إربد.. ارتفاع أسعار الأضاحي يدفع مواطنين إلى الاشتراك في شرائها

إربد – بدأ مواطنون في إربد وعائلات تجمعهم صلة قربى بجمع مبالغ مالية للاشتراك في شراء أضحية، حيث تشهد الأضاحي من الأغنام ارتفاعات كبيرة في أسعارها، مع اقتراب عيد الأضحى، الأمر الذي انعكس على القدرة الشرائية.
وارتفعت أسعار المواشي خلال الأسابيع الماضية، بمعدل يتراوح بين 20 و40 دينارا للخروفين الروماني والبلدي، بسبب الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف، وفق عدد من مربي المواشي في إربد.
وقال أحد مربي المواشي، محمد حسان، إن سبب ارتفاع أسعار الأضاحي هو غلاء الأعلاف، واضطرار المربين والتجار إلى شرائها لتسمين الذبائح قبل طرحها في الأسواق، إضافة إلى ارتفاع أجور ضمان الأراضي الزراعية المحصودة للاستفادة من مخلفات الحصاد كأعلاف، وارتفاع تكاليف نقل المواشي الحية بين المحافظات، وارتفاع أسعار الأعلاف.
ولفت إلى أن العديد من المواطنين يشتركون في الأضحية من الأبقار أو العجول، كالإخوة في العائلة الواحدة، أو الأب وأولاده، أو الأصدقاء، ويقومون بحجزها من الآن ودفع جزء من ثمنها.
وبين حسان، أن سعر الأضاحي البلدية يتراوح بين 280 و350 دينارا حسب الوزن، مؤكدا أن هامش الربح لا يتجاوز 5 بالمائة، نظرا لارتفاع الأسعار من المصدر من جهة، وارتفاع أسعار الأعلاف، وعدم وجود مراع طبيعية بسبب ضعف تساقط الأمطار هذا الموسم.
وبحسب صاحب ملحمة، محمد غرايبة، فإن أسعار الأضحية من الخروف البلدي تبدأ من مبلغ 280 دينارا وترتفع إلى 350 دينارا حسب الوزن، وكذلك الجدي البلدي، وتبدأ أسعار الخروف الروماني من 230 دينارا.
وقال إن الإقبال على حجز الأضاحي مقارنة بالأعوام الماضية ما يزال ضعيفا، متوقعا أن يبدأ الطلب على الأضاحي بالارتفاع خلال أيام العيد، خصوصا أن بعض المواطنين يعمدون إلى شراء الأضاحي في اليوم الثالث لانخفاض أسعارها.
عزوف المواطنين عن الشراء
وقال المواطن أحمد قويدر، إنه كان يعتزم شراء “خروف” قبل أسبوع من العيد وتركه في ساحة منزله، إلا أن ارتفاع الأسعار حال دون قيامه بالشراء، لافتا إلى أن العام الماضي كان الخروف الروماني وزن 30 كيلوغراما يباع بحوالي 200 دينار، والآن وصل إلى 240 دينارا.
وأكد أن ارتفاع أسعار الأضاحي لهذا العام سيؤدي إلى عزوف العديد من المواطنين عن الشراء بانتظار أيام العيد، أملا في أن تشهد أسعار الأضاحي انخفاضا لتشجيع المواطنين على الشراء.
وأشار فراس مرعي إلى قيامه بالاشتراك مع أصدقاء له لشراء بقرة أو عجل كأضحية، مؤكدا أن تلك المواشي ما تزال تحافظ على أسعارها ولم تشهد أي ارتفاعات تذكر مقارنة بالخروف الروماني أو البلدي.
ولفت إلى أن المواطنين يفضلون شراء الأضحية من الأغنام، لكن في ظل ارتفاع أسعارها هذا العام، سيخف الطلب عليها، ويقوم المواطنون بالبحث عن بدائل أخرى في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وقال معاذ عبابنة إن أسعار الأضاحي مبالغ فيها جدا هذا العام، مشيرا إلى أن الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها المواطن تحول دون قدرته على شراء الأضاحي، وستقتصر عملية الشراء على مقتدري الحال.
وعبر عن استيائه من ارتفاع أسعار الأضاحي العام الحالي، مشيرا إلى أن ذلك قد يحرمه من أداء هذه الشعيرة الدينية المهمة.
وأكد عدد من المواطنين توجههم لحجز أضحيتهم من خلال الشركات والنقابات وتكية أم علي، مشيرين إلى أن سعر الأضحية لدى تكية أم علي يبلغ 99 دينارا، ولدى بعض لجان الزكاة 150 دينارا، في حين أن الأسعار لدى الشركات تتراوح بين 130 و185 دينارا للخروف الروماني، وهي أسعار مناسبة مقارنة بأسعار الأضاحي.
ولفت سليم علي إلى أنه وأمام ارتفاع أسعار الأضاحي، قام بشراء الأضحية من تكية أم علي بمبلغ 100 دينار.
القبول بهامش ربح مناسب
ودعا مواطنون إلى أهمية التزام تجار المواشي بالأسعار المعقولة للأضاحي، والقبول بهامش ربح مناسب، حتى يتمكن أصحاب الدخول المتوسطة من شراء الأضاحي، مؤكدين أن عزوف المواطنين عن الشراء عائد إلى الوضع الاقتصادي للمواطنين وثبات الدخل.
وكانت دائرة الإفتاء أكدت أن الأضحية إن كانت شاة فلا تجزأ إلا عن واحد وأهل بيته الذين يعولهم، أما لو كانت من البقر أو الإبل فتجزأ عن سبعة.
وأوضحت أنه لا يجوز الاشتراك في الشاة الواحدة على سبيل الأضحية، والبديل عن ذلك بأن يسهم من يريد المساعدة بجزء من المال، ولكن على سبيل الهبة لمن يريد أن يضحي، وليس على سبيل المشاركة في الأضحية، والهبة لها ثوابها وأجرها عند الله.
من جهته، قال مدير الشؤون الصحية في بلدية إربد الكبرى، يحيى العمري، إن المجلس البلدي اتخذ قرارا حدد من خلاله أماكن بيع الأضاحي لتكون في شارع عطية بني هاني، المعروف باسم شارع فوعرا “طريق المزارع”، شارع فراس العجلوني “ساحة الإسكان”، شارع البترا ضمن حدود بلدية إربد الكبرى، شارع عمان مقابل بئر حكما، طريق حوارة باتجاه مدينة الشاحنات، أرض مملوكة للبلدية شمال دوار البياضة، الملاحم الواقعة على طريق حوارة، مزارع شارع عطية بني هاني “شارع فوعرا”، وأي ساحة خاصة شريطة ألا تؤثر على المجاورين ولا تعوق حركة المرور.
وأوضح العمري أنه سيتم السماح بالبيع في بعض الساحات الخاصة شريطة الحصول على موافقة مسبقة قبل المباشرة بالعمل، وضمن شروط محددة على ألا تؤثر على المجاورين ولا تعطل حركة السير داخل المدينة.
وأضاف أن المجلس البلدي حدد رسوم استصدار تصاريح بيع الأضاحي بقيمة 300 دينار أردني، إضافة إلى مبلغ 150 دينارا كتأمين مسترد، بينما تبلغ قيمة هذه الرسوم للملاحم الواقعة على طريق حوارة، والمزارع الواقعة ضمن شارع المزارع، 150 دينارا إضافة إلى 100 دينار تأمين.
وأكد العمري ضرورة مراجعة البلدية من قبل كل من يرغب في إقامة هذه الحظائر، لاستلام الشروط الخاصة بها واستكمال الإجراءات القانونية التي تخوله بإنشائها والبيع داخلها، علما أنها ستقوم بإغلاق أي حظيرة تخالف الشروط الصحية المفروضة.