أهمية الفاقد التعليمي في ظل جائحة كورونا / لؤي هاني غرايبه

بقلم /  لؤي هاني غرايبه – أخصائي صعوبات تعلم

تعتبر ظاهرة الفاقد التعليمي واحدة من أهم المشكلات التعليمية التي تسببت بها جائحة كورونا مع الأخذ بعين الاعتبار أن الفاقد التعليمي موجود في العملية التعليمية لكنه سيظهر بوضوح وبمعدل أكبر خلال هذه الفترة فقد أدت جائحة كورونا التي ابتلي بها العالم في السنتين الأخيرتين إلى أن يفقد الطلبة نسبة كبيرة من المهارات والمعارف الاساسية بسبب إغلاق المدارس ، ومن هنا أطلقت وزارة التربية والتعليم في المملكة الاردنية برنامج ( الفاقد التعليمي ) قبل بداية العام الدراسي ولمدة أسبوعين في جميع المراحل الدراسية .

الفاقد التعليمي ( Learning loss ) هو الفجوة التي حدثت في التعلم أي ما تم فقدانه أو خسارته في تعلم الطلبة وبالتالي عدم تحقيق النتائج التعليمية التي كان مخططًا لها ، أي الفجوة بين واقع ما تعلمه الطالب وبين ما يجب أن يكون متمكنًا منه في الصف الحالي .

المؤشرات على الفاقد التعليمي لدى المتعلم تتمثل في تدني التحصيل وبخاصة إتقان المعارف والمهارات الأساسية ، تدني الدافعية للتعلم والاستمرار فيه ، التعثر في التعليم والتأخير الدراسي ،محاولة التسرب من المدرسة وعدم الرغبة بالعودة إليها . ولكي أستعيد الفاقد التعليمي يجب أن تكون عودة جميع الطلاب إلى المدرسة آمنة وداعمة بحيث يحصلون فيها على تعليم شخصي سواء كان كاملا أو جزئيًا قبل نهاية عام ٢٠٢١ م ، استعادة فقدان التعلم وذلك من خلال برامج التعليم العلاجي والتعليم التكيفي وتطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية لدى الطلبة .وأيضًا من سبل استعادة الفاقد التعليمي إعداد المعلمين وتمكينهم لانهم في الصفوف الأمامية لإخماد الحريق لأن دورهم مهم من خلال مساعدة الطلبة في إكسابهم ما كان ينبغي عليهم تعلمه في العام الدراسي الماضي .

من الاجراءات العملية للتقليل من الفاقد التعليمي :-
1. تحليل المحتوى التعليمي للمادة التعليمية التي حدث فيها الفاقد .
2. إعداد مصفوفة المفاهيم والمعارف والمهارات الاساسية التي لا يرتقي تعليم الطلبة إلى المستوى التالي بشكل طبيعي ومتوازن دون أن يمتلكها .
3. إعداد اختبار قبلي تشخيصي لتحديد الفاقد التعليمي .
4. بناء وتطبيق خطط علاجية في ضوء نتائج الاختبار التشخيصي وتوظيف اساليب التقويم البنائي لتحسين التعلم .
5. تدريس وشرح المفاهيم والمهارات الاساسية المرتبطة بالفاقد التعليمي لفئة الطلبة الذين يحتاجون ذلك .
6. إجراء اختبار بعدي وتحليله للتأكد من حدوث تعويض للفاقد التعليمي .

إن العمل للحد من الفاقد التعليمي والنجاح في تحقيق ذلك ليس بالأمر السهل أو الذي يأتي بسرعة فهو يواجه كثير من التحديات التي لابد من الانتباه إليها وأخذها بعين الاعتبار والسعي الى التعامل معها بحكمة وصبر ومثابرة ومن الضروري أيضًا بعد انتهاء برنامج الفاقد التعليمي أن يكون هناك ( تعقب التعافي ) لقياس الاستجابة والأثر الذي حققه البرنامج في الجانب المعرفي للطلبة .

لؤي غرايبه
أخصائي صعوبات تعلم

 

2 تعليقات

  1. ام معتز سلامات يقول

    جهودك مشكوره

  2. محمد تركي غرايبة يقول

    بوركت جهودك استاذ لؤي

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة