“أم المعارك”.. أوكرانيا تنقل القتال للبحر وتختبر روسيا

موسكو – تستعر المعارك في البحر الأسود ومنطقة شبه جزيرة القرم، بين روسيا وأوكرانيا، بما يكشف تغييرا في إستراتيجية كييف القتالية، في اتجاه نقل المعارك إلى داخل الموانئ الروسية، والتصويب على أحد أهم عناصر الاقتصاد الروسي.

وبعد استهدافها سفينتين روسيتين بالبحر الأسود، يومي الجمعة والسبت الماضيين، استهدفت أوكرانيا، الأحد جسر تشونجار في القرم، الذي يطلق عليه “بوابة القرم”، ويعد طريقا رئيسيا لإمداد للجيش الروسي.

في المقابل، أكد الجيش الروسي، أنه تقدم خلال 3 أيام مسافة 3 كلم نحو كوبيانسك بشمال شرق أوكرانيا.
وفي تقدير باحث سياسي روسي، فإن أوكرانيا عدّلت من إستراتيجية هجومها المضاد ليكون من البر إلى البحر، بعدما واجهت على البر تحصنيات منيعة وخطوط دفاع قوية وخناق وحقول ألغام شيدتها موسكو في طريقها، موضحا رمزية القرم بشكل خاص لكييف وحلفائها.
إستراتيجية أوكرانيا الجديدة
وفق صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، فإن الهجمات الأوكرانية على الناقلات الروسية بمضيق كيرتش، واستهداف قاعدة عسكرية بالبحر الأسود تعد مركزا بحريا ورئيسيا للشحن الروسي، يشير إلى إستراتيجية كييف الجديدة الخاصة بنقل الحرب للأراضي الروسية.
واستدلت على ذلك بعدة مؤشرات، منها أن البحرية الأوكرانية استعرضت قوتها بعيدا عن شواطئ البلاد بالهجوم على قاعدة “نوفوروسيسك” لأول مرة.
“أم المعارك”
من جانبها، تقول مجلة “لوبس” الفرنسية، إن أوكرانيا تهاجم الآن علنا القرم والبحر الأسود وتعتبرهما ساحة قتال.
والقرم تشكل قيمة رمزية بالنسبة للرئيس الأوكراني، فولاديمير زيلينسكي؛ إذ يعتبرها “أم المعارك”، وسبق أن وعد فور وصوله للسلطة عام 2019 بالقتال لاستعادتها، وفق الصحيفة الفرنسية.
وتلفت “لوبس” إلى أنه منذ وصف الرئيس الروسي السابق، ديمتري ميدفيديف، أي هجوم على القرم، خاصة جسر كيرتش وقاعدة سيفاستوبول، بأنه سيكون بمثابة “يوم القيامة”، وأوكرانيا تختبر القدرات الانتقامية الروسية.
وضمت روسيا القرم إليها عام 2014 باستفتاء لم تعترف بنتائجه أوكرانيا.
دعم الحلفاء
يتفق الخبير العسكري الروسي، فلاديمير إيغور، في أن للقرم “قيمة رمزية عند نظام كييف فزيلنيسكي يعتبر أن الحرب بدأت منها وستنتهي فيها”.
ويرصد إيغور مظاهر اهتمام حلفاء أوكرانيا كذلك بأن تفوز في معركة القرم، ومنها:
الولايات المتحدة ودول الناتو تنصب أقمار تجسس اصطناعية فوق البحر الأسود، وتمد القيادة الأوكرانية بالمعلومات والصور والإحداثيات لتسيير الزوارق المفخخة ورصد التحركات لاستهداف السفن الروسية.
ويضيف بأن الغرب منح أوكرانيا المسيرات البحرية، واعتقد أن طريقة الاستهداف تتم بعد إنزال تلك المسيرات من السفن قرب القوات الروسية، ويتم استهدافها نظرا للمسافة البعيدة التي تبلغ نحو 500 كليو متر في البحر الأسود.
وقال إن الرد الروسي سيكون قاسيا وقويا، ورأيناه في استهداف المطارات والبنى التحتية الأوكرانية، وروسيا تحارب 50 دولة بأسحلتها الحديثة، والقرم هدف ثمين لكييف وشركائها الغربيين.
موسكو تتوعد أوكرانيا
أكد دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن بلاده تملك ما يكفي من القوات لتنفيذ جميع مهام العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، بينما أعلنت واشنطن اعتزامها إرسال أسلحة لكييف بقيمة 200 مليون دولار، وسط تواصل المعارك والقصف المتبادل.
وقال ميدفيديف -على حسابه في موقع “تليغرام”- إن قواته ستسحق أعداءها وستحقق النصر وفقا لشروطها كما حدث في اب(أغسطس) 2008، رغم أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) في كل أوقاته يقاتل روسيا حاليا بشكل علني.
يذكر أن جورجيا شنت ليلة الثامن من اب(أغسطس) 2008 هجوما مسلحا على أوسيتيا الجنوبية، وقامت روسيا بالتدخل عسكريا في عملية استمرت 5 أيام انتهت بانسحاب القوات الجورجية، واعترفت موسكو حينها باستقلال كل من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.
يأتي ذلك، في وقت قال مسؤولون أميركيون إن إدارة الرئيس جو بايدن ستعلن عن مساعدات أسلحة جديدة لأوكرانيا بقيمة 200 مليون دولار اليوم.
وقال المسؤولون الأميركيون إن الإعلان المتوقع سيمثل الشريحة الأولى من مبلغ 6.2 مليارات دولار التي سبق الموافقة عليها في إطار سلطة الرئيس.
وتضم هذه الحزمة عناصر، مثل معدات إزالة الألغام وأسلحة مضادة للدبابات وبنادق وذخيرة وطائرات اعتراضية للدفاع الجوي من إنتاج “لوكهيد مارتن” لمنظومة باتريوت، وصواريخ ومعدات   أخرى.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة