أسعار البصل دون الكلفة وخسائر المزارعين تتعمق

 لم يكد مزارعو الأغوار الجنوبية ينهون موسم زراعة البندورة، المحصول الأكثر زراعة بالأغوار الجنوبية بخسائر مالية كبيرة، حتى تعرضوا لخسائر جديدة من موسم زراعة البصل، بعد تدهور الأسعار بشكل كبير الى ما دون الكلفة مع بدء إنتاجه، ما أسهم في اكتمال موسم زراعي هو الأكثر خسارة في تاريخ الأغوار الجنوبية.
وبذلك، يلحق موسم البصل بموسم البندورة الذي شكل أكبر خسارة يتعرض لها المزارعون بالأغوار الجنوبية منذ فترة طويلة، ووصلت الى ترك المزارعين لمساحات كبيرة من الأراضي المزروعة بالبندورة دون قطاف، وجعلها علفا للمواشي لعدم قدرتهم على حصادها وبيعها بسعر أقل من كلفة الإنتاج.
وبدا سوء الموسم واضحا في تراكم كميات كبيرة من محصول البصل في المحال التجارية، وبيع بأسعار متدنية وصل في بعض المحال التجارية الكبرى الى 8 قروش للكيلو، في حين يؤكد مزارعون أن كلفة الكيلو الواحد على المزارع تصل الى 15 قرشا بعد تصفية كلفة مستلزمات الإنتاج من البذور والأسمدة والمياه والعاملين ورش المبيدات والحصاد والنقل.
ويعزو المزارع أحمد الجعارات، تراجع أسعار البصل رغم زراعة مساحات أقل من السنوات الماضية، الى توقف التصدير الى الدول المجاورة، وخصوصا سورية والعراق ودول الخليج.
وقال إن المزارعين كانوا قد تكبدوا خسائر مالية كبيرة بسبب تراجع أسعار البندورة بشكل كبير، حيث سعر الصندوق بوزن 9 كيلو وصل الى أقل من 30 قرشا، وهو مبلغ لا يغطي كلفة الإنتاج فقط، خلافا لسعر النقل والصندوق والدلالة وغيرها من الكلف الأخرى على المزارع.
وبين المزارع حسن المشاعلة، أن المزارعين بالأغوار الجنوبية يتعرضون لخسائر مالية كبيرة كل موسم زراعي بسبب تراجع أسعار أهم المحاصيل، وهما البندورة والبصل، اللذان يعدان من المواد الأساسية للمزارعين كل عام ويتطلعون الى الاستفادة منها، مشيرا الى أن الخسائر الكبيرة ناتجة عن الكلفة العالية لزراعة محصول البصل والذي تصل كلفة زراعة الوحدة الزراعية منه بحوالي 15 ألف دينار ، ولم تصل إنتاجية الوحدة في بداية الموسم للبصل الى حوالي 5 آلاف دينار فقط.
وبين أن غالبية المزارعين الذين قاموا بإزالة مساحات واسعة من محصول البندورة قبل انتهاء الموسم الزراعي، قاموا الآن بإزالة محصول البصل، ليتمكنوا من البدء بزراعة محصول آخر على أمل تحسين الموسم وتخفيف الخسائر من زراعة البصل والبندورة التي لم تعد تجدي نفعا على الإطلاق.
وأشار الى أن كميات كبيرة من المحصول تتلف، لعدم وجود تسويق لها وعدم قدرة المزارع على تخزينها بشكل مناسب بالبرادات بسبب أسعار التبريد العالية لدى المخازن الكبرى، لافتا الى قيام المزارعين بعرض كميات كبيرة على الشارع الرئيسي بالأغوار الجنوبية بسعر متدن للغاية حيث يصل سعر كيس البصل زنة 15 كيلو إلى حوالي دينار.
وبحسب عضو لجنة الزراعة والتنمية في مجلس محافظة الكرك عن منطقة الأغوار الجنوبية فتحي الهويمل، فإن أعدادا كبيرة من المزارعين أوقفوا زراعة مساحات من أراضيهم الموسم الحالي، بسبب الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها في الموسم السابق، ولم يقوموا بتجهيز وإعداد الأراضي كما هو الحال كل فترة من هذا العام، لافتا الى أن محصول البصل أسهم هو الآخر في خسارة جديدة للمزارعين بعد موسم البندورة وبحيث قضى نهائيا على المزارعين بالأغوار الجنوبية.
وبين أن هناك تقديرات لخسائر مالية تصل الى حوالي 7 ملايين دينار، نتيجة زراعات لم تجد تسويقا وبقيت أسعارها دون كلفة الإنتاج ومن بينها البصل والبندورة وغيرهما من المحاصيل.
ولفت الى أن غالبية المزارعين أصبحوا يقومون بزراعة أراضيهم حاليا في حدود دنيا لتقليل الخسائر المتراكمة من كل موسم زراعي، وإبقاء بقية الأراضي بورا ودون زراعة على تحسن الموسم المقبل، بحيث إن الزارعة أصبحت مغامرة تؤدي الى خسائر كبيرة هم في غنى عنها. وأشار إلى أن أكثر من 40 ألفا من أصل 50 ألف دونم تزرع سنويا بمحصولي البصل والبندورة بالأغوار الجنوبية، وفي كل عام تتعرض المنطقة والمزارعون لخسائر كبيرة بسبب غياب التنسيق الزراعي لمنتجات الأغوار الجنوبية، والتي تسهم في عمليات التصدير الوطنية للمنتجات الزارعية سنويا.
وبين أن المزارعين يتخوفون مع كل موسم زراعي من التعرض للخسائر مجددا، مؤكدا أن أكثر من 80 بالمائة من السكان القاطنين بالأغوار الجنوبية يعتمدون على الزراعة ويعتبرونها مصدرا رئيسا من مصادر دخلهم.
ومن جهته، أكد مدير زراعة الأغوار الجنوبية المهندس ياسين الكساسبة، أن تراجع أسعار الخضار، وخصوصا البندورة والبصل، يعود الى كميات الإنتاج الكبيرة وغياب التسويق أيضا، مشيرا الى أن سعر كيلو البصل بالأسواق وصل الى حوالي 8 قروش، في حين كلفة الوحدة الزراعية الواحدة تصل الى حوالي 15 ألف دينار، وهي كلفة عالية على المزارع ولا يمكن بهذه الأسعار أن يحصل على أي مردود مالي.
وأشار الى أن أكثر من حوالي 8 آلاف دونم تمت زراعتها بمحصول البصل الموسم الحالي بالأغوار الجنوبية من مساحة إجمالية حوالي 55 ألف دونم تزرع بمحاصيل البندورة والبصل وغيرهما من الخضراوات والموز والعنب وبعض أنواع الفواكه.

هشال العضايلة/ الغد

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة