أميركا وألمانيا تغدقان المليارات كمساعدات عسكرية لأوكرانيا

في وقت أعلن فيه الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس عن تقديم الولايات المتحدة حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا قيمتها نحو ثلاثة مليارات دولار لمساعدتها في حربها مع روسيا، بررت روسيا تباطؤ عملياتها العسكرية في أوكرانيا لتقليل الخسائر في الارواح المدنية.
وقال بايدن في بيان الإعلان عن حزمة المساعدات أمس إن “الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بدعم الشعب الأوكراني في نضاله للدفاع عن سيادته”.
وأفاد البيت الأبيض بأن المساعدات العسكرية ستتيح لأوكرانيا الحصول على أنظمة دفاع جوي وأنظمة مدفعية وذخائر وأنظمة جوية مضادة للطائرات المسيرة وأنظمة رادار لضمان تمكنها من الاستمرار في الدفاع عن نفسها على المدى الطويل.
وتعد هذه أكبر شريحة من المساعدات الأمنية التي تقدمها واشنطن لكييف بعد مرور ستة أشهر على بدء الحرب، وتأتي في الوقت الذي يحذر فيه مسؤولون أميركيون من أن روسيا تخطط على ما يبدو لشن هجمات جديدة على البنية التحتية والمنشآت الحكومية الأوكرانية في الأيام المقبلة.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة قولها إن أنه أعلن عن الحزمة تأتي تزامنا مع احتفالات أوكرانيا بعيد الاستقلال، ومرور ستة أشهر على بداية الحرب.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن هذه الحزمة ستمول عقود الطائرات المسيرة والأسلحة والمعدات التي قد لا تصل إلى جبهة القتال إلا بعد سنة أو سنتين.
وفي المانيا قال متحدّث باسم الحكومة إن بلاده ستزوّد أوكرانيا بأسلحة إضافية تناهز قيمتها 500 مليون يورو، مضيفا أنّ المساعدات تشمل 3 منظومات للدفاع الجوي من طراز آيريس-تي، وحوالي 10 مدرّعات لسحب الدبابات، و20 قاذفة صواريخ مثبّتة على شاحنات صغيرة إضافة إلى ذخيرة دقيقة وأجهزة مضادة للطائرات المسيّرة.
وأضاف المسؤول الألماني أنّ أوكرانيا ستتسلّم قسماً كبيراً من هذه المساعدات في العام المقبل.
وأودت الحرب بحياة آلاف المدنيين وأجبرت أكثر من ثلث سكان أوكرانيا البالغ عددهم 41 مليونا على ترك منازلهم ودمرت مدنا وهزت الأسواق العالمية. ويعتريها الجمود إلى حد بعيد مع عدم وجود احتمال فوري لمحادثات سلام.
يأتي ذلك تزامنا مع احتفال الاوكرانيين بيوم الاستقلال الذي وافق أمس على نطاق محدود بسبب تداعيات الحرب.
وتزامنا مع مرور 6 أشهر على الحرب الروسية جرت الاحتفالات أمس مقننة تحت تهديد الهجوم الروسي من البر والجو والبحر، وحظرت السلطات الأوكرانية التجمعات العامة في العاصمة كييف، كما فرضت حظر تجول في مدينة خاركيف الواقعة على خط المواجهة بشرق البلاد، والتي تعرضت للقصف على مدى أشهر.
وفي استعراض للتحدي، وضعت الحكومة الدبابات والعربات المدرعة الروسية المحترقة، وسط كييف كغنائم حرب.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس في خطاب للشعب بتلك المناسبة، إن أوكرانيا “ولدت من جديد مع الغزو الروسي” يوم 24 (شباط) فبراير، مضيفا إنها ستستعيد شبه جزيرة القرم والمناطق المحتلة في الشرق.
وأضاف زيلينسكي في الخطاب المسجل، أن أوكرانيا لم تعد ترى أن نهاية الحرب ستأتي عندما يحل سلام، بل عندما تكون منتصرة حقا.
أما الجيش الأوكراني فحث الناس على أخذ تحذيرات الغارات الجوية على محمل الجد، فقد قالت هيئة الأركان العامة في بيان في وقت مبكر أول من أمس “يواصل المحتلون الروس شن هجمات جوية وصاروخية على أهداف مدنية في أراضي أوكرانيا. لا تتجاهلوا التحذيرات من الغارات الجوية”.
وقال زيلينسكي لممثلي نحو 60 دولة ومنظمة دولية حضروا قمة عبر الإنترنت عن شبه جزيرة القرم أمس إن أوكرانيا ستخرج القوات الروسية من شبه الجزيرة بأي وسيلة دون استشارة دول أخرى مسبقا.
من جانبه قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس إن تباطؤ وتيرة الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا متعمدا ومدفوعا بضرورة تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وأضاف خلال اجتماع لوزراء دفاع منظمة شنغهاي للتعاون المنعقد في أوزبكستان “كل الجهود تُبذل لتجنب الخسائر في صفوف المدنيين. بالطبع، هذا يبطئ وتيرة الهجوم، لكننا نفعل ذلك عن عمد”.
وأضاف “هدف واشنطن في أوكرانيا هو إنهاك روسيا استراتيجيا للقضاء على المنافسة وتحذير الدول الأخرى”.
وأشار إلى أن “إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا من قبل الولايات المتحدة وحلفائها يضاعف عدد الخسائر البشرية بما يطيل أمد الصراع العسكري على أراضي هذا البلد، بهدف مواصلة الضغط على روسيا وعزلها”.
ولفت شويغو إلى أن “البرنامج البيولوجي العسكري الأميركي الذي تم الكشف عن تفاصيله خلال العملية الخاصة في أوكرانيا يشكل تهديدا مباشرا لدول منظمة شنغهاي للتعاون”.
وأكد أن الولايات المتحدة والغرب، يمارسون ضغوطا غير مسبوقة على الدول المستقلة من خلال استخدام الابتزاز والمعلومات المضللة.
وأوضح أن: “المسار المستقل لدول منظمة شنغهاي للتعاون في حل مشاكل الأمن الإقليمي والعالمي يشكل مثالا للعالم أجمع، حيث أن دورها كمركز جديد للقوة يتنامى وذلك على خلفية الوضع الدولي المضطرب”.
ولم تحقق الجهود الحربية الروسية في أوكرانيا تقدما يذكر في الأشهر الأخيرة، بعد طرد قواتها من كييف في الأسابيع الأولى من الحرب.
وبالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014، وسعت القوات الروسية سيطرتها إلى مناطق الجنوب ومنها سواحل البحر الأسود وبحر آزوف وأجزاء من منطقة دونباس الشرقية التي تضم مقاطعتي.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة