إحياء الحرف التراثية..فرص عمل لشباب وفتيات متعطلين بعجلون

– مع شح فرص العمل، بات إحياء الحرف والمشغولات اليدوية التراثية بمحافظة عجلون، يشكل باب رزق لشباب وفتيات، وفرصة عمل جيدة، بحيث يوفرون منها ما ينفقونه على أنفسهم وأسرهم.
وتتركز هذه الأعمال في المصنوعات الخشبية من أوان وعصي وأدوات زينة، وملابس تراثية مطرزة.
ويقول الباحث محمود الشريدة إن الحرف اليدوية التي يمتهنها بعض العجلونيين بالإضافة إلى معارضها يشكل بابا للرزق، وأحد أهم أشكال الحفاظ على الموروثات الشعبية التي ما تزال بقاياها قائمة في الأرياف، علاوة على انها تشكل إحدى طرق ترويج المحافظة سياحيا وزراعيا.
ويقول سامر فريحات إنه يحترف صناعة الكثير من الحرف اليدوية، لاسيما الخشبية من صناعة الأواني والعصي المزينة كالباكور الذي يستعين به كبار السن أثناء المسير، والمهباش العربي وغيرها من الأدوات التي تلقى رواجا وإقبالا من الزبائن، وتباع بأسعار جيدة، خصوصا خلال معارض التسويق.
ويقول أبو عصام الشرع، إنه حول جزءا كبيرا من منزله بمنطقة عرجان، لعرض آلاف القطع التراثية الشعبية الريفية والعجلونية التي تجسد طبيعة الحياة، بمناطق محافظة عجلون عبر حقب زمنية، تمتد لأكثر من 150 عاما، مؤكدا أنه يسعى من وراء ذلك إلى تنشيط الحركة السياحية في منطقته الواقعة ضمن أحد المسارات السياحية، وتشكيل قيمة مضافة لإفادة المنطقة.
ويبين أن الفكرة بدأت قبل زهاء 17 عاما حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، من وجود زهاء 3 آلاف قطعة تراثية وشعبية ومشغولات تؤرخ للأدوات، التي كانت سائدة في فترات زمنية تعود لأكثر من 150 عاما ماضيا، وتضم أدوات الطبخ والزراعة والإنارة وأنواع السلاح والعملات واللباس وغيرها الكثير من القطع النادرة، مشيرا إلى أن كلفة جمع وشراء بعضها بلغ زهاء 20 ألف دينار، مؤكدا أن المتحف يستقبل العديد من الزوار والأفواج السياحية، وذلك لتنشيط الحركة السياحية بمنطقته.
ويضم المعرض في أرجائه عشرات القطع من الأدوات الزراعية كالمحراث والمنجل والمطاحن المنزلية والأواني الفخارية والنحاسية، إضافة إلى أنواع من الأسلحة القديمة كالسيوف والبنادق والمسدسات القديمة، والعديد من الأزياء الشعبية القديمة المطرزة والمهدبة، وأنواع من العملات الحديدية والورقية القديمة ومئات الوثائق والصور والمجسمات التي تحكي قصصا وحكايات مراحل سياسية واجتماعية سابقة.
ويؤكد مدير ثقافة محافظة عجلون سامر فريحات أن الموروث الشعبي الثقافي والحرف التقليدية تعتبر ذات قيمة نوعية وأهمية في حياتنا، مشيرا إلى أن الحفاظ عليها يعد واجبا ومسؤولية مجتمعية في ظل التغيرات العالمية والنشاط الصناعي المتنامي يوما بعد يوم.
وقال إننا جميعا شركاء في إحياء الصناعات التقليدية الشعبية نظرا لما تشكله في الذاكرة من أثر إيجابي يجب أن تطلع عليها الأجيال كموروث نستلهم منه عبق الماضي ورائحة التاريخ، كما انها تعد وسيلة عمل ومصدر رزق للشباب، ما يستدعي الاهتمام بها وعمل دورات متخصصة للراغبين بتعلمها.
ويؤكد خالد شويات، أن إيجاد سوق دائم لعرض المنتجات الشعبية والزراعية المحلية والحرف اليدوية، التي تشتهر فيها المحافظة، سيوفر مصدر رزق للأسر، ويحد من انتشار البسطات على الطرق، ويوفر أماكن مناسبة لعرض البضائع، التي يضطرون إلى عرضها في أماكن غير مناسبة كأطراف المجمعات المخصصة للحافلات.
وتسعى مؤسسات أهلية وجهات داعمة إلى تنظيم ودعم معارض لتلك المنتجات، بهدف مساعدة الحرفيين والمزارعين والجمعيات إلا أن هذه المعارض غير دائمة.
ويقول منذر الزغول إنه لا بد من إدامة إقامة المعارض للحرف والمنتجات التي توفر الفرصة للمستفيدين لمساعدة أسرهم، من خلال مشاركتم الفاعلة في المعارض، ومحاولة إيجاد دخل مناسب من خلال عرض المنتجات والحرف والمواد الغذائية المختلفة والأعشاب المجففة ومواد التجميل والمعجنات.
وفي دراسة لهما، يؤكد الباحثان الدكتور خليف غرايبة ومحمود الشريدة أن الصناعات التقليدية في محافظة عجلون تتركز في الصناعات ذات المصدر النباتي والزراعي والحيواني، والصناعة النسيجية والجلدية ومشتقات الألبان، وصناعات ذات مصدر معدني.
وأوضحا في دراستهما أن السكان كانوا قد استغلوا المواد الأولية المتوفرة في منطقتهم خير استغلال، وقاموا بتصنيعها حسب حاجتهم إليها ولسدّ حاجتهم من الأدوات على المواد الأوليّة التي اشتهرت بها المنطقة، خصوصا الأشجار. وتؤكد مصادر في بلدية عجلون أنه من المنتظر البدء بتنفيذ مشروع سوق “ريف عجلون”، ليكون سوقا دائما لعرض المنتحات والحرف والصناعات التقليدية، وذلك بعد أن تم قبل عامين تخصيص أرض من وزارة الزراعة بمساحة 10 دونمات بموافقة من رئاسة الوزراء لإقامة السوق الدائم المقدم من حكومات المملكة المتحدة وكندا وهولندا والوكالة الأميركية للتنمية الدولية لتطوير قدرات البلديات المشاركة وتعزيز دورها التنموي في المجتمعات المحلية.
وبينت أن مرافق المشروع ستكون عبارة عن صالة بيع المنتجات المحلية والأكشاك وساحات البازارات والمعارض والتحف والمنحوتات اليدوية، بحيث من المتوقع أن يوفر 31 فرصة عمل دائمة لأبناء المجتمع المحلي في حال إنجازه.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة