“أبطال الأردن”.. قصص واقعية من حياة أطفال ويافعين يسردونها إبداعيا

لطالما ارتبط مفهوم “الأبطال” في الأذهان بشخصيات خيالية، نتابع مغامراتهم في القصص والروايات والأفلام، بينما قد نغفل عن الأبطال الحقيقيين الذين يعيشون حولنا، ويجسدون بأفعالهم شجاعة وقدرة وتضحية.

 

منذ عقود، اعتاد الأطفال ربط كلمة “أبطال” بشخصيات تمتلك قدرات خارقة، بينما يغيب عنهم أن عالمنا الحقيقي مليء بأبطال حقيقيين، يجسدون بأفعالهم قيما نبيلة، ويقدمون تضحيات كبيرة من أجل الآخرين.

هؤلاء الأبطال الحقيقيون، قد يكونون من العائلة، الأقارب، الجيران، الأصدقاء، المعلمين، الزملاء وحتى الغرباء، لكن ما يميزهم هو شجاعتهم، مما يجعلهم مصدر إلهام يحفز على التميز واتخاذ القدوة الحسنة، لجعل المجتمع مكانا أفضل.
ولخلق تجربة تتيح للأطفال مساحة من الخيال القريب من الواقع، وتساعدهم على اكتشاف الأبطال الحقيقيين في حياتهم، انطلقت مسابقة “أبطال الأردن”، التي تدعو إلى اختيار أحد الأشخاص الملهمين وسرد تلك الأفكار بقصة قصيرة تحكي عنهم.
كانت منصة “مسودة” سباقة في هذه الخطوة الإبداعية؛ حيث تقدم مجموعة من الأعمال المميزة التي تدور حول إدارة المشاريع وتنظيم الفعاليات المختلفة. وتشمل هذه الأعمال مشاريع تنموية وإبداعية تساعد الأفراد على تحقيق أهدافهم، وتسويق أعمالهم.
وأطلقت المنصة، مؤخرا، مسابقة كتابة تدعى “أبطال الأردن”، تهدف إلى التعريف بـ”مسودة” وما تقدمه من مشاريع تنموية وإبداعية، إلى جانب إبراز قصص الأبطال الحقيقيين في الأردن.
وليس هذا فحسب، بل تشكل منصة “مسودة” مجتمعا نابضا بالحياة، يعزز الروابط بين الأفراد ويقدم لهم الدعم والتشجيع. فمن خلال هذا المجتمع، يمكن للكُتاب مشاركة أعمالهم مع الآخرين، والحصول على التغذية الراجعة، والاحتفاء بإبداعهم. وتتيح المنصة فرصة لتنمية مهارات الكتّاب وتطويرها.
في حديث خاص لـ”الغد” حول مشروع مسابقة أبطال الأردن، أوضحت منسقة المحتوى بالمشروع راية زكريا، أن منصة “مسودة” من إطلاق وإشراف كل من المبادرين دينا السعودي وعبد المجيد شومان، إلى جانب الأميرة بسمة بنت بدر من المملكة العربية السعودية؛ حيث قدموا مبادرات إبداعية تثري المجتمع، وكان أولها مسابقة “أبطال الأردن”، التي تعنى بإثراء المحتوى العربي والتوعية بمفهوم الأبطال في الحياة.
وتبين زكريا أن أي شخص يرغب بالمشاركة في مسابقة أبطال الأردن الكتابية عليه أن يركز على محتوى يضم قصة أو أفكارا حول وجود شخص أثر في حياته بطريقة إيجابية حتى اعتبره “بطلاً”، ويمكن للمشاركين كتابة قصة عن أنفسهم، مبرزين صفاتهم البطولية في ظروف معينة، وذلك بطريقة سردية مناسبة للمرحلة العمرية.
وأكدت زكريا أن باب المشاركة في مسابقة أبطال الأردن الآن بات متاحاً للجميع، ويستمر حتى 31 أيار (مايو) المقبل، ويتم الترويج لها لزيادة عدد المشاركين من مختلف الفئات العمرية، في المدارس والجامعات الحكومية والخاصة، من خلال برنامج خاص للترويج بعنوان “السفير”، بحيث يكون في الجامعات والمدارس سفراء يقومون بعمل شرح وترويج للمسابقة في محيطهم، كما سيكون هناك مسابقة وتحد لأفضل سفير ساعد على جذب المشاركين للمسابقة.
وتشيد زكريا بالعدد الكبير الذي يزداد يوماً بعد آخر للمشاركين في مسابقة “أبطال الأردن”، من خلال التسجيل في منصة مسودة عبر موقعها الإلكتروني، ويمكن لأي شخص الاطلاع على تفاصيل المشاركة لكل فئة على حدة، من خلال زيارة الموقع الإلكتروني، وهي خمس فئات من المراحل الأولى للصفوف الأولى، وحتى الجامعة، والجمهور العام ولأي مرحلة عمرية كانت، مع الالتزام بشروط معينة يتم تحديدها. بيد أن المسابقة لا تحدد للمشاركين طبيعة اختيارهم لأبطالهم، بل لديهم الحرية في اختيار أبطالهم أياً كانت طبيعة عملهم، وعلى اختلاف جنسياتهم، ولكن أن يكونوا من المقيمين في الأردن، أو أردنيين مقيمين بالخارج.
ووفق زكريا، فإن الأهداف في المستقبل بأن تكون هذه المسابقة أنموذجاً في دول أخرى مثل قطر، السعودية، البحرين، الإمارات، ألمانيا والنمسا، لذلك، كل دولة تشارك بأبطال من داخلها فقط، كان لزاماً على المشاركين في الأردن أن يكون أبطالهم من داخل الأردن، أو أردنيين مقيمين في الخارج، و”بطل الأردن” من شأنه أن يعزز الهوية الوطنية، والابتعاد عن فكرة أن الأبطال هم أشخاص من الخيال ووهميون، فلدينا شخصيات في مجتمعنا هم أبطال حقيقيون وواقعيون.
وعن الجوائز التي سيتم تقديمها للمشاركين الفائزين، قالت زكريا إنه سيكون هناك عدد من الفائزين الذين سيحصلون على جوائز، حيث تنقسم إلى قمسين؛ الجوائز الأولى عن طريق اختيار اللجان المخصصة وثلاثة فائزين، وهناك جزء آخر للجوائز، بأن يقوم المشاركون بنشر قصصهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبحسب أكبر عدد تصويت، سيكون هناك فائز واحد من كل فئة، أي بمعنى أنه سيكون هناك 20 فائزا يحصلون على جوائز.
كما سيكون هناك مشروع طباعة كتاب في المستقبل القريب بعد انتهاء المسابقة، عبر اختيار القصص الفائزة، وإصدارها في كتاب مخصص، يمكن الجمهور من قراءتها، وأي مشارك لم يتمكن من الفوز بالجوائز، سيتم توجيهه من خلال منصة مسودة وإيضاح الطريقة والمهارات المناسبة لكتابة القصص في المستقبل، وهذا كجزء من دور المنصة في عمليات الإبداع الإثرائي للمحتوى وللغة العربية.

تغريد السعايدة/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة