أبوعبيله : نقش فسيفساء خربة المقاطع أقدم كتابة فسيفسائية مؤرخة في الأردن

=

** خربة المقاطع في عبين كنوز تاريخية تعود للعصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية

** دعوات لإقامة متنزه وطني في المنطقة للحفاظ على هذه الثروة الوطنية الكبيرة. ولوضعها على الخارطة السياحية لمحافظة عجلون

**أبوعبيله : نقش فسيفساء خربة المقاطع أقدم كتابة فسيفسائية مؤرخة في الأردن

عجلون الإخبارية: تقع خربة المقاطع على مسافة (10كم) تقريباً شمال غرب مدينة عجلون، و(2كم) غرب قرية عبين، وإحداثيات الموقع حسب نظام التموضع الجغرافي ( الدرجات العشرية) (35.80100آ؛) شرقاً(32.37258آ؛) شمالاً، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر (1134م).

ويحيط بموقع الخربة ارض زراعية صبة،كما تمتاز بقربها من عدد من المواقع الأثرية الهامة( خربة ستات، عفنا، عابدة، عبكل).

ويقول مدير آثار عجلون الأسبق  الدكتور محمد أبو عبيلة    أن المساحة الإجمالية للآثار المنتشرة على السطح تقدر ب 50 ألف متر مربع تغطي الأشجار الحرجية ما نسبته (70%) من المساحة الكلية وأشجارها عبارة عن أشجار البلوط، والسنديان، والبطم، ويتراوح أعمار هذه الأشجار ما بين ( 20-40سنه )

وفي  نبذة تاريخية  عن المنطقة يقول أبو عبيلة  أنه طبقاً للقراءات السطحية والبقايا البنائية فانه يعود تأريخ الموقع للعصور الرومانية، والبيزنطية والإسلامية ( الأموي، الأيوبي، المملوكي، العثماني) ، ومن آثارها البنائية الباقية أساسات لجدران أثرية متهدمة، وكهوف مقطوعة في الصخر استخدمت كمساكن في العصور الرومانية والبيزنطية وآبار جمع مياه الأمطار ومعاصر للعنب، وكنائس بيزنطية تضم أرضيات فسيفسائية ملونه تحوي كتابات يونانية بعض منها مؤرخ الى 482م ، وتعتبر أقدم فسيفساء مؤرخة في الأردن (Vanelderen 1972.73-75 )

وأكد أبوعبيلة أن الموقع حظي بمسوحات وتحريات أثرية أجراها بعض الباحثين في القرن الماضي ومن هؤلاء الباحثين سيجفريد ميتمان ( Mittmann) عام 1970 الذي أجرى مسح شمل منطقة المقاطع ودير الليوس وعبين وعبلين وما حولهما وأعاد الاستيطان للموقع طبقا لملتقطات السطح الفخارية للعصر البيزنطي Mittmann1970.72 site174 )

وأضاف أبوعبيلة  أنه أجريت حفرية من قبل دائرة الآثار ما بين الأعوام ( 1970-1971) أسفرت الكشف عن كنيسة بيزنطية في الجزء الشرقي من الموقع أعقب ذلك دراسة لكتابة الإهداء باللغة اليونانية التي تزين أرضية الكنيسة من قبل الباحث فان الديرين( Vanelderen )

وتشير الدراسة حسب أبو عبيلة التي نشرت في حولية دائرة الآثار الصادرة عام 1972بأن نقش فسيفساء المقاطع أقدم كتابة فسيفسائية مؤرخة في الأردن ويرجع تاريخها لعام 482م( Vanelderen 1972.73-75 )

كما أشار الى الموقع الباحث جاتيانو بالومبو في مسوحاته في وادي اليابس ( Palumbo etal 1990.102)، وما بين الأعوام 2005-2008 قامت الباحثة اياتا كوستا بمسح شمل منطقة المقاطع وما حولها وعملت على توثيق جميع الآثار السطحية الظاهرة.

ويؤكد أبو عبيلة أن اللافت للنظر أن الكتابة اليونانية التي تزين صحن الكنيسة كتبت بأحرف يونانية وبمكعبات من الفسيفساء السوداء على خلفية من المكعبات البيضاء وهي في غاية الروعة والجمال وسر جمالها وروعتها أنها ذات مدلولات دينية واجتماعية وإدارية ومن مدلولاتها على سبيل الذكر لا الحصر ورود أسماء عربية مثل اسم أيوب وأسماء المتبرعين من رجالات الدين وجمهور المؤمنين، وان الإدارة الكنسية المحلية هي التي أشرفت على التمويل والبناء وان التبرع الجماعي من قبل أهل القرية لإنشاء الأبنية الدينية كان مألوفا وهذا ما نلحظه في نص الكتابة التي عثر عليها وترجمته إلى العربية على النحو الآتي:

“ يسوع من نسل العذراء في عهد التقي أيوب الكاهن وبراخوس وماغنوس رجال الدين الأتقياء وماكيدونيوس الخادم رصفت الأرضية الفسيفسائية بترع من أهل القرية سنة 545 الاندكتي السادسة“ وبحسب كتابه الإهداء والتكريس يعود تأريخ الكنيسة إلى عام 482م ( القرن الخامس الميلادي) حسب التاريخ البومبيائي.

كما يؤكد أبو عبيلة أن الأرض الأردنية على وجه العموم ومحافظة عجلون على وجه الخصوص قد شهدتا خلال عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية استقرار إنساني وازدهار اقتصادي ونشاط عمراني تجلى في البناء والعمران وهذا ما تؤكده المظاهر الأثرية في خربة المقاطع التي تعتبر واحدة من المواقع الأثرية الهامة في إقليمنا العزيز وستبقى بإذن الله نجوما متلألئة في سماء الأردن تشع بريق الحضارة والروائع والإبداع .

ويذكر أن وزير السياحة والاثار نايف الفايز السابق   زار منطقة المقاطع  وأوعز حينها بعمل دراسة لإقامة متنزه أثري بالمنطقة وذلك بالشراكة بين الوزارة ودائرة الآثار العامة وبلدية الجنيد .

من هنا عجلون الإخبارية ومن منطلق واجبها الإعلامي والوطني تدعو الى إحياء فكرة إقامة المتنزه الوطني في المنطقة وإتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها الحفاظ على هذه الثروة الوطنية الكبيرة  واستغلالها على الوجه الأمثل  ووضعها على الخارطة السياحية  لمحافظة عجلون ، وهذا يتطلب تعاون كافة الجهات المعنية من وزارة السياحة  والآثار ودائرة الآثار العامة ومجلس محافظة عجلون  وبلدية الجنيد والمحافظة .

ويذكر  أن مديرية ثقافة عجلون  ودارة عجلون للتراث والثقافة بصدد   توثيق  معلومات  تاريخية عامة  عن بعض المواقع الأثرية في المحافظة ضمن برنامج  (   على خطى أهل الهمم و)  وهو برنامج  ((توثيق تفاصيل الأبعاد  الأثرية والتاريخية  والتراثية للمكان العجلوني  ))

كما يذكر  أن مجلس محافظة عجلون يصص ف في العام الماضي  من موازنته ضمن قطاع الآثار مبلغ 15 ألف دينار لإجراء أعمال ترميم  في المنطقة ، ومن المنتظر أن يخصص المجلس مبالغ أخرى لمواصلة أعمال الترميم  في المنطقة .

 

تقرير/ منذر محمد الزغول

تصوير/ أحمد غالب الزغول ، عامر الزغول

 

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة