أكاديميون يناقشون موسوعة “تاريخ الأردن في عهد الإمارة”

ناقش مجموعة من الأكاديميين ورؤساء الجامعات موسوعة “تاريخ الأردن في عهد الإمارة” للمؤرخة والباحثة الأكاديمية الدكتورة هند أبو الشعر، وذلك خلال الندوة التي نظمها منتدى الفكر العربي، أول من أمس، حول الموسوعة التي صدرت بدعم من جامعة فيلادلفيا، عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، بعمّان، في أربعة مجلدات.
تحدث في هذه الندوة التي أدارها أمين عام المنتدى د.محمد أبو حمور، كل من رئيس جامعة فيلادلفيا د. معتز الشيخ سالم، وأستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية د.علي المحافظة، وأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة آل البيت د.عليان الجالودي، والمحاضر الجامعي د.عبد الله العساف، كما شارك في اللقاء رئيس جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا د.مشهور الرفاعي، والوزيران السابقان د.منذر الشرع، ود.كامل العجلوني، وعدد من الأكاديميين والباحثين والمهتمين.
المؤرخة والباحثة الدكتورة هند أبو الشعر، قالت “إن مشروع موسوعة “تاريخ الأردن في عهد الإمارة” جاء استكمالاً لدراسات سابقة عن الأردن في العهد العثماني وفي عهد الحكومة العربية الفيصلية والمملكة السورية في أعقاب الثورة العربية الكبرى”، مبينة أن هذه الموسوعة هي سلسلة مكونة من مجلدات عدة صدر منها الأجزاء الأربعة الأولى، وهناك مجلدات ما تزال قيد التأليف.
ودعت أبو الشعر، المؤسسات الأكاديمية، إلى أخذ دورها في تفعيل الجوانب الفكرية والثقافية، وذلك من خلال تبنيها نشر ودعم الدراسات التاريخية والثقافية، مبينة أنها تناولت في هذه الموسوعة الإدارة والتشريع في مرحلة التأسيس للإمارة من خلال سجلات محكمة السلط الشرعية، والجريدة الرسمية للإمارة “الشرق العربي”، وتوثيق عناصر الإدارة من مشرعين ورؤساء وحكام إداريين، وعلى رأسهم مؤسس الدولة الأمير (الملك) عبدالله بن الحسين، وتناولت دراسة التشريعات والقوانين، وخاصة القانون الأساسي وقانون الجنسية.
وبينت أبو الشعر أنها تناولت في هذه الموسووعة الطب والأطباء في شرقي الأردن، والعمران والبلديات والبريد والهاتف والمشاريع النافعة وخاصة الطرق والمياه من خلال محفوظات الديوان الملكي، وسجلات البلديات والصحافة، والمذكرات المحلية، مؤكدة أنها تستكمل العمل على هذا المشروع الكبير من خلال دراسة المحور الثقافي والصحافة، ودور المرأة الأردنية، والاقتصاد والضرائب وغيرها من المواضيع التي لم تشملها الإصدارات الأولى من الموسوعة.
رئيس جامعة فيلادلفيا د.معتز الشيخ سالم، تحدث عن دور الجامعات الأردنية في تجويد العملية التعليمية بعمومها، وخدمة المجتمع وخصوصاً في الجانب الثقافي والتنويري، ودعم المشاريع العلمية التي تشكل إضافة تاريخية وثقافية وعلمية كموسوعة تاريخ الأردن في عهد الإمارة، وذلك من خلال طباعتها ونشرها وتوزيعها على المؤسسات الرسمية والتعليمية والإعلامية من أجل تعميم فائدتها.
ومن جانبه، رأى رئيس جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا د. مشهور الرفاعي، أن مثل هذه المنجزات العلمية تعد على درجة عالية من الأهمية، وتشكل مرجعاً مهماً للجامعات والطلبة، مبيناً دور المؤسسات الأكاديمية في تنشيط الدور الفكري والثقافي، وأهمية العمل على دراسة نشأة وتطور التربية والتعليم والتقدم التكنولوجي والثقافي والإعلامي في الأردن خلال المئوية الأولى وما وصلت إليه هذه القطاعات في المئوية الثانية، معرباً عن الاستعداد في الإسهام بتعزيز المضامين المتعلقة بالتعليم والتكنولوجيا.
المؤرخ د.علي محافظة، أشار إلى أهمية العمل على إصدار دراسات تتناول التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري والثقافي والتعليمي في المملكة، مبيناً أن موسوعة “تاريخ الأردن في عهد الإمارة” تعد إضافة نوعية ومميزة في حقل البحث العلمي المعني بدراسة تاريخ الأردن الحديث والمعاصر، لكونها تتناول مواضيع وجوانب متعددة من خلال دراسة تاريخية تتسم بالعمق والمنهجية.
وقال الباحث د.عبدالله العساف “إن موسوعة “تاريخ الأردن في عهد الإمارة” ارتكزت على عدد من هذه الأنماط، ومنها: الاعتماد على الإحصاءات والأشكال البيانية من خلال الجداول، والتنوع في المصادر الرسمية والأهلية”.
ومن جهته، تحدث د. منذر الشرع عن أهمية قراءة التاريخ وفهمه لتوظيف الماضي والحاضر والاستفادة منه في بناء مستقبل مزدهر، والعمل على توثيق ودراسة التاريخي الاقتصادي الأردني دراسة تفصيلية علمية موسعة.
د. كامل العجلوني، رأى أن البحث العلمي الجيد يبدأ بطرح سؤال واحد وينتهي بعشرة أسئلة تحتاج إلى إجابات، وأن البحث التاريخي الرصين والجيد ينبغي أن يدرس الصحف والوثائق المتوافرة كجزء من مصادر البحث بشرط أن تكون الوثائق حقيقية، وأن يدقق الباحث في ظروف كتابتها ويحلل ما جاء فيها بطرق علمية.
فيما رأى د.عليان الجالودي “أننا بحاجة إلى إعادة كتابة التاريخ الحديث للدولة بالاستناد إلى المصادر الجديدة التي كشفت عنها دراسة د. أبو الشعر”.
وأوضح د.محمد أبو حمور، أن الموسوعة التاريخية المتكاملة توثق حقباً متعددة خلال المئوية الأولى من عمر الدولة، وتشكل إسهاماً في تعزيز الأسس الثقافية، وتبرز وثائق التأسيس القانوني والتشريعات لتكون في متناول الباحثين والقراء مباشرة، مضيفاً أنها تحتوي على مصادر جديدة لم يسبق للباحثين الإفادة منها والاطلاع عليها، وذلك من أجل توثيق تجربة التأسيس على نحو موسوعي متسلسل، بمناسبة المئوية الثانية للدولة الأردنية.

عزيزة علي/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة