أردنيان يحصدان جائزتي “البابطين الثقافية” في الشعر والنقد

الكويت- دعا المشاركون، في اختتام فعاليات الدورة الـ18 لمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية، إلى الاستمرار في السنة التي دأبت مؤسسة البابطين عليها في تحديث معاجم الشعراء المعاصرين، لاستيعاب الأسماء والتجارب الجديدة، والانفتاح على الأشكال الشعرية الحديثة من جانب، والحقول البينية المتصلة بالشعر من جانب آخر، وتعميق الاهتمام بالشعر والشعراء في الثقافات المتاخمة للثقافة العربية، وفتح آفاق المقارنة واستجلاء التأثير والتأثر.
وأوصى المتحدثون، في بيانهم، بضرورة العمل على تنمية التلقي العربي للشعر من خلال الفنون الأدائية (الغناء والمسرح)، وبصريا من خلال الفنون التشكيلية، وما يستجد في مجالات التقنية، والذكاء الاصطناعي، واستمرار مبادرات المؤسسة في تمتين الوشائج بينها وبين المؤسسات المماثلة في الوطن العربي، ودعم المبادرات الأكاديمية التي يكون النشء من مستهدفاتها في جميع مراحل التعليم، والعمل على ترجمة المعاجم الصادرة عن المؤسسة إلى اللغات الحية والمؤثرة في العالم.
كما اقترح المشاركون في هذه الدورة على أن تصدر مجلة شعرية ثقافية شهرية تقوي تواصل الشعراء والنقاد مع المؤسسة، وتيسير وصول الباحثين من مختلف أنحاء العالم إلى المعجم بإصدار نسخ إلكترونية مجانية منشورة على موقع المؤسسة، بأدوات وخيارات بحثية متطورة وذكية، تخصيص منح بحثية لدراسات الشعر العربي لاستقطاب الدارسين من ثقافات مختلفة، واستمرار المؤسسة في تعميق الشراكات مع الجامعات والمراكز العلمية في العالم.
وقد ألقى الأكاديمي والناقد الأردني الدكتور جمال مقابلة البيان الختامي للمشاركين في هذه الدورة؛ حيث قال “أقف اليوم في نهاية هذه الاحتفالية الباذخة للدورتين السابعة عشرة والثامنة عشرة من جائزة البابطين التي تعقد هذا العام في دولة الكويت المضياف، في عرين مؤسسة البابطين برعاية حاكم البلاد صاحب السمو الأميري الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وقد أناب عنه معالي وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبد الرحمن المطيري”.
وأثنى مقابلة على الجهد الاستثنائي الذي يقوم به عبد العزيز سعود البابطين؛ (الشاعر) الذي فاق كل الشعراء بكريم خلقه؛ إذ كرمهم وأغدق عليهم بالجوائز السنية والألفة واللقاءات المنظمة العالية والغالية في ذروة الاحتفال بيوم الشعر العالمي. وعبد العزيز البابطين الذي أسس مكتبة الشعر الأولى في العالم العربي وربما في العالم كله، التي تعنى بالشعر في مستوياته المتعددة، من جهة البحث العلمي والتأليف وتأريخ الأدب والنقد وتوفير المكان الذي صار بيتًا لكل القراء والمثقفين والشعراء العرب، فعقد أواصر المحبة والتلاقي فيما بينهم بجو من التنافس الأدبي الشريف السامق على مدى ثلث قرن، حتى تواشجت العلاقات الأدبية والعلمية والإنسانية ما بين أبناء الضاد، فصنع البابطين مجتمعا خاصا بهم، هو مجتمع الشعر الجامع للأدب والنقد والثقافة العربية في كل بلدان العالم، وقد كان يطوف في احتفالياته على الدول والعواصم والمدن لبث الإشعاع الثقافي، والتنوير بالشعر العربي، والعلاقة الإنسانية مع الآخر المختلف والمؤتلف.
وأضاف مقابلة، في كلمة البيان، أن البابطين هو المستثمر الكبير في اقتصاد المعرفة الموجهة، لخدمة العربية لغة القرآن الكريم، ولغة الشعر العربي (الفن الأدبي الأبرز فيها) على مر العصور، وقد أقدمت مؤسسته العظيمة على رعاية الوعي المجتمعي على مستوى تربية النشء، والتفاعل مع مناهج التعليم لأبناء العربية من الطلبة، ومنح الشهادات التدريبية في صناعة الشعر والتحرير الأدبي وصولًا إلى الكتابة البحثية والنقدية الرصينة، بما يجعل هذه المؤسسة متصلة اتصالًا وثيقًا بالمعاهد والجامعات ووزارات الثقافة وبرامج التنمية والأمانات العامة للجوائز والمؤسسات والجمعيات والأندية والمراكز البحثية والمكتبات العامة أو المشاريع الثقافية الخاصة، والتفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة، والإعلام الجاد والهادف المتمثل بقناة (البوادي الفضائية)، وهكذا يتكامل مشروع البابطين الإنسان والمؤسسة، التي صارت بحكمة ذلك الإنسان الكبير (الشاعر العالم الجواد) أيقونة المؤسسات العربية في مدى المؤسسات الثقافية العالمية.
واشتملت الدورة الثامنة عشرة للجائزة على مجموعة جلسات ثقافية وأمسيات شعرية حول الشاعر “ابن مليك الحموي”؛ حيث ألقت الجلسة الأولى الضوء على شعر الحموي وشاعريته، وشارك فيها: د. عبد الله غليس، الذي تناول بالحديث التشكيل الجمالي في شعر ابن مليك الحموي، ود. إسراء الهيب، التي قدمت بحثاً بعنوان “ابن مليك الحموي.. حياته وشعره”، وأدار الجلسة د. طاهر الحجار. كما خُصصت جلسات أخرى للحديث عن الشاعر ابن سناء الملك.
كما أقيمت أمسيتان شعريتان بالتزامن مع الاحتفاء باليوم العالمي للشعر، بمشاركة نخبة من الشعراء الشباب، وقدم الأمسية الشعرية الأولى د. الهنوف الهاجري، وعطّرها بالكلمات: الشاعر أحمد حسن من مصر، وسارة الزين من لبنان، ود. عارف الساعدي من العراق، ومحمد تركي من الأردن، ود. مستورة العرابي من السعودية. أما الأمسية الثانية، التي أدارها الشاعر سالم الرميضي من الكويت، فأحياها الشعراء: د. أحمد بلبولة من مصر، وابتهال تريتر من السودان، وأسيل سقلاوي من لبنان، وأحمد الهلالي من السعودية، وسمية اليعقوبي من تونس، ومحمد البريكي من الإمارات، ومروة حلاوة من سورية، والحارس الخراز من الكويت، ووليد الصراف من العراق. وشارك في الثالثة الشعراء: أنس الدغيم من سورية، بدرية البدري من عمان، جاسم الصحيح من السعودية، خليفة بن عربي من البحرين، صباح الدبي من المغرب، عبد الله الفيلكاوي من الكويت، لطيفة حسناوي من الجزائر، هاجر عمر من مصر، وهزبر محمود من العراق، وأدار الأمسية الدكتور فالح بن طفلة من الكويت.
وقد أطلقت مؤسسة البابطين الثقافية فعاليات دورتها الثامنة عشرة، تكريماً للمبدعين من الشعراء والنقاد الفائزين بجوائز المؤسسة في الدورتين السابعة عشرة والثامنة عشرة، واحتفالاً بصدور معجم البابطين لشعراء العربية في عصر الدول والإمارات، مع احتفاء خاص بالشاعرين ابن سناء الملك وابن مليك الحموي، بمسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي.
وقد ألقت الشاعرة السودانية روضة الحاج للفائزين بجوائز المؤسسة قصيدة من ديوانها “اذا همي مطر الكلام” الفائز بجائزة أفضل ديوان شعر التي منحتها إياها مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، كما قرأت الحاج نيابة عن المكرمين بجزيل الشكر لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية على رعايتها للشعر والشعراء، وأضافت قائلة “هذه المؤسسة امتد عطاؤها الجزيل على مدى أكثر من 30 عاماً، حتى تحولت إلى جسر إنساني”.
وقد فاز الشاعر الأردني عبدالله أمين أبو شميس بجائزة أفضل قصيدة عن قصيدته “راحيل”، وعن فئة الشباب فازت بجائزة أفضل ديوان، الشاعرة آلاء القطراوي من فلسطين عن ديوانها “ساقية تحاول الغناء”، وفي فرع جائزة أفضل قصيدة للشباب، فاز الشاعر زاهر حبيب من اليمن عن قصيدته “قبضة من أثر الذهول”.
وذهبت جائزة أفضل كتاب في نقد الشعر للناقد مصطفى رجوان من المغرب عن كتابة “الشعرية وانسجام الخطاب” مناصفة مع الناقد الدكتور أحمد درويش من مصر عن كتابه “استقبال الشعر”، فيما نال الشاعر الدكتور عبدالعزيز خوجة من السعودية الجائزة التكريمية لهذه الدورة.
وقد فاز بجائزة النقد الشعري في الدورة السابعة عشرة مناصفة الأكاديمي الأردني د. أحمد محمد الزعبي عن كتابه “تجليات الشعر المعاصر”، وقد استلمها بالنيابة عنه الأكاديمي الأردني الدكتور زياد الزعبي، والأكاديمي الجزائري يوسف وغليسي عن كتابه “التحليل الموضوعاتي للخطاب الشعري”.

عزيزة علي/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة