيطا من المدارس في القرى والبلدات والتي يصعب بناء مدرسة فيها نظرا لقلة عدد الطلاب”.
ويرى العضيبات أن جرش استطاعت التغلب على مشكلة الاكتظاظ بين صفوف طلابها من خلال استلام بناءين لمدرستين يتسعان لما يزيد على 1600 طالب في منطقة ظهر السرو وحي الإسكان.
وقال عضيبات “إن استلام هاتين المدرستين هذا الفصل الدراسي ساهم في حل مشكلة الاكتظاظ داخل مدينة جرش في مدارس ثانوية وتم التخلص من مباني أربع مدارس مستأجرة، فضلا عن مشاريع مدرسية أخرى يتم التجهيز لها وأهمها المدرسة الدامجة والتي من المتوقع أن تتسع لـ 1500 طالب وهي تدمج الطلاب العاديين مع الطلبة من فئة ذوي الاعاقة ويتم حاليا البحث عن تمويل لبناء المدرسة وتجهيز قطعة الأرض التي ستقام عليها في مدينة جرش”.
إربد واقع مرير.. هل يمكن تغييره؟
لعل الواقع الإربداوي هو الأصعب بين المحافظات، فيما يعزز الحكم على ذلك ما توصلت إليه دراسة علمية نفذها فريق مبادرة حول “واقع المدارس الحكومية” كشفت بالتفصيل حدة المشاكل التي تعاني منها مدارس إربد المدينة.
وقبل الخوض بنتائج الدراسة، تشير تصريحات مدير التربية محمد المومني إلى أن معظم مدارس إربد تعاني من اكتظاظ بعد انتقال 12 ألف طالب وطالبة خلال العامين الماضيين من المدارس الخاصة للحكومية بسبب جائحة كورونا والتعلم عن بعد، ومن المتوقع انتقال آلاف الطلبة الفصل الدراسي الحالي من المدارس الخاصة للحكومية، ما سيزيد المسألة تعقيدا.
وامام هذا الواقع ومع إقرار المومني بأن حل المشكلة مرتبط باستحداث ابنية مدرسية وهو مرهون بتوفر المخصصات، ستبقى مدارس اربد تحت ضغط الاكتظاظ وطفرة زيادة اعداد الطلبة بسبب سيل الانتقال من الخاصة الى الحكومة، وقد يصبح مشروع الاستغناء عن المباني المستأجرة حلما سيراود سكان إربد لفترة طويلة.
يقول المومني، إن المديرية قامت بإجراء صيانة لأكثر من 20 مدرسة وتم بناء 12 غرفة صفية في مدرسة دوقرا و14 غرفة صفية لمدرسة حذيفة بن اليمان، موضحا أن هناك مدارس جديدة سيتم المباشرة ببنائها قريبا في بلدتي بشرى وحواره.
وأوضح ان هناك 30 مدرسة مستأجرة، منها 8 ذكور و10 إناث و12 مدرسة مختلطة وهذه المدارس تقع في أحياء مدينة اربد، مؤكدا أن الأحياء لا تتوفر فيها قطع أراض من أجل بناء مدارس عليها وهي مبان غير مصممة أن تكون مدارس وتعاني من غياب الساحات وضيق في الغرف.
عجلون.. مشاريع مدرسية واعدة
في عجلون، حيث النسبة الأعلى للمدارس المستأجرة والتي تصل الى 33 % من العدد الكلي والبالغ 130 مدرسة حكومية، يؤكد مدير التربية والتعليم في المحافظة أحمد ملكاوي، أن قيمة ما تم إنجازه وما يجري تنفيذه حاليا على أرض الواقع من بناء مدارس وإضافات صفية وقاعات وملاعب وأعمال صيانة بلغ 6 ملايين و750 ألف دينار، مبينا أنه تم استلام مدرسة السفينة الثانوية للبنين، ومدرسة حي صبايا الأساسية في منطقة حلاوة التي تم إشغالها.
وأشار إلى أنه يجري العمل حاليا على إنشاء مدرسة عين جنا الأساسية حيث من المتوقع الانتهاء منها مع بداية الفصل الأول، مبينا أنه تم استلام إضافة 12 غرفة صفية لمدرسة الساخنة الثانوية للبنين، و12 غرفة لمدرسة الساخنة الثانوية للبنات، و4 غرف لمدرسة الحرث الأساسية، و4 غرف لمدرسة سامتا الأساسية.
وزاد أنه يجري حاليا بناء إضافة 12 غرفة صفية لمدرسة راجب الثانوية للبنات، وإضافة 12 غرفة صفية لمدرسة خديجة بنت خويلد الأساسية المختلطة، كما تم إجراء أعمال صيانة شملت 76 مدرسة في المحافظة من مخصصات مجلس المحافظة.
وكشف ملكاوي أنه سيتم إنشاء 3 مدارس جديدة أساسية مختلطة على حساب البنك السعودي للتنمية في مناطق باعون والهاشمية وكفرنجة حيث سيبدأ العمل بها قريبا، مشيرا إلى أنه تم استملاك أراض جديدة في منطقة صخرة على حساب مجلس المحافظة واستملاك أرض في منطقة عين البستان ويجري حاليا العمل على استملاك أرض في منطقة اشتفينا الروابي وبلدة عصيم بمنطقة العيون لإنشاء مدارس أساسية، مبينا أن هناك توجها لبناء مدارس جديدة في مناطق عبين حيث تتوفر قطع أراض مستملكة لهذه المدارس كمنحة من KFW، لافتا الى أن هناك إضافة غرف رياض أطفال على حساب USAID لمدرسة عبين الثانوية الجديدة وبناء قاعة متعددة الأغراض لمدرسة الوهادنة الثانوية للبنات.
العقبة أمام اختبار تجربة مجمع المدارس..
وتعاني مدارس العقبة البالغة 81 مدرسة في كل عام دراسي من مشكلة اكتظاظ الصفوف والتي تجبر التربية على تحويل بعض المدارس إلى نظام الفترتين للتغلب على المشكلة بالإضافة إلى نقص المعلمين والمستخدمين، حيث تلجأ المديرية بتعويض النقص الحاصل بالمعلمين باعتماد نظام التعليم الإضافي.
إلا أن هذه السنة الدراسية قد تكون العقبة مختلفة وفق ما تراه مديرة تربية العقبة الدكتورة سمية البرديني التي أكدت أن العام الدراسي الحالي يختلف عما سبقه من الأعوام الماضية من حيث اكتظاظ الغرف الصفية، مشيرة الى أن مشروع مجمع المدارس المركزية قد تم تشغيله وهو يتسع لأكثر من 6000 طالب وطالبة وهي مدارس مجمعة وتجربة جديدة تشكل نموذجا يحتذى به لبقية مناطق المملكة، ستسهم في رفع سوية العملية التعليمية في العقبة.
وأوضحت البرديني أن تكلفة المرحلة الأولى من المشروع الذي أنجزته شركة تطوير العقبة/ الذراع الاستثماري لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بلغت 14.5 مليون دينار، فيما ستصل عند اكتماله إلى 20 مليون دينار، مشيرة إلى أن السلطة ستتحمل تكلفة النقل من مناطق العقبة للمجمع الذي يقع في المنطقة الشمالية من المدينة.
نقص المعلمين والاكتظاظ.. اختبار الأسبوع الأول
في الوقت الذي يسهل فيه تحديد مشاكل البنية التحتية ونقص المباني المدرسية وتعويضها بالمستأجر ومدى تأثير ذلك على البيئة التعليمية، تبقى الأمور الفنية مبهمة لحين جلوس الطلبة على المقاعد الدراسية ومباشرة الدوام الرسمي.
في عودة مجددا الى لغة الاستعداد، فان كافة مدراء التربية الذين تحدثت معهم “الغد”، أجمعوا على الانتهاء من كافة التجهيزات وأن مدارسهم جاهزة تماما لاستقبال الطلبة.
ومع إقرار متواضع بوجود نقص بالمعلمين والذي سيتم تغطيته من خلال التعليم الإضافي، فان كافة المدارس وفق مدراء التربية لا يوجد بها نقص قد يعيق سير عملية تلقي الطلبة لدروسهم هذا العام.
وفي اقتباس تكرر في تصريحات مدراء التربية، “فقد تم الانتهاء من كافة التجهيزات اللازمة لبدء العام الدراسي الجديد ضمن بيئة تعليمية سليمة وآمنة، وإجراء الصيانة اللازمة للأبنية المدرسية وتوفير المقاعد والكتب المدرسية في غالبية التخصصات والتجهيزات الصفية والكوادر البشرية من خلال تعيين معلمين جدد وتعويض النقص على نظام التعليم الإضافي”.
في المقابل، فإن الطلبة هم أكثر المتضررين من مشكلة النقص وطريقة تعويضه، إذ يقول حازم عبد الله -اسم مستعار- لطالب في الصف الثامن بمدينة اربد، ويدرس في احدى المدارس المستأجرة وتعاني من عدم وجود ساحات وضيق في الغرف الصفية، إضافة إلى عدم وجود مختبرات، “أن نقص المعلمين بداية كل عام دراسي مشكلة تؤرق العديد من الطلبة”، لافتا إلى أن “العديد من الصفوف تبقى لأسابيع دون مدرسين بسبب وجود نقص في عدد المعلمين”.
كما يرى الطالب حسن حوامدة بلدة سكاب في محافظة جرش “أن مدرسته تعاني من نقص بالمعلمين وخاصة تخصص الرياضيات وبعض التخصصات العلمية وفي كل عام يتم تأمينهم بمدرسين على التعليم الإضافي ولا يكونوا بنفس مهارة وكفاءة وخبرة المعلمين المعينين رسميا والذين تلقوا التدريب والتأهيل المناسب”.
وأوضح، “أنه في كل عام يظهر نقص في تخصصات معينة بعد حدوث التنقلات بين المعلمين، ويتم التعويض من خلال التعليم الإضافي”، معتبرا “أن معلمي الإضافي خبرتهم قليلة ولا يعتمدون أساليب التدريس الحديثة”.
إربد.. تتصدر المشهد بالتحديات
في ظل غياب دراسات علمية عن واقع المدارس الحكومية بالمحافظات، فإن تشخيص المشاكل سيبقى في دائرة وجهات النظر، فيما تتصدر إربد المشهد بعد أن أظهرت دراسة تم الإشارة لها آنفاً حجم المشاكل التي تعاني منها مدارسها رقمياً.
ووفق الدراسة فإن تقییم واقع المدارس الحكومیة في محافظة اربد خلال جائحة كورونا، كشفت أن ما نسبته 83.3 % من الأهالي یعاني أبناؤهم نفسیاً وجسدیاً من الاكتظاظ في الغرف الصفیة.
كما بينت الدراسة أن ما نسبته 71.3 % من الأهالي غیر راضین عن جودة التعلیم والمعرفة المقدمة لأبنائهم في المدارس الحكومیة وأنها لا توازي ما تلقوه في المدارس الخاصة.
وجاء عرض الدراسة خلال جلسة نقاشیة ضمن مبادرة تقییم واقع المدارس الحكومیة في محافظة إربد خلال جائحة كورونا مع صناع القرار والإعلام المحلي، وبينت اتساع “نظام الفترتين”، يهبط بجودة التعليم وذلك ضمن أنشطة المبادرة التي ینفذها مجموعة من الشباب والشابات بالتعاون مع مركز الحیاة – راصد وبدعم من الوكالة الأميركیة للتنمیة.
وهدفت المبادرة إلى تقییم واقع المدارس الحكومیة داخل قصبة اربد وقدرتها على التغلب على مشكلة الاكتظاظ في ظل جائحة كورونا وذلك على إثر انتقال أعداد كبیرة من طلاب المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومیة.
ووفق الدراسة، فإن 80.3 % من الأهالي غیر راضین عن حالة الغرف الصفیة والبنیة التحتیة في مدارس أبنائهم، وهنالك ما نسبته 83.3 % من الطلبة تأثر تحصيلهم العلمي سلبا بسبب الاكتظاظ في الغرف الصفیة.
وبينت الدراسة أن 91.7 % من الطلبة قالوا إن المعلم يواجه صعوبة في ضبط زملائهم في الغرفة الصفیة بسبب العدد الكبیر للطلبة، فيما 96.6 % نسبة المدراء الذین أكدوا على عملیة ازدیاد والاقبال على المدارس الحكومیة خلال جائحة كورونا.
وكشفت الدراسة أن ما نسبته 86.6 % من المدراء قالوا إن نسبة عدد المعلمین غیر كاف لاستقبال الطلبة، و75 % اوضحوا بأن السبب في قصور إیجاد الحلول البدیلة التي تستجیب للمشكلة بشكل سریع هي غیاب الدراسات والأبحاث التي توضح آثار مشكلة الاكتظاظ في مراحل سابقة.
بينما يعتقد 91.6 % أن غیاب التشاور مع القطاع الخاص في التعلیم ساهم في تفاقم مشكلة الاكتظاظ والضغط على القطاع الحكومي.
وأوصت الدراسة بزیادة أعداد المعلمین في المدارس الحكومیة ووضع متوسط لأسعار المدارس الخاصة، وذلك لتتناسب مع أولیاء الأمور ذوي الدخل المتوسط كما أوصت بفتح مدارس حكومیة أو استئجار غرف صفیة لاستقبال الطلبة الجدد.

الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة