من أفكار بسيطة إلى مشاريع إنتاجية.. قصص نجاح يسطرها عجلونيون

عجلون- بدأها بفكرة لتحسين دخله وتلبية متطلبات أسرته المتزايدة، لكنها ما لبثت أن تطورت يوما بعد يوم، للتحول إلى استثمار مكنه من تأمين دخل ثابت لاسرته في واحدة من قصص النجاح التي تبدأ بمشروع إنتاج متواضع وتصل إلى الريادة في الإنتاج.

هذا ما فعله ماجد الغزو من محافظة عجلون، الذي بدأ قبل سنوات بتنفيذ فكرة شراء كميات متواضعة من حليب الأغنام والأبقار من المزارعين لغايات تصنيع مشتقات الحليب وبيعها للأقارب ليطور عمله بعد ذلك وبات اليوم يشكل له مصدر دخل ثابت.

يقول الغزو “بدأت العمل في إحدى غرف المنزل، الآن امتلك معملا، واقوم وبمساعدة من أفراد أسرتي بتصنيع كافة منتجات الحليب”.

وفي ظل محدودية فرص العمل بالمحافظة، ينصح الغزو باستثمار الفرص المتاحة كتصنيع وبيع أنواع من المنتجات المحلية الزراعية والحيوانية، فهي تشكل فرص عمل وباب رزق يحقق مردودا جيدا يمكن الأسر من تحقيق دخل مناسب.

ويزيد أن هناك الكثير مما تجود به الأراضي الزراعية في مختلف مواسم السنة من خيرات طبيعية، بحيث يشكل الاتجار بها باب رزق، ويستطيع من يعملون بهذا المجال الاعتماد على مردودها في دفع نفقات مشاريعهم، وتلبية احتياجات أسرهم المتزايدة.

ويقول حسين أحمد، إن الأراضي الزراعية وفي مختلف المواسم تجود بخيرات كثيرة يمكن استثمارها، كجني وبيع ثمار اللوز والأسكدنيا، والفول والحمص الأخضر والبازيلا، كما يجد مربو الثروة الحيوانية ببيع أنواع عديدة من مشتقات الحليب، كاللبن والرايب واللبنة والجميد والجبنة والزبدة والسمن البلدي مصدر دخل.

ويؤكد عجلونيون انهم وجدوا فيما يطلقون عليه “خيرات عجلون” فرصة جيدة لتأمين مصدر دخل، فيما يعتمد أغلبهم على تسويق منتجاتهم عبر بيعها لتجار الجملة أو من خلال بيعها للسكان بعد عرضها في الأسواق، فيما تباع أغلب الكميات عبر الطلبات المباشرة خصوصا مشتقات الحليب.

ويقول صبحي الخطاطبة إنه يبدأ في هذا الوقت من العام، وبعد أن يتم بيع مواليد المواشي خاصته، بتجميع كميات الحليب، ويتم صناعة اللبن والزبدة وبيعها للمعارف والسكان، ما يوفر له مصدر دخل يستطيع من خلاله شراء الأعلاف لماشيته، واستغلال ما يتبقى لقضاء حوائج الأسرة الأخرى.

ويرى المزارع أحمد أبو رمزي أن زراعة بعض الأراضي بالبقوليات كالفول والبازيلا بات يشكل مصادر رزق جيدة، بحيث يمكن المزارعين من رعاية أراضيهم ويوفر لهم مبالغ جيدة تعينهم على قضاء حوائج أسرهم المتزايدة.

وزاد أن بعض المزارعين يعرضون ما يجنونه من كرومهم في هذا الوقت من العام، كاللوز والأسكدنيا، ما يوفر لهم مردودا جيدا.

ويؤكد المزارع محمد أبو حمزة إن أغلب المزارعين يعانون من تسويق بعض منتجاتهم حاليا، إما لتراجع الطلب عليها، والأهم من ذلك عدم وجود أسواق شعبية حتى اللحظة تمكنهم من عرض الفائض من تلك المنتجات.

وزاد أن هناك كثيرا من المواسم التي يجني خلالها المزارعون أنواعا عديدة من الفاكهة الصيفية والتي تشكل لهم باب رزق يمتد لأكثر من 4 أشهر خلال الصيف، داعيا الجهات المعنية إلى إنشاء معارض دائمة لخدمة المزارعين في مختلف مناطق المحافظة.

ويقول محمد عنانبة إن كثيرا من المزارعين يضطرون إلى عرض ما يتحصلون عليه من إنتاج الثمار ومشتقات الألبان مباشرة في الأسواق، ما يجعلهم عرضة في أحيان كثيرة إلى مخالفتهم ومنعهم من قبل الجهات الرقابية، مطالبا بتخصيص مواقع محددة لهم لتسويق منتجاتهم.

وتقول السيدة صباح أم أحمد، إن مثل هذه المهمة، أصبحت تحقق لها فرص عمل كريمة، تقيها الجلوس بلا عمل في المنزل.

يشار إلى أن وزارة الزراعة، استحدثت في وقت سابق برامج للتدريب على التصنيع الغذائي للشابات والشباب في المحافظة، في مسعى منها للحد من تفاقم البطالة بين صفوفهم، حيث تمكنت من تدريب المئات منهم.

في هذا الخصوص، اشارت المستفيدتان من التدريب وعد الزغول وعبير شويات، عن سعادتهما بالانخراط في هذه البرامج، وأكدتا أنه أسهم بفتح آفاق لهما، للحصول على عمل مجد، يمكنهما من إقامة مشاريع خاصة بهما، بعد الانتهاء من التدريب، عن طريق الدعم بالمنح والقروض.

وتقول أم حمزة إن سيدات وفتيات استطعن إنشاء مشاريعهن الخاصة وتطويرها، وتمكن من خلالها من إعالة أنفسهن وأسرهن، مشيرة إلى أن بعضهن يعملن في صناعة وبيع المواد الغذائية بأنفسهن أو من خلال الجمعيات، فيما استطاعت آخريات من تحويل أجزاء من المنازل إلى مطاعم ريفية تقدم أكلات شعبية من المنتجات المحلية الريفية، بحيث باتت تلقى رواجا وإقبالا من قبل الزبائن، وتدر دخلا جيدا.

وكانت مجموعة من الفتيات في المحافظة، اندفعن نحو تحسين أوضاعهن، عن طريق الحصول على التدريب في التصنيع الغذائي، مستفيدات من البيئة العجلونية الزراعية المنتجة لمحاصيل زراعية، يمكن ان تستغل في التصنيع الغذائي على نحو جيد.

تلك السيدات والفتيات، أكدن أن مثل هذه المشاريع تحقق لهن فرص عمل كريمة في منازلهن، وتقيهن الجلوس بلا عمل، ويساعدن أسرهن على تأمين لقمة العيش.

وكانت جمعيات خيرية قدمت دعما لزهاء 20 مشروعا منزليا إنتاجيا للسيدات بهدف تشجيعهن على تطوير أعمالهن لإعالة أسرهن.

وأكد رؤساء جمعيات تعاونية، وقائمون على معهد التدريب والشركة الوطنية للتدريب والتشغيل في المحافظة، أهمية برامج التدريب على التصنيع الغذائي، كونها تسهم في خلق مناخ إنتاجي في المحافظة، وتسويق المنتجات الزراعية في إطار جديد، يحقق إقبالا من المواطنين، والزوار لما تتميز به المنتجات الزراعية العجلونية من جودة.

ويقول منذر الزغول، إن عدة جهات تطوعية تحضر حاليا لإقامة معرض للمنتجات العجلونية في ساحة قلعة عجلون، مؤكدا أن هذا المعرض الذي ينظم سنويا سيتيح للعديد من الجمعيات والمزارعين تسويق هذه المنتجات التي يعتمدون عليها في معيشتهم.

ويقول مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، إن المحافظة تشتهر في العديد من المنتجات المحلية، وتشمل الفاكهة الصيفية ومنتجات حيوانية متنوعة من مادة الحليب.

وأكد أن المديرية تقدم كافة أشكال الدعم للمزارعين، سواء من خلال تقديم المنح والقروض، وتوفير الإرشاد والعلاجات.

من جهته، أكد رئيس بلدية عجلون الكبرى حمزة الزغول، أن البلدية بدأت بتنفيذ عطاء لإنشاء مشروع سوق ريف عجلون السياحي بقيمة 700 ألف دينار وهو مبنى يتكون من 3 طوابق؛ الطابق الأول يتضمن سوقا دائما للمنتجات اليدوية والتراثية ومنصة إلكترونية لتسويق المنتجات ومنصة إلكترونية للتغليف والطابق الثاني يضم مطعما وكوفي شوب (بانوراما) مطل على قلعة عجلون، فيما يتكون الطابق الثالث من قاعة مخصصة لجلسات تصوير المناسبات، وحفلات التخرج.

عامر خطاطبه/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة