أفلام تحريكية قصيرة تجتمع في “دورة فلسطين” لأفلام كرامة

وسط الأفلام التي عرضت وتعرض ضمن فعاليات الدورة 14 (دورة فلسطين) من “كرامة لأفلام حقوق الإنسان” المتواصلة في المركز الثقافي الملكي في عمان؛ يلتقط المتابع مساحة مهمة للأفلام التحريكية القصيرة بمعظمها.

“دزينة تحريكية” جميعها أفلام قصيرة باستثناء فيلم واحد هو “البرج” The Tower الذي يحقق حضورًا لافتًا ضمن تشكيلة أفلام الدورة الاستثنائية.

يروي “البرج” قصصا عن أجيال متعاقبة من الفلسطينيين، يحكي عن نكبة العام 1948. وردة فتاة لم تتجاوز الحادية عشرة من عمرها، تعيش في مخيم “برج البراجنة” في لبنان، قريبة وجدانيا ودلاليًا من جدها الذي دافع عن فرصتها بالتعليم عندما كانت والدتها، مضطرة، لإخراجها من المدرسة بسبب ظروف الأسرة الاقتصادية والمعيشية.
الأمل هو العنوان المشرق الذي تتمسك به وردة إنه، بالنسبة لها، الغد الذي تحلم أن يأتي لها ولشعبها بالأخبار السارة، إنه برجها الذي تطل من فوقه نحو العالم الآخر خلف البحار.
تتجلى في الفيلم الذي حاز على جائزة “ليف أولمان للسلام”، وجائزة “لجنة التحكيم لثاني أفضل فيلم تحريكي” في مهرجان شيكاغو الدولي لسينما الأطفال، ثنائية جدلية بين وردة وجدها الذي أصر على أن تنهي دراستها من جهة، ومن جهة ثانية، سلمها، من دون غيرها، أمانة الاحتفاظ بِمفتاح بيته في الجليل.
في مقابلة معه في رام الله يقول مخرج الفيلم النرويجي ماتس غرورود: “إنه اختار التحريك وجهة ليخلق حالة من الأنسنة التعويمية لِمختلف شخصيات الفيلم، إذ يسهل على المتلقي أن يتخيل نفسه مكان هذه الشخصية الكرتونية التحريكية أو تلك، في حين، لو كانت تلك الشخصية ممثلا حقيقيًا من لحم ودم، فسوف تصبح المحاكاة أكثر صعوبة والإحلال غير وارد”.
تجمع وردة شهادات عائلتها عبر الأجيال، تقرع كل أبواب الأمل، لا تنسى جدها، لا تنسى تعليمها، لا تنسى فلسطينها.
إضافة إلى “البرج” أيقونة الأفلام التحريكية في المهرجان، فإن أحد عشر فيلمًا تحريكيا قصيرا وجدت لها مساحة ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشرة، تراوحت مدتها بين أطولها “الليل” (16 دقيقة)، وأقصرها “خربشة” (أربع دقائق).
في “بيت الترقيع” التحريكيّ القصير (15 دقيقة)، للمخرج حازم الآغا، نكتشف أن جنين ليست المدينة الفلسطينية المشرقة ببطولاتها وصمود أهلها وأبناء مخيمها، بل هي امرأة فلسطينية في منتصف العمر تضطر إلى كسب لقمة عيشها من خلال تنظيف المنازل.
أما في الفيلم التحريكي القصير “موت الضوء” للمخرج عامر الشوملي، فيتبين لنا في ست دقائق مدة الفيلم، أن الموت ليس الخسارة الفادحة في الحياة، بل الخسارة الأكبر هي، بحسب الصحفي والكاتب الأميركي نورمان كوزينز: “ما يموت بداخلنا ونحن أحياء”. عن فلسطين (السجن الكبير) يتحدث فيلم الشوملي، عن وهم السلام، وحقيقة الاختناق اليومي، أن التعطش للحرية؛ هذا التعطش الذي لا يسقط بالتقادم.
في (16 دقيقة) تحريكية، يقول لنا فيلم “الليل” لمخرجه أحمد صالح: “إن غبار الحرب يجعل العيون لا تنام، وإن الليل يجلب السلام والنوم للناس المكسورين في المدن المكسورة، وحدها عينا أم الطفل المفقود تبقيان صامدتين محدقتين مستيقظتين. هل هي عينا الوجه؟ أم عينا القلب؟ أم عينا الفقد؟ هذا ما يخبرنا به الليل.
في الفيلم التحريكي “حضارة المساواة” (أربع دقائق) للمخرج إبراهيم البوعينين، تتجلى الموسيقا بوصفها بطلا، وراوية حركة، ومقياس جمال. بمواءمة أسلوب الأكابيلا يختار المخرج أغنية منحازة للعيش في سلام ووئام، بغض النظر عن هويتنا، أو كيف نبدو.
وفي فيلم “نحن الأرض” للمخرجة زوي روز الذي يعكس عالما مليئا بالتلوث والصراعات والقلق البيئي واغتراب الفرد والخوف من المستقبل، يرقد الإنسان بلا أمل ويحيط به الظل. لكن الغضب ورفض الكارثة المقبلة سوف يشعل فيه (ربما فينا جميعا) شعلة حياة تحمل أملًا بغد أفضل.
وأخيرًا، يلقي الفيلم التحريكي “إلى البحر” (ثماني دقائق) للمخرج إيشان طومسون، ضوءًا معبرًا نحو صياد فلسطيني يخترق الحصار البحري لأجل عيني ابنته المريضة، التي تحتاج إلى علاج غير متوفر في غزة المحاصرة.

وكالات

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة