وادي أبو محمود : عشرات القبور الرومانية المقطوعة بالصخر ودعوات لوضعها على الخارطة السياحية للمحافظة

تزخر منطقة وادي أبو محمود التابعة لمنطقة الساخنة في منطقة الصفا التي تضم قرى الساخنة والشكارة والفاخره والصفصافة والسوق والجبل الأخضر والخشيبة بعشرات القبور الصخرية التي كانت تستخدم كقبور في العصور الرومانية والبيزنطية .
وتعتبر منطقة وادي أبو محمود من المناطق السياحية الجميلة جداً ، حيث تزخر المنطقة بينابيع المياه وبوادي مياه كان يخترق المنطقة ، حيث أصبح يزور المنطقة آلاف الزوار في فصل الربيع للتمتع بأجواء الطبيعة الخلابة فيها .
وتكثر في المنطقة أشجار اللزاب والصنور والسنديان والأشجار المثمرة كأشجار الزيتون والعنب وغيرها ، حيث يعتبر زيتون المنطقة من أجود أنواع الزيتون في الأردن ، وغالبا ما يأتي العديد من أهالي المحافظات الأردنية للتزود من زيت وزيتون المنطقة .
ويشير خبير الأثار ومدير أثار عجلون الأسبق الدكتور محمد أبو عبيلة الى أن المنطقة سكنها الرومان والبيزنطيين ، لافتا الى أن هذه الرانات إنتشرت في المنطقة ومناطق أخرى في جرش وعجلون حيث كانت تستخدم كقبور صخريه في العصرين الروماني والبيزنطي ، مؤكدا أن عادات الدفن كانت على هذا الشكل في هذه العصور ،حيث يتم حفر الران بالصخر وحسب حجم المتوفي ، مؤكدا أيضا أن القبور إتخذت نماذج متعددة ومنها ما يكون على شكل بئر إسطواني كما هو الحال بخربة أم زيتونه .
ويضيف أبو عبيلة أنه بعد دفن المتوفي في هذه القبور الصخرية يتم إغلاق القبر بواسطة حجر إغلاق من نفس صخور المنطقة حتى لا يتم التفريق بين القبر والمنطقة الموجود فيها القبر .
كما أكد أبو عبيلة أن بعض هذه الرانات قد يكون إستخدم كمتاريس في الحروب التي كانت دائرة في تلك الأزمنة ، لافتا الى أن إستخدامها كقبور هو الإحتمال الكبير والأكيد .
الى ذلك أكد عدد من سكان المنطقة أن هذه المنطقة من المناطق المهملة والغير مدرجة على الخارطة السياحية لمحافظة عجلون بالرغم من جمالها الآخاذ والميزات السياحية والأثرية والزراعية التي تتمتع فيها ، لافتين الى أن المنطقة التي يزورها سنويا آلاف الزوار بحاجة ماسة لخدمات البنية التحتية وخاصة في مجال إكمال تعبيد طريق الصفصافة الساخنة ، مؤكدين أيضا أن غالبية زوار منطقة راجب يسلكون هذه الطريق في رحلتهم من والى المناطق السياحية في بلدة راجب .
كما طالب عدد من أهالي المنطقة وزوارها بإدراج منطقة وادي أبو محمود والقبور الصخرية فيها على الخارطة السياحية لمحافظة عجلون ، لافتين الى أن المنطقة بالإضافة الى منطقة الساخنة يوجد فيها المئات من القبور الصخرية التي تستحق أن تدرج على الخارطة السياحية للمحافظة ، إضافة الى ضرورة أن تقوم الجهات المعنية بالحفاظ عليها لانها توثق لعصرين مهمين تعاقبا على المنطقة وهم العصر الروماني إضافة الى العصر البيزنطي .
من جانبه أكد مدير أثار عجلون الدكتور إسماعيل ملحم أن محافظة عجلون غنية بالمواقع الأثرية ، لافتا الى أن المحافظة يوجد فيها أكثر من 200 موقع أثري ، مؤكدا أن دائرة الأثار العامة تبذل جهودا إستثنائية للحفاظ على هذه المواقع من العبث والخراب .
وأكد ملحم أنه سيتم زيارة منطقة وادي أبو محمود وغيرها من المناطق التي يوجد فيها قبور صخرية للوقوف على أرض الواقع على واقع المنطقة وإتخاذ الإجراءات الممكنة للحفاظ على هذه الكنوز الأثرية الأثرية التي تزخر فيها محافظة عجلون .

ويذكر أن الران هو حفر يأتي في وسط الصخر ويأتي اما بشكل مستطيل أو مربع أو مثلث أو دائري ويعتبر هذا الأخير هو السائد والأكثر وجودا نظرا لسهولة حفره ، اما الأشكال المستطيلة والمربعة فتحتاج صخرة كبيرة وممتدة والران فقد استخدمته جميع الحضارات في جميع الأزمان ويتم غلقه بخلطة طينة الحكمة ومنها ما كان يستعمل ايضا لدفن مواد أخرى كالمواد الزراعية أو الحبوب أو الأسلحة أو الزجاحيات خاصة الرانات الكبيرة التي يتجاوز قطرها المتر.

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة