نصيحة…. احذروا التافه والتفاهة …./ د.رياض خليف الشديفات

التافه…التفاهة …. التوافه …. عائلة ممتدة في هذا الزمن تجد فروعها واغصانها وجذورها أينما يممت سمعك وبصرك ووجهك وتفكيرك وحواسك …. تفاهة في المناسبات والطرقات، وتفاهة في نوعية البرامج التعليمية التي لا جدوى منها لا على الصعيد العلمي ولا على الصعيد العملي، وتفاهة في السلوك ترى من خلالها نفايات السلوك تتصدر المشهد بدءاً من الكلمات التي نسمعها رغم عن انوفنا، أو من خلال حجم النفايات المستهلكة التي يقذف بها المستهلك من شباك سيارته وامام بيته ومحله التجاري، أو من خلال وسائل الإعلام وما تبثه من القيم الجديدة … فهذا زمن الرويبضة …..
وقد يكون التافه شخصاً كحال أدعياء الثقافة والمعرفة والعلم وبعض متصدري الوجاهة الاجتماعية بحثاً عن موقع اجتماعي لهم تحت الشمس، وقد يكون التافه برنامجاً كحال كثير من برامج الطبخ في زمن الحرب والجوع في بلاد لا تجد قوتها الضروري، وقد تكون التفاهة فكرة يستميت أصحابها في الدفاع عنها رغم معارضتها للعقل والواقع، أو مقالاً يشتت الانتباه حول ما يجري من حولنا، أو تحليلا سياسيا أو إعلامياً يستجر أصحابه ما عفي عليه الزمن من الأفكار والتجارب التي ثبت فشلها في هذا العالم الممعن في ظلمه وطغيانه.
وقد يكون التافه تطبيقاً في التقنية المعاصرة بتفاصيله المتشعبة، وقد تكون التفاهة علاقات اجتماعية مبنية على ما لا فائدة فيه، أو رحلات عابثة تهدر الوقت والجهد والمال من باب التسلية وغياب الهدف والترويح عن النفس، وقد تكون كتاباً فارغاً من المضمون بعنوان براق كحال الكثير من المنشورات التي تسوق في عالم الكتب والإعلام.
لن استطرد كثيراً في مظاهر التفاهة التي تفرد اجنحتها على الكثير من تفاصيل حياة الناس تدل عليها طريقة اهتماماتهم في طعامهم وشرابهم ولباسهم وعلاقاتهم ونوعية برامجهم وتحليلاتهم اليومية حول مختلف القضايا رغم وجود مخاطر وجودية تهدد أمنهم الوجودي والحضاري والفكري من قبل أعداء الخارج والداخل، فليس من المعقول أن يكون لدى شعوبنا في عالمنا العربي كل هذه التحديات والمشكلات المستعصية، ولا زال بعضنا يمارس حياة العبث واللهو كحال طير مذبوح يرقص من الألم… فأيها القراء الكرام أكرموا أنفسكم بتجنب مواطن التفاهة ….فمن المروءة حفظ النفس عما لا يليق من الفكر والسلوك ، والله المستعان .
د . رياض الشديفات / المفرق

 

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة