مناطق في جرش تحت خط العطش

تعاني قرى وبلدات في محافظة جرش، من عدم انتظام وصول مياه الشرب الى منازلهم منذ أسابيع، وانقطاع وصولها تقريبا الى بعض هذه المناطق، منذ نحو شهر ونصف، في ظل ما تشهده المملكة من ارتفاع كبير على درجات الحرارة، وازدياد طلب المواطنين على المياه.
وأكد أغلبية قاطني مخيمي جرش وسوف ومناطق مرتفعة في بلدة ساكب وأحياء عديدة في مدينة جرش، أن مياه الشرب لم تصل الى منازلهم منذ أسابيع، ما أجبر غالبيتهم على شراء مياه الصهاريج، وهذا بدوره يزيد من اعبائهم المالية وتحكم أصحاب الصهاريج بأسعار المياه، واستغلال الحاجة، لانعدام الرقابة على “تجار المياه”، الى جانب تحكمهم في عمليات التوزيع.
وقال سكان في عدة مناطق بالمحافظة، إنهم محرومون من مياه الشرب منذ أسابيع، وإنهم تقدموا بشكاوى الى مديرية مياه جرش، حول معاناتهم المستمرة خلال هذه الفصل الصيفي الحار، لكن أحدا لم يستجب لهم.
ويشكوا قاطنون في مخيم جرش من نقص وصول مياه الشرب الى منازلهم، وفي حال وصولها، فإنها تكون ضعيفة، ويجري ضخها اليهم بعدد ساعات قليلة، وان عملية توزيع الادوار والحصص غير منتظمة، لافتين الى الظروف التي يعيشونها في هذا الصيف القائظ وتفشي الإصابات بفيروس كورورنا في المخيم، يجعل الطلب على المياه ملحا في هذه الظروف الاستثنائية.
وأكدوا أن مياه الشرب لا تصل أحياءهم، بخاصة المرتفعة منها، وأنها حين تصل تكون غير منتظمة وضعيفة ولمدد بسيطة جدا، بحيث انها لا تغطي احتياجات الأسر، وهذا بدوره يضطرهم للاستعانة بشراء صهاريج مياه، ما يكبدهم مبالغ إضافية في ظل ظروف معيشية صعبة يعيشونها أساسا.
وقال محمد جراوين من سكان مخيم جرش، إن أبناء المخيم، محرومون من الحصول على مياه الشرب منذ بداية فصل الصيف، وقد تقدموا بشكاوى الى لجنة خدمات المخيم ومديرية مياه جرش والمحافظة، لكن الاستجابة لشكاواهم ضعيفة.
وأوضح أنهم يضطرون إلى تعبئة جالونات المياه من العيون والينابيع غير الصالحة للشرب اصلا، أو أن بعض الأسر تتشارك بشراء مياه صهريج غير صالحة للشرب، كون المياه الصالحة تشهد ارتفاعا كبيرا في الطلب عليها، الى جانب ارتفاع أسعارها، اذ يقدر ثمن الـ4 م3 منها بـ18 دينارا.
وأضاف المواطن أمجد الفريحات من بلدة ساكب، أن مياه الشرب لم تصل منازل البلدة منذ شهرين، برغم محاولات الأهالي المستمرة لإبلاغ مديرية مياه جرش بهذه المشكلة، لكن ما تحصل غالبية الأسر عليه، لا يتعدى المترين المكعبين من مياه الشرب عن طريق صهاريج تابعة للمديرية، وما يحتاجونه من كميات إضافية لتغطية حاجتهم الملحة للمياه، يشترونه عن طريق صهاريج خاصة، تصل كلفة الواحد منها في أدنى الاحوال الى 75 دينارا، وهو مبلغ مرهق مقارنة بالظروف الاقتصادية التي يمر بها المواطنون.
وبين أن سبب هذه المعاناة مرده ارتفاع البلدة الى جانب عدم تقوية الضخ من مصادر المياه، ليساعد على وصولها الى منازلهم، وهذا يتطلب اعادة النظر في طرق ضخ المياه في مثل هذه الاوقات وغيرها الى المناطق المرتفعة.
وأكد المواطن موسى القادري من سكان حي جبل العتمات بمدينة جرش، أنهم محرومون من مياه الشرب منذ أسابيع، ويعتمدون على مياه العيون والينابيع للحصول على المياه، عبر تعبئة جالونات صغيرة، تغطي حاجتهم ليوم واحد أو اثنين في أحسن الظروف.
وبين القادري بأنهم راجعوا مديرية مياه جرش في هذه المشكلة لأكثر من مرة، ولكن الاستجابة لمشكلتهم ضعيفة، لافتا الى ان غالبية قاطني الحي يمتلكون خزانات صغيرة، لعدم قدرتهم على شراء خزانات إضافية، وفي الوقت نفسه، عدم قدرتهم على شراء مياه الشرب من صهاريج خاصة، يستغل أصحابها حاجتهم للمياه، برفعهم لأسعارها وتقليل كمياتها.
إلى ذلك، قال رئيس لجنة خدمات مخيم جرش عبد الكريم عابد، إن أحياء واسعة في المخيم، تعاني من نقص في مياه الشرب، ومنها لم تصلها المياه منذ أسابيع طويلة، برغم المراجعات والشكاوى المتعددة التي يتقدمون بها الى مديرية مياه جرش.
وأكد أن قاطني المخيم غير قادرين على تجميع مياه الشرب في حال ضخها لفترات طويلة، بخاصة وأن الطبيعة الجغرافية والاجتماعية والسكانية، لا تمكنهم من تخزين المياه، ولا يسمح لهم ببناء خزانات لتجميع المياه، ويحتاجون الى ضخ مياه الشرب إسبوعيا لتغطي حاجتهم.
وحاولت “الغد” الاتصال بمدير مياه جرش المهندس محمود الطيطي اكثر من مرة، لعرض هذه المشكلة عليه، وتبين أسباب عدم الاستجابة لشكاوى قاطني المناطق المحرومة في المحافظة من وصول المياه اليها، لكنه لم يستجب لأي اتصال.
وقال مصدر مطلع في المديرية، إن الطلب على مياه الشرب ارتفع بشكل كبير في الفترة الماضية، في وقت ارتفعت فيه درجات الحرارة على نحو كبير، ما زاد من احتياجات المواطنين للاستخدام المائي، لافتا الى ان ظروف انتشار فيروس كورونا، تتطلب متابعة مستمرة لتنظيف المنازل والنظافة الجسدية، ما يزيد الحاجة للمياة.
وأكد أن مثل هذه الظروف، تتطلب من الجهات الرسمية المعنية بالمياه الى زيادة الضخ، وتنظيم الأدوار ووقف “تجارة المياه” عبر الصهاريج التي ترهق كاهل المواطنين، وتستغل ظروفهم بسبب الحرارة المرتفعة.
وبين المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن سبب ضعف الضخ للمخيم، هو تعداده السكاني الكبير وقلة المياه التي تنتجها المصادر المائية التي تزوده، الى جانب الاستخدام الكبير للمياه.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة