أبو عبيدة: لا صفقات تبادل يمكن أن نقبل بها قبل وقف العدوان على شعبنا

قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام “أبو عبيدة”، الخميس، إنه لا صفقات تبادل يمكن أن نقبل بها قبل وقف العدوان على شعبنا.
قال الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، إن مجاهدينا لا يزالون في الميدان يتصدون للعدوان، وقد بلغت حصيلة الآليات التي استهدفها مجاهدونا أكثر من 825 آلية عسكرية، بين ناقلة جند ودبابة وجرافة وشاحنة ومركبة.
وأضاف في كلمة صوتية بثتها قناة الجزيرة مساء الخميس، أنه “بعد 83 يوما من بدء معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الذي وضع الكيان الصهيوني على طريق الزوال والانكسار بقوة الله، وبعد هذا الصمود العظيم لشعب غزة الأبي العظيم الذي هو منا، ونحن منه نعيش أحلامه وآماله، وبعد هذه الملحمة العظيمة التي سطرها مجاهدون ومقاومتنا، فكسرت جبهة العدو ومرغت أنفه، ولا يزال في وحل غزة العظيمة؛ صانعة الرجال قاهرة الغزاة”.
ولفت إلى أن “أعظم تحية عسكرية جهادية لا يمكن أن يستحقها أحد في هذا العالم كما يستحقها شعبنا في غزة الذي طالما كان سندا وظهرا وظهيرا وحاضنة لمقاومته التي هي منه وبه وله ومن أجله”.
وتابع: “إننا إنما نقاتل منذ عقود وصولا إلى طوفان الأقصى من أجل شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وأقصانا، وسط خذلان رسمي مقيت من أنظمة ومجتمع دولي تحكمه شريعة الغاب، ويتحكم فيه صهاينة البيت الأبيض”.
وأردف: “هؤلاء الظلمة القتلة السحرة الذين يريدون أن يقولوا للعالم بأن التاريخ بدأ من السابع من أكتوبر، متجاهلين القتل البطيء الصامت لشعبنا منذ سنوات طويلة، والتهويد والاستيطان وتدنيس الأقصى وحصار غزة والعدوان على الأسرى وتهجير شعبنا بكل السبل، ثم يتباكون على الصهاينة عندما وجهنا لجيشهم ضربة القرن، ودفعناه ثمن جرائمه، وقلنا للعالم بأننا شعب يطلب الحق والحرية والحياة”.
وقال إننا “لم نكن يوماً طلاب حروب ودمار، وكان الأولى بصهاينة الغرب والشرق أن يعترفوا بحقوق شعبنا وينهوا الاحتلال، لكنهم آثروا كسب الوقت لصالح الاحتلال المجرم ليقضي على شعبنا ويصفي قضيتنا، ولكننا كشعب صاحب حق وقضية ورسالة ومقاومة وفية أمينة على هذه الحقوق؛ واصلنا الإعداد والقتال لأننا نعلم بأن الحقوق لا تسترد إلا انتزاعاً”.
وأضاف أبو عبيدة أن “كل شعوب الأرض التي احتلت انتزعت حريتها بالدماء والأشلاء والقتال، ولنا في فيتنام وأفغانستان وجنوب أفريقيا والعراق والجزائر ولبنان وغيرها خير شاهد وبرهان”.
وتابع: “لا يزال مجاهدونا في كافة النقاط والعقد الدفاعية يكبدون العدو خسائر كبيرة في مناطق توغله، ويحصدون أرواح جنوده بالعشرات، ويحققون الالتحام مع الآليات والقوات على الأرض، ولا يزالون يسطرون ملحمة تاريخية وبطولات فريدة، ويختارون أهدافهم، ويخططون لضرب العدو في مقتل، عبر استخدام كافة الوسائل المتاحة من الأسلحة الرشاشة والمتوسطة وأسلحة القنص والقنابل اليدوية والعبوات الناسفة والقذائف المضادة للدروع والأفراد والتحصينات، وضرب تجمعات القوات بقذائف الهاون والصواريخ”.
وأردف: “كما نفذ مجاهدونا عمليات خاصة بإعادة تفجير ذخائر غير منفجرة للعدو في آلياته وجنوده، وتفخيخ بنايات وتفجيرها بالجنود الغزاة بتفجير حقول ألغام، واستهداف ثلاث مروحيات للعدو بصواريخ مضادة للطائرات خلال اليومين الأخيرين”.
وقال أبو عبيدة إن “حالة الضعف والإنهاك والتخبط لقوات العدو باتت حقيقة مشاهدة واضحة لا جدال فيها، وهي تدعو كل أحد في شعبنا وأمتنا لإدراك ثأره من هذا العدو المتغطرس الذي لا قبل لجنوده بمواجهة أصحاب الأرض والحق والإرادة”.
وأضاف: “قد نشرنا الكثير والكثير من الصور التي توثق استهداف مجاهدين لجنود العدو وآلياته، وهذا غيض من فيض من مجمل عملياتنا على الأرض”.
وتابع: “إن أولويتنا هي وقف العدوان على شعبنا، وإنهاء حرب الإبادة النازية الإجرامية التي يخوضها العدو منذ 12 أسبوعا ضد أهلنا من الأبرياء المدنيين بعد فشله في السابع من أكتوبر، وتعزز إخفاقه في الحرب البرية”.
وأكد: “لا نقدم على وقف العدوان أية أولوية، فنحن نشعر بحجم الألم والمعاناة والظلم والهمجية التي يواجهها شعبنا أمام العالم الرسمي الموزع بين مجرم ظالم ومتفرج عاجز، وهو يشاهد قوة جبانة باغية تصب جام غضبها وتراكمات فشلها على الأبرياء والآمنين”.
وشدد على أن “من يفشل العدوان ويوقفه مخذولا مدحورا هو صمود شعبنا ومجاهدينا في الميدان، وكسرهم لأهدافه، وبناء على ذلك فلا صفقات تبادل ولا غيرها من الطروحات يمكن أن نقبل بها قبل وقف العدوان على شعبنا بشكل كامل”.
وأضاف أبو عبيدة: “إن ما رسخه يوم السابع من أكتوبر وما تلاه في ذاكرة شعبنا وأمتنا وفي العالم الحر، وما وجده كذلك في ذاكرة ووعي المحتلين الصهاينة، سيبقى محفورا بعمق كعلامة فارقة في تاريخ صراع شعبنا التاريخي مع هذا الكيان المحتل”.
وأوضح أن “ما يقوم به العدو على مدار 83 يوما هو محاولة إزالة وطمس وتغيير هذا الأثر الهائل بصورة انكسار الاحتلال وجيشه المجرم، لكن كل شارع وحي في قطاع غزة سيبقى شاهدا على عظمة شعبنا وبأس مقاومينا في مقابل همجية هذا العدو ومن يقف وراءه من أدعياء الحضارة الغربية وحقوق الإنسان”.
وتابع: “لقد فضحت غزة كل منظمات ومؤسسات وهيئات الكذب والعار التي تحمل سيف حقوق الإنسان في مواجهة الشعوب المستضعفة، ولحماية وتجميل الصورة البشعة لقوى الظلم والاحتلال والعدوان”.
وقال: “يا شعبنا المعطاء، يا عنوان الصبر والنصر، إن ما يتقنه هذا العدو الجبان هو التدمير والقتل محاولا عبثا ما يكرره منذ عقود، وهو إيصال رسالة وقناعة لشعبنا بعدم جدوى مقاومته، لكننا نقول إننا مع شعبنا في ذات الخندق، سنبني ما هدمه الاحتلال النازي، ونتقاسم مع شعبنا لقمة الخبز وشربة الماء، وسينكسر ويفشل هذا العدوان بقوة الله عما قريب، وسيخرج شعبنا مرفوع الرأس مكللا بالكرامة والمجد، وستكون كل قطرة دم زكية سالت من شهيد أو جريح في هذه الحرب المقدسة شاهدة على النصر والفتح الكبير والتحرير القادم بإذن الله”.
وأضاف: “اطمئنوا يا شعبنا العظيم بأنكم بمقاومتكم وصمودكم وثباتكم بطوفان الأقصى قد صنعتم نعش هذا الاحتلال المجرم الزائل ولطالما كان سفك الدماء البريئة علامة فارقة لتدمير وتدبير ودحر الغزاة وهذا ثابت وحتمي بنص شرائع السماء و بنماذج التاريخ وتجارب الشعوب”.
وختم أبو عبيدة بالقول: “نسأل الله العظيم أن يرحم شهدائنا ويتقبل جهادنا وأن يشفي جرحانا ويضمد جراح شعبنا وأن يحرر أسرانا ومسرانا وأن يثبت مجاهدينا وينصر شعبنا ومقاومتنا وإنه لجهاد نصر أو استشهاد”.
وكالات
التعليقات مغلقة.