أزمة مخلفات التنزه تتجدد في عجلون مع ارتفاع وتيرة أعداد الزوار

عجلون- مع تزايد أعداد زوار محافظة عجلون بشكل لافت، لم تعد كل الجهود الرسمية والتطوعية المبذولة قادرة على وقف انتشار مخلفات التنزه وسط الغابات، وفي محيط المناطق السياحية والأثرية، ما يستدعي، وفق متابعين، وعيا كافيا من قبل الزوار أنفسهم، وذلك بجمع مخلفاتهم ووضعها في الحاويات أو أماكن قريبة من الطرقات ليتسنى للجهات المعنية نقلها.
وقال ناشطون ومتابعون للشأن السياحي والبيئي في المحافظة، إن قضية ترك الزوار لمخلفات التنزه باتت تزعج السكان، وتهدد البيئة، وتضر بالتنمية السياحية على حد سواء، مطالبين الزوار بتحمل مسؤولياتهم، والحفاظ على المواقع كما يحبون أن يجدوها.
وشهدت المحافظة على مدار 3 أيام نهاية الأسبوع الماضي، توافد زهاء 170 ألف زائر توزعوا في مختلف مناطق المحافظة السياحية والأثرية.
وطالب الناشط علي القضاة بضرورة تكثيف الجهود بالتعاون مع الجهات المعنية للحفاظ على نظافة المواقع السياحية، وتنفيذ حملات النظافة والتوعية بأهمية ترك مواقع التنزه نظيفة من أجل الحفاظ على الوجه الحضاري لمحافظة عجلون كمقصد للسياحة محليا وخارجيا، مقدرا جهود مجلس الخدمات المشتركة والبلديات والمهتمين في هذا المجال الذين لا يألون جهدا في إدامة نظافة مختلف المواقع لتبقى عجلون جميلة الجميلات.
وقال الناشط محمد الغزو، إن محافظة عجلون تتمتع بميزات طبيعية وسياحية وبيئية تستدعي الحفاظ عليها وتكثيف حملات التوعية بأهمية التخلص من مخلفات التنزه في الأماكن المناسبة، لافتا إلى أن أكبر خطر يهدد الغابات في المحافظة هو التنزه والإلقاء العشوائي للنفايات التي تشكل مكرهة صحية وبيئية، وداعيا في الوقت ذاته، إلى ضرورة تنفيذ حملات توعية تبرز التأثير السلبي للسلوكيات الخاطئة تجاه البيئة والطبيعة.
“ظاهرة أصبحت مقلقة”
ووجه الكاتب الصحفي والناشط رمزي الغزوي، عبر صفحته في فيسبوك رسالة مفادها “إلى زوار وأهل عجلون المحبين للحياة والربيع، برجاء أن نترك المكان أفضل مما كان. (خذوا أكياسكم معكم)؛ لتستطيعوا العودة مرة أخرى”.
وأكد متفاعلون مع المنشور، ضرورة ترك الزوار والسياح للمواقع السياحية والغابات نظيفة كما يرغبون أن يجدوها خلال زياراتهم للمحافظة، موجهين دعوة لكل الزوار والجهات الرسمية والبيئية والسياحية ومؤسسات المجتمع المدني للحفاظ على البيئة والمواقع السياحية وأماكن التنزه التي باتت تئن جراء الممارسات السلبية، إذ إن تراكم مخلفات المتنزهين وغيرها من الطمم على جوانب الطرق بات يشكل صورة غير حضارية في ظل كثافة الحركة السياحية التي تشهدها المحافظة حاليا، وأصبح ظاهرة مقلقة وتتسبب بتشوه وتلويث للبيئة والغابات التي هي كنز المحافظة ورئة الأردن.
وتؤكد مشرفة ناد بيئي مدرسي، أماني الصالح، ضرورة اهتمام الزوار أنفسهم بالمواقع التي يجلسون فيها، وتنفيذ المبادرات التطوعية وحملات النظافة بشكل مستمر لجذب السياح وإطالة مدة إقامتهم، مبينة أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع في الحفاظ على نظافة المواقع السياحية.
وقال رئيس مركز شباب صخرة، هاني الخرابشة، إنه ومن خلال رسالة المركز فقد تم تنفيذ مبادرة تطوعية لتعزيز السلوكيات السليمة في التعامل مع البيئة باعتبارها ركيزة أساسية لدعم السياحة، مشيرا إلى أن الفريق التطوعي في المركز قام بتنفيذ مبادرة “همة ولمة” لتنظيف الشوارع التي تؤدي إلى المواقع والأماكن السياحية بمنطقة الجنيد بهدف حماية البيئة والنهوض بقطاع السياحة في المحافظة.
جولات ميدانية على المواقع السياحية
ووفق مدير سياحة محافظة عجلون، فراس الخطاطبة، فإن المديرية تعمل بصورة دائمة على إدامة أعمال النظافة من خلال تنفيذ عديد من المبادرات بالتعاون مع مجلس الخدمات المشتركة والبلديات والزراعة والفعاليات الشبابية ومؤسسات المجتمع المدني، فضلا عن الجولات الميدانية على المواقع والمنشآت السياحية، لافتا إلى أن المحافظة تشهد حاليا حركة سياحية نشطة وواجب الجميع الاهتمام بها والحفاظ على طبيعتها وبيئتها الجميلة.
وقال مدير البيئة، المهندس إياس المومني، إن الوزارة ومن خلال المديرية تحرص على تعزيز التشاركية مع الجهات المعنية من أجل وضع خطط تسهم بحماية الغابات والتنوع الحيوي والحفاظ على البيئة والطبيعة، وتنفيذ الجولات الرقابية والميدانية، مشيرا إلى أنه تم تنفيذ عديد من النشاطات البيئية التطوعية من أجل الحفاظ على البيئة ونظافتها، وسيصار خلال هذا الصيف إلى تنفيذ أنشطة ميدانية بالتعاون مع الشركاء من كافة الدوائر ومؤسسات المجتمع المدني.
وقال رئيس بلدية عجلون، حمزة الزغول، إن البلدية من خلال كوادرها نفذت وتنفذ حملات نظافة واسعة في الشوارع العامة والشوارع التي تؤدي إلى المواقع السياحية وأماكن التنزه، مبينا أن استمرارية هذه الحملات تأتي بهدف الحفاظ على ديمومة نظافة مناطق البلدية لتتناسب مع خصوصية عجلون السياحية لتبقى مناطق جاذبة للسياحة.
ودعا رئيس مجلس الخدمات المشتركة، المهندس وليد الدرادكة، إلى تعاون زوار المحافظة ومختلف المؤسسات مع المجلس الذي يعمل بكل طاقته من أجل الحفاظ على بيئة نظيفة وصحية، وباستمرار على تنظيف المناطق السياحية، معربا عن أسفه لوجود تراكم للنفايات بين الغابات ومواقع التنزه ما يتطلب منا جميعا الالتزام بالإرشادات والمساهمة في الحفاظ على هذه المناطق السياحية.
وأضاف الدرادكة أن كوادر قسم النظافة والبيئة بإشراف مراقب الميدان، خلدون المومني، تنفذ يوميا حملات نظافة شاملة على كافة المواقع السياحية في المحافظة بسبب كثافة الزائرين، مبينا أن الحملات تشمل تلفريك وقلعة عجلون ومداخلها والساحات مقابل التلفريك وشارعي القلعة والصوان باتجاه نادي الضباط المتقاعدين العسكريين، على امتداد الطريق وصولا إلى محطة تلفريك اشتفينا ومثلث مار الياس وشارع مثلث اشتفينا باتجاه مدخل باعون، وتنظيف جوانب الطرق وغابات اشتفينا وساحات التلفريك والسوس ووادي الطواحين والزعترة.
مواصلة حملات النظافة الشاملة
إلى ذلك، تواصل كوادر مجلس الخدمات المشتركة حملات النظافة الشاملة على كافة الشوارع الرئيسة والطرق النافذة والمناطق السياحية لاستدامة العمل والمحافظة على البيئة.
وقال المراقب، خلدون المومني، إنه تم تقسيم وتوزيع كوادر قسم النظافة والبيئة على مداخل محافظة عجلون، حيث قام فريق العمل على شارع جرش /عجلون تحديدا من مثلث ساكب وصولا إلى منطقة عنجرة، وفريق عمل على شارع سوف / عين جنا تحديدا من مصنع ناب الفيل وصولا إلى العين البرانية، وفريق عمل شارع قلعة عجلون، وفريق عمل على شارع فندق قلعة عجلون _شارع الصوان، وفريق عمل على شارع سوف / عبلين/ مستشفى الأميرة هيا العسكري، وفريق عمل على شارع إربد / عجلون تحديدا من مثلث ارحابا وصولا إلى مثلث عبين، لتنظيف وإزالة كافة المخلفات عن جوانب الطرق، وفريق عمل على متابعة جمع أكياس النفايات بعد العمل ونقلها إلى المحطة التحويلية.
كما نفذت مديرية الأمن العام مؤخرا فعاليات حملتها البيئية للحفاظ على المواقع الطبيعية والسياحية في المحافظة، والتي تأتي ضمن مبادرة “صيف آمن”، وذلك بهدف نشر التوعية والتثقيف وتوفير بيئة آمنة للمواطنين والمتنزهين وحمايتهم من الحوادث الناجمة عن السلوكيات السلبية.
وثمنت مديرية حماية البيئة في عجلون جهود مديرية الأمن العام في إطلاق هذه المبادرة، مؤكدة أهمية التعاون بين الجهات البيئية والأمنية والجهات المختصة كافة للحد من المخاطر البيئية والبشرية خلال الصيف، والعمل سويا من أجل صيف آمن ومستدام.