أنشطة بيئية بعجلون.. هل تؤسس لمشاريع تتصدى للبؤر الساخنة؟

=

تشهد محافظة عجلون العديد من الفعاليات والزيارات والأنشطة البيئية، التي تنفذها جهات رسمية وتطوعية مختلفة، تستهدف التركيز على عدة بؤر بيئية ساخنة، خاصة مخلفات معاصر الزيتون والتنزه والتعدي على الغابات والمقالع الحجرية، وسط آمال بترجمة أفكارها ومقترحاتها إلى مشاريع تعالج تلك البؤر.
وحملت تلك الفعاليات مقترحات وأفكارا جديدة، سيما المتعلقة بمخلفات المعاصر “الزيبار” حيث تم عرض تجارب جديدة لأنواع من معاصر الزيتون التي تعمل بتقنية جديدة لا تخلف وراءها تلك المياه السوداء.
وأكد رئيس لجنة البيئة في نقابة المهندسين فرع عجلون المهندس خالد عنانزة، خلال زيارة اللجنة للمحافظة أهمية التنسيق والتعاون ما بين اللجنة والفرع فيما يخص تنفيذ نشاطات بيئية مشتركة من شأنها طرح الحلول والأفكار التي تساهم في معالجة قضايا بيئية تهم المحافظة.
وأكد أهمية عقد مثل هذه النشاطات الهادفة التي تؤكد حرص الأجهزة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني ومنها الفرع في العمل بجهود تشاركية من أجل نشر التوعية البيئية لسلامة وصحة الإنسان على هذا الكوكب.
واستمعت اللجنة إلى عرض من ممثل شركة بيراليزي الإيطالية وهي شركة متخصصة بتصنيع المعاصر الصديقة للبيئة، وقامت اللجنة بزيارة إلى معصرة الخير والبركة في عبين، وهي معصرة حديثة تستخدم تكنولوجيا بيراليزي الصديقة للبيئة وتمتاز بأنها لا تحتاج للماء ولا تنتج مياه سوداء(الزيبار).
كما عقد في مؤسسة نسيج للتنمية المستدامة لقاء تعريفي بمشروع عين الصقر 2 (عينك على البيئة)، حيث قدمت مسؤولة المشروع آلاء فريتخ تعريفاً بالمشروع، مؤكدة أنه يهدف إلى رفع مسؤولية المجتمعات المحلية تجاه مراقبة الغابات والبيئة والحفاظ عليها، لافتة إلى أن المشروع ينفذ بالشراكة مع مؤسسة هانس زايدل ومؤسسة آفاق لبناء بيئة خضراء على مدار أربع سنوات 2020 – 2024 ويستهدف خمس محافظات وهي جرش (سوف، ساكب)، عجلون (قصبة عجلون، كفرنجه)، الكرك (قصبة الكرك، الأغوار الجنوبية)، الزرقاء (الرصيفة، بيرين) والبلقاء (عيرا ويرقا، زي).
وأوضحت فريتخ أن هذا المشروع هو امتداد لمشروع عين الصقر 1 الذي تم تنفيذه عام 2020 في محافظة جرش ويهدف الى انشاء نظام مراقبة محلي من خلال اختيار مجموعة من المتطوعين (الصقور) من أبناء المجتمعات المحلية لمراقبة المشاكل البيئية غير المبلّغ عنها والناجمة على الممارسات البشرية الخاطئة او غير القانونية وهذا يأتي ضمن نهج تشاركي مع الشرطة البيئية والجهات المعنية، مبينة أن مشروع عين الصقر في مرحلته الثانية يهدف إلى زيادة الرقعة الجغرافية المستهدفة ضمن المشروع لغايات تأسيس شبكة وطنية من الصقور لتعزيز حماية البيئة من خلال رفع الوعي المجتمعي بخصوص الانتهاكات البيئية والتبليغ عنها للجهات المختصة وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني البيئية والجهات الرسمية المختصة وذلك لدعم المبادرات لحماية البيئة.
وأكدت أن المشروع يستهدف 120 شابا وشابة بهدف اشتراك من لديهم شغف بالبيئة والمصممون على تكريس وقتهم ومهاراتهم لحمايتها بحيث يصبحون صوت وعين مجتمعاتهم في حماية البيئة، لافتة الى انه سيتم تنفيذ نشاطات المشروع بالتعاون مع المؤسسات البيئية المجتمعية في كل موقع مستهدف وذلك لإنشاء مراكز للإبلاغ عن الانتهاكات البيئية ورصدها.
وعن المخرجات المتوقعة من المشروع، أشارت فريتخ إلى أنها تتمثل لرفع مستوى الوعي بخصوص التبليغ عن المخالفات البيئية والحد من الأعمال غير القانونية والمحافظة على أن تكون بيئة أكثر نظافة وصحة، وخلق جيل جديد مسؤول وهذا سيكون من خلال أنشطة بناء قدرات أصحاب المصلحة وإشراكهم في الأنشطة واختيار الصقور بناء على قدراتهم والتشبيك على مستوى وطني ورفع مستوى الإعلام للشبكة الوطنية للصقور وإشراك منظمات المجتمع المحلي وتعزيز دورها في التوعية البيئية.
وخلال اللقاء الذي حضره مشاركون من مديرية زراعة عجلون وقسم الحراج وبلدية عجلون الكبرى وهيئة شباب كلنا الأردن ومديرية البيئة والجمعية الملكية لحماية الطبيعة والادارة الملكية لحماية البيئة والسياحة، و 20 متطوعا ممن تم اختيارهم من قبل الصقور وذلك للانطلاق بالمشروع وتنفيذ الأنشطة المستقبلية، أكد المشاركون ضرورة التعاون المشترك والعمل بتشاركية وروح الفريق وإطلاق المبادرات والحملات التوعوية التي تسهم في نشر ثقافة التبليغ والحد من السلوكيات التي تنتهك البيئة وطرح الأفكار والآراء التي ستسهم في إنجاح أهداف المشروع.
كما افتتح رئيس قسم الأمن البيئي والسياحي في اقليم الشمال المقدم عمر حماد اليوم العلمي البيئي الذي أقيم في فرع نقابة المهندسين الأردنيين في عجلون بحضور رئيس مجلس الفرع المهندس خالد العنانزة وأعضاء من الهيئة العامة لفرع المهندسين وفاعليات مجتمعية، واشتمل اليوم العلمي على ورقتي عمل لمدير البيئة في عجلون الدكتور مشعل الفواز ومدير إدارة الرصد البيئي في وزارة البيئة علي المشني.
واعرب المقدم حماد عن اعتزاز الإدارة الملكية بهذه التشاركية مع فرع نقابة المهندسين الاردنيين بتنظيم اليوم العلمي البيئي لتعزيز الوعي البيئي والاهتمام بقضايا البيئة التي باتت تورق العالم، لافتا لدور الإدارة الملكية في العمل بمحورين: التوعية والتثقيف المجتمعي، حيال قضايا البيئة المختلفة وانفاذ القانون وضبط المخالفات المختلفة داعيا الى تكثيف برامج التوعية.
وعرض مدير البيئة في محافظة عجلون الدكتور مشعل الفواز الواقع البيئي في المحافظة وأهم التحديات البيئية والبؤر الساخنة التي تؤثر سلبا على النظام البيئي وتتثمل بالانتشار العشوائي للمقالع والكسارات، مبينا انه يتواجد في المحافظة زهاء 90 مقلعا 75 منها غير مرخص و90 % من هذه المقالع لم تتم إعادة تأهيلها بالإضافة إلى الطرح العشوائي للنفايات الصلبة في مواقع التنزه والاصطياف فضلا على مياه الزيبار وجفت الزيتون حيث يتواجد في المحافظة 15 معصرة إلى جانب الانتشار العشوائي لمعامل الطوب ومناشير الحجر ومحال الحدادة والنجارة وميكانيك السيارات وعدم شمول كافة مناطق المحافظة بشبكة الصرف الصحي وانتشار مزارع الثروة الحيوانية داخل القرى والتجمعات السكانية والانتشار العشوائي للطمم ومخلفات البناء إلى جانب الاعتداء على الثروة الحرجية والتحطيب الجائر والحرائق المفتعلة، مبينا انه تم خلال العام الحالي تسجيل 900 مخالفة للقانون الاطاري لإدارة النفايات بالتعاون مع الإدارة الملكية لحماية البيئة والسياحة.
وقال إن المديرية كشفت على 121 شكوى حيث تم مخاطبة الجهات المعنية بشأنها وتحويل 14 معاملة للنائب العام، مشيرا الى انه تم ايقاف 10 منشآت عن العمل بسبب مخالفتها للأنظمة والتعليمات وإغلاق 17 منشأة أغلبها مقالع وذلك منذ بداية العام الحالي.
وزاد الفواز أنه تم التفتيش والرقابة على 267 معاملة منها 27 معاملة كشف خاص و26 كشف دوري و214 واستقبال والكشف على 47 معاملة ترخيص، لافتا الى أنه تم متابعة 193 صهريج نقل مياه عادمة وتحويل بعض المخالفين للجهات المعنية ، كما تمت المشاركة في 183 جولة ميدانية مع لجنة السلامة العامة والمشاركة في 38 في جولة متابعة وتفتيش على معاصر الزيتون.
وأكد أن المديرية كثفت خلال الفترة الماضية من برامج التوعية والتثقيف المجتمعي والطالبي في مجال المحافظة على البيئة وعناصرها حيث تم تنظيم عشرات المحاضرات والندوات وإقامة عدد من المعرض البيئية وتشكيل فرقة دمى للتوعية البيئية في مركز شابات عبين عبلين وافتتاح عدد من دورات اصدقاء البيئة بالتعاون والشراكة مع الادارة الملكية لحماية البيئة والسياحة ومديرية السياحة.
وأكد أن المديرية تعمل على إنفاذ القانون والرقابة على كافة عناصر البيئة التي تشكل بعدا أساسيا لحياة الإنسان وحمايته من أي أذى، داعيا إلى تعاون المواطنين وعدم التردد في الإبلاغ عن أي شكوى مهما كانت بهدف تصويبها وتلافيها.
وبين مدير إدارة الرصد البيئي علي المشني أن الإدارة تنطلق من أهداف الوزارة المتمثلة بالحد من التلوث ومواجهة التغير المناخي والتحول نحو الاقتصادي الأخضر ونشر الوعي والثقافة البيئية، لافتا الى أن المديرية تراقب عناصر البيئة من مياه وهواء وتربة، حيث يوجد 26 محطة لرصد الهواء موزعة على 7 محافظات.
ولفت إلى أن أسباب تلوث الهواء في الأردن يعود إلى مواقع المدن الصناعية والتكنولوجيا المستخدمة ونوعية الوقود المستخدم واستخدام المركبات القديمة، مبينا أنه يوجد في الأردن مليون و800 ألف سيارة صغيرة.

عامر خطاطبة / الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة