مزارعو الزيتون في عجلون يترقبون “الموسم الأهم” ويستبشرون بإنتاج وفير
–
يترقب الكثير من المزارعين في عجلون موسم الزيتون الذي يحلو لهم تسميته بـ”شيخ المواسم وعمدتها”، ذلك أنهم يعدونه مصدر غذائهم ورزقهم الأساسي، في حين يستعدون لمرحلة جني الثمار التي أوشكت على القدوم مطلع الشهر المقبل.
المزارعون يؤكدون أنهم يتوقعون موسماً جيداً هذا العام من حيث الوفرة في الثمار، وأنهم سيحظون بجني كميات تمكنهم من بيع بعضها لغايات “التخليل”، وعصر الجزء الأكبر ليحظوا بكميات زيت جيدة، بحيث يبقون بعضها لاستهلاك أسرهم، ويبيعون الفائض بأسعار جيدة تلبي احتياجات عوائلهم الأخرى، وتمكنهم من دفع كلف رعاية أشجارهم السنوية.
ويقول المزارع جميل عبدالله، إن “موسم الزيتون من أهم المواسم، الذي تُعد له العدة، وينتظره الجميع بفارغ الصبر، مزارعون وتجار ومستهلكون، يتلهفون لتحصيل منافع وخيرات كثيرة من شجرة ما تزال تتشبث بأكتاف عجلون منذ مئات السنين، لتغدق عليهم الخير بموسم قطاف يمتد لأكثر من شهرين”.
ويصف عبدالله، هذا الموسم الذي يبدأ مع نهايات الشهر الحالي بقطف الثمار المخصصة للتخليل كما درجت العادة كل عام، بأنه “عمدة وشيخ المواسم ومن أهم أبواب الرزق والخير التي تغمر الجميع، لتبدأ بصاحب الزيتونة، مروراً بتجار الجملة والتجزئة، وممتهني ما يعرف بـ(البعارة)، وصانعي الزيتون المخلل، وصانعي وبائعي حلوى الهريسة التي يكثر طلبها خلال موسم القطاف، وصولا إلى أصحاب المعاصر”.
ويقول حسان عنانبة، إن “أصحاب المعاصر يشكل لهم موسم الزيتون فرصة لكسب المال كأجور عصر، وتشغيل العشرات من الشباب في عصر الثمار”، مبينا، أن “المزارعين يحتفظون بجزء من الزيت والمخلل كـ(مونة) لأسرهم، ويكسبون مبالغ من بيع الفائض لسداد التزامات أخرى”.
وأكد عنانبة، أن “أصحاب المعاصر يبدأون في هذه الأوقات بتجهيز معاصرهم وتفقدها وتجربتها تمهيداً للحصول على التراخيص من الجهات المعنية من الزراعة والبيئة لضمان الالتزام بالاشتراطات الضرورية”.
وتمنى المزارع عيسى الشريدة، أن “لا يحدث تغيير وارتفاع في أسعار عصر الزيتون هذا العام، إذ إنهم ينتظرون موسم قطاف ثمار الزيتون في كل عام، للتزود بمادة غذائية أساسية لهم، واستغلال الفائض من إنتاج مزارعهم لسداد ديونهم وتلبية احتياجاتهم”، مؤكداً، أن “موسم الزيتون يعد من أهم المواسم في محافظة عجلون، نظراً لانتشار الأشجار المعمرة والحديثة في جميع مناطق المحافظة، والتي توفر كميات جيدة وأفضل من أي ثمار أخرى، بحيث يتزود السكان بمادة الزيت ويخللون كميات من الثمار، إضافة إلى بيع الفائض بمبالغ لا بأس بها”.
أما المزارع عبدالله إسماعيل، فيقول إن “موسم الزيتون في محافظة عجلون يبقى من أهم المواسم الزراعية التي ينتظرها المزارعون والتجار وأصحاب المعاصر، وتجار الجملة وأشخاص اعتادوا جمع كميات متفرقة من مخلفات الكروم (البعارة)، فهو يشكل لهم باب رزق ينتظرونه بفارغ الصبر”.
وأضاف إسماعيل، أن “المزارعين حين يبدأون بجني ثمارهم المخصصة للتخليل أو العصر، فهذا يعني أن ثمة معاصر ستدور رحاها، مشغلة أيد عاملة، كما أن معامل متخصصة بصناعة حلوى (الهريسة) ستبدأ بالعمل، إذ تنشط وربما يقتصر عملها على هذا الموسم”.
وأشار إلى أنه “خلال أيام، ومع بدء تساقط بعض الثمار، فإن أشخاصاً سيبدأون بعملية شراء وتجميع كميات من ثمار الزيتون على طريقة التجزئة أو ما يعرف بالشراء بالكيلو، بحيث يشترون من أشخاص كميات بسيطة تصل إلى بضعة كيلوغرامات، ومن ثم يعملون على تجميعها وعصرها عند تشغيل المعاصر، ويواصلون ذلك أولا بأول طيلة الموسم، محققين بذلك أرباحاً لا بأس بها لقضاء احتياجاتهم ومتطلبات أسرهم”.
ويقول حابس الجمل، إنه “عادة ما ينتشر هؤلاء الأشخاص على مفترقات الطرق القريبة من مزارع الزيتون، مستعينين بالموازين وأدوات الكيل، فيما يمارس بعض أصحاب البقالات والمحال التجارية هذه الطريقة”، مؤكدا، أنها “تحقق أرباحا جيدة، كما يلجأ هؤلاء الأشخاص في مواقعهم إلى توفير ماكينات مخصصة لرصع الزيتون مقابل أجور بسيطة، إضافة إلى بيع نوع من الحلوى الشائعة والمرغوبة في هذا الموسم تدعى الهريسة”.
وأكد الجمل، أنه “امتهن هذه الطريقة منذ سنوات، وهي تحقق له مردوداً جيداً خلال موسم الزيتون، يمتد منذ أواخر أيلول (سبتمبر) وحتى نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام، إذ يشتري هذه الكميات بالتجزئة، وبكميات بسيطة تتراوح ما بين 3 إلى 7 كيلوغرامات من الشخص الواحد، ويتم تجميعها لتكون كميات ملائمة تصل إلى نصف طن أو طن على أقل تقدير ليتم عصرها أولا بأول وبيع مادة الزيت”.
وأوضح، أن “هذه الكميات يتم شراء بعضها من المزارعين أنفسهم، وأخرى يتم شراؤها ممن لديهم كميات بسيطة لا تستقبلها المعاصر، إضافة إلى شراء كميات أخرى من فتية وأشخاص امتهنوا (البعارة)، وهي جمع ما لم يستطع المزارعون الوصول إليه، وخلفوه على أشجارهم، بحيث يبدأ يتساقط مع النضج وهبوب الرياح”.
ويقول أيمن هزايمة، إن “موسم الزيتون تنشط فيه صناعة حلوى الهريسة، إذ تصبح في هذا الموسم مرغوبة للسكان والمزارعين الذين يمضون يومهم في قطف الثمار”، مشيراً إلى أن “كثيراً من البقالات والمحال التجارية تحرص على توفيرها، وكذلك الأشخاص الذين يمتهنون شراء ثمار الزيتون بالقرب من المزارع البعيدة نسبياً عن الأسواق”.
ويؤكد عبدالوحيد، أنه “يستطيع أن يوفر مبالغ جيدة ينفقها على أسرته من خلال جمع كميات من ثمار الزيتون التي تتساقط عن الأشجار بعد أن يكمل أصحابها قطافها، بحيث يقوم ببيعها لهؤلاء التجار بأسعار جيدة، محققاً دخلاً ينفقه على أسرته”.
ويتوقع، أن “تشهد الأيام القليلة المقبلة، بدء أصحاب المعاصر بتحضير معاصرهم وتجربتها، خصوصاً مع توقع استقبال كميات جيدة من الثمار الموسم الحالي، فيما ستعمل مديرية الزراعة والجهات الرقابية المختلفة على متابعة تلك المعاصر، والتأكد من جاهزيتها بما يضمن السلامة والصحة العامة وعدم مخالفة الاشتراطات البيئية للتراخيص”.
يُذكر أن المحافظة تتميز بأشجار الزيتون المعمرة “الرومي والمهراس”، والتي تتفرد بجودة زيتها وثمارها، كما أن كثيراً من الأراضي الزراعية تم استصلاحها وزراعتها بأشجار الزيتون منذ بضع سنين.
ودعا عضو مجلس المحافظة منذر الزغول، وزارة الزراعة إلى دعم مزارعي الزيتون من خلال حماية المنتج والحفاظ على سعر مناسب له، وعدم استيراد مادة الزيت خلال الموسم، والمساعدة في عملية التسويق وضمان سعر مناسب.
وبصفته منسقاً لمهرجان الزيتون السنوي في عجلون، بين الزغول، أن المهرجان سيقام في أواخر الشهر المقبل، بهدف الترويج للزيت والزيتون العجلوني، وسيكون بمشاركة عشرات الجمعيات والأسر والأفراد.
وأوضح، أن الهدف من إقامة هذا المهرجان السنوي يأتي لتشجيع الأفراد والأسر العاملة في هذا المجال لاستدامة العمل ودعمهم بمختلف الطرق والسبل، معرباً عن أمله في أن يسهم هذا المهرجان في تسليط الضوء على المنتجات العجلونية، وخاصة الزيت والزيتون، والمساهمة في تسويقه داخل وخارج الأردن.
ووفق مصادر مدير زراعة المحافظة فإن متوسط الإنتاج السنوي من ثمار الزيتون في المحافظة يُقدر بزهاء 40 ألف طن زيتون، بحيث يتم تحويل 39 ألف طن منها إلى مادة الزيت وبكمية تُقدر بـ 8 آلاف طن، فيما يتم استغلال ألف طن منها للكبيس. وأشارت المصادر إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون في المحافظة تقدر بـ86 ألف دونم.
وأكدت المصادر ذاتها، أن المديرية تبذل قصارى جهدها لضمان عدم ارتكاب بعض المعاصر لمخالفات بيئية أثناء الموسم، مبينة أنها ستبدأ بالتعاون مع لجنة السلامة العامة في المحافظة بالكشف على 15 معصرة متواجدة في المحافظة، للتأكد من التزامها بكافة شروط التراخيص ومعالجة السلبيات، والاستمرار بالجولات على المعاصر طيلة الموسم لضمان التزامها باشتراطات الترخيص ولضمان نقل مخلفات العصر “الزيبار” بالصهاريج إلى مكب الأكيدر.
الغد/ عامر خطاطبه