أوكرانيا تكثف قصفها.. وروسيا تخلي مناطق قريبة من الجبهات

أمرت روسيا، أمس، بإجلاء العائلات التي تضم أطفالاً ومسنّين من المناطق القريبة من خط المواجهة والتي تسيطر عليها روسيا في جنوب أوكرانيا، بسبب زيادة القصف من الجانب الأوكراني.
وكتب يفغيني باليتسكي المسؤول المحلي عن منطقة زابوريجيا والمعيّن من روسيا على الشبكات الاجتماعية: “في الأيام القليلة الماضية، كثّف العدو قصفه على البلدات القريبة من خط الجبهة” وعددها 18 بلدة.
وأضاف “لهذا السبب، اتُّخذ قرار بإبعاد الأطفال مع ذويهم في الدرجة الأولى، إضافة إلى المسنين والمعوقين ومرضى المستشفيات، من نيران العدو ونقلهم إلى داخل المنطقة”، مؤكداً أن عمليات إجلاء هؤلاء ستكون “مؤقتة”.
وبين المناطق المعنية مدينة إنيرغودار حيث تقع محطة زابوريجيا النووية التي يسيطر عليها الجيش الروسي منذ اذار(مارس) 2022 واستهدفت بالقصف مراراً.
وفي الخريف الماضي، أعلنت السلطات الروسية عمليات إخلاء مماثلة في منطقة خيرسون، قبيل هجوم أتاح للجيش الأوكراني استعادة السيطرة على العاصمة الإقليمية التي كان قد سيطر عليها الروس.
من جهته، حمّل رئيس مجموعة فاغنر الروسية، أمس، رئاسة أركان الجيش الروسي، المسؤولية عن سقوط “عشرات آلاف القتلى والجرحى” الروس في أوكرانيا، وذلك في رسالة تستهدف مباشرة وزير الدفاع سيرغي شويغو.
وقال بريغوجين في مقطع فيديو جديد: “سيتحملون مسؤولية عشرات آلاف القتلى والجرحى تجاه أمهاتهم وأولادهم”، وذلك بعيد ساعات على إعلانه عزمه على سحب مقاتليه اعتباراً من 10 أيار(مايو) من باخموت حيث يخوضون القتال في الخطوط الأمامية لعدم تلقّيه ذخائر من الجيش.
وشهد يوم الجمعة تواصل العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، حيث يحاول الجيش الروسي بسط السيطرة على المزيد من المناطق الأوكرانية، فيما تحاول كييف مقاومة القوات الروسية واستعادة أراضيها بدعم عسكري ولوجستي من الغرب.
وفي الفيديو السابق، ووسط المعارك في باخموت وحرب الشوارع، أطلق رئيس مجموعة “فاغنر” بريغوجين تصريحات نارية، متهما فيها وزير الدفاع الروسي شويغو، ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف، بأنهما وراء النقص الكبير في إمدادات السلاح للمجموعة، والذي يصل إلى 70 %، بحسب وصف بريغوجين.
ونشرت الدائرة الصحفية لبريغوجين، مقطع فيديو على “تليغرام” يظهر فيه الأخير مستاء من الوضع بشكل كبير ويتحدث وخلفه مجموعة من جثث مقاتليه، مهدداً بسحب مقاتليه من باخموت في العاشر من الشهر الجاري بسبب نقص الذخيرة.
وقال قائد “فاغنر”: هؤلاء الشباب من مقاتلي فاغنر، قد قتلوا اليوم.. ما يزال دمهم ساخنا.. اسمعوني جيدا: هؤلاء المقاتلون أبناء أسر أو آباء.. لدينا نقص في الذخيرة بنسبة 70 %.. شويغو.. غيراسيموف.. أين إمداداتي؟”.
وأضاف بريغوجين في مقطع الفيديو: “كنّا في طريقنا للسيطرة على مدينة باخموت قبل 9 مايو، وعندما رأى البيروقراطيون العسكريون ذلك أوقفوا إمدادات (الذخيرة). لذلك، اعتباراً من 10 مايو 2023، سننسحب من باخموت”.
وأوضح أن قواته ستبقى في المواقع في أرتيوموفسك (باخموت) حتى الـ9 من أيار(مايو)، ومن ثم “ستنتقل إلى المعسكرات الخلفية، لتضميد الجروح”. وأضاف: “أطلب من رئيس الأركان العامة إصدار أوامر عسكرية لشركة فاغنر العسكرية الخاصة بنقل المواقع في بلدة باخموت إلى وحدات وزارة الدفاع”. وأكد بريغوجين في تصريحاته وجود نقص في الذخيرة، قائلاً: “بسبب نقص الذخيرة، تتزايد خسائرنا بشكل كبير كل يوم”.
وقبلها بيوم، أعرب بريغوجين عن اعتقاده بأن هجوما مضادا وعدت به القوات الأوكرانية قد بدأ بالفعل، مضيفا أن قواته تراقب نشاطا متزايدا على طول الجبهة.
وفي رسالة صوتية نشرتها خدمته الصحافية على مواقع التواصل الاجتماعي، قال بريغوجين إن “المرحلة النشطة” للهجوم المضاد ستبدأ في الأيام المقبلة.
ووعدت حكومة كييف منذ فترة طويلة بشن هجوم مضاد لبدء استعادة الأراضي التي ضمتها روسيا في شرق البلاد بعد غزوها في شباط(فبراير) 2022.
وقال بريغوجين: “أعتقد أن زحف الجيش الأوكراني قد بدأ بالفعل.. نشهد أكبر نشاط ممكن سواء في المحيط أو في نطاق الخطوط الأمامية”. وأضاف “لذلك أعتقد أن كل شيء قد بدأ بالفعل. وأعتقد أن كل هذا سيدخل مرحلة نشطة في المستقبل القريب جدا. قد يكون في غضون أيام”.
وقال في وقت لاحق إن قواته تقدمت 230 مترا في القتال الذي اجتاح بلدة باخموت بشرق أوكرانيا. وظلت المدينة المدمرة، التي كان يسكنها 70 ألف نسمة، تحت الحصار منذ ما يقرب من عشرة أشهر. وأضاف أن القوات الأوكرانية محصورة الآن في منطقة بالبلدة تبلغ مساحتها 2.64 كيلومتر مربع فقط.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن حصيلة عملياتها العسكرية خلال الـ 24 ساعة الماضية على محاور القتال المختلفة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، خلال إفادة صحافية: ” على محوردونيتسك، سيطرت وحدات الهجوم على حيين (جديدين)، وتواصل التقدم بالجزء الغربي من مدينة أرتيوموفسك (باخموت)”.
وأضاف المتحدث العسكري: “استهدفت الضربات الطيران العملياتي والتكتيكي وطيران الجيش، ونيران مدفعية مجموعة القوات الجنوبية، ألوية المشاة 60 و93، 54 للقوات المسلحة لأوكرانيا في منطقة كراسنوي، والضواحي الجنوبية الغربية لأرتيوموفسك وغريغوريفكا”.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة