أبو عناب يكتب :جائزة سمو ولي العهد لأفضل مشروع تخرج: من ورقة أكاديمية إلى إنجاز وطني

=

كتب اللواء الركن المتقاعد حسان عناب

لا يكاد يمر موسم التخرج في جامعاتنا الأردنية، إلا وتغمرنا صور ومقاطع الفيديو لاحتفالات الطلبة وذويهم عند مناقشة مشاريع تخرجهم. زغاريد، دموع فرح، وتوزيع الحلوى في القاعات… لكن وسط هذه الفرحة، يغيب السؤال الأهم: ما قيمة هذا المشروع؟ وما الإضافة الحقيقية التي قدمها؟

للأسف، يقتصر كثير من مشاريع التخرج اليوم على كونها متطلباً أكاديمياً للنجاح، سرعان ما ينتهي دوره بمجرد نيل الدرجة العلمية. مشاريع قد لا تخرج من ملفات الطالب، ولا تجد طريقها إلى التطبيق العملي، ولا تترك أثراً في المجتمع أو في مسيرة الطالب المهنية.

هنا جاءت جائزة سمو ولي العهد لأفضل مشروع تخرج، لتعيد تعريف مفهوم مشروع التخرج في الأردن، وتدعو الطلبة إلى التفكير أبعد من النجاح الورقي، إلى إبداع مشاريع حقيقية تُحدث فرقاً، وتُسهم في تطوير قطاعات حيوية، وتكون نواة لأعمال ريادية أو حلول مبتكرة تخدم الوطن.

الجائزة تحمل رسالة عميقة:
• أن يكون مشروع التخرج شرارة بداية لمستقبل مهني مشرق، لا مجرد خاتمة لسنوات الدراسة.
• أن تتحول فرحة العائلة والاحتفال الشخصي، إلى فرحة وطنية بإنجاز ملموس يضع بصمة على أرض الواقع.
• أن ينتقل الطالب من خانة “الاحتفال بالنجاح” إلى خانة “الاحتفال بالإنجاز والإبداع”.

عندما تتحول مشاريع التخرج إلى مبادرات قابلة للتطبيق، وتصبح قادرة على إحداث أثر اجتماعي أو اقتصادي، سنجد أنفسنا أمام جيل جديد من الخريجين، مؤمنين بأن المعرفة لا تكتمل إلا إذا تحولت إلى عمل، وأن الاحتفال الحقيقي يكون عند رؤية مشروعك يُطبّق ويخدم الناس.

جائزة سمو ولي العهد تحمل هذه الرؤية، وتشجع الطلبة على الابتكار والتفكير النقدي والبناء، فتدفعهم لتقديم مشاريع تليق بطموحات الأردن، وتدفعه قدماً في ميادين التقدم والتنمية.

ختاماً، آن الأوان أن تتحول لحظات الاحتفال بمشاريع التخرج من زغاريد عابرة إلى احتفالات راسخة بإنجازات تصنع المستقبل، وتبني الأردن الذي نطمح إليه جميعاً

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة