إربد : 1500 نباش يحولون محيط الحاويات إلى مكاره بيئية وصحية

تحوّل محيط الحاويات في مدينة إربد إلى مكاره صحية وبيئية نتيجة تفاقم ظاهرة «النبش»، التي باتت تهدد الصحة العامة وتشوّه المشهد الحضري في المدينة، ويُقدّر عدد النباشين النشطين في المدينة بأكثر من 1500 شخص، يقومون يوميًا بفتح أكياس القمامة ونثر محتوياتها على الأرض بحثًا عن خردة قابلة للبيع، في مشهد بات يؤرق السكان ويزيد من أعباء كوادر النظافة.
ورغم تفهُّم المواطنين لسعي هؤلاء النباشين وراء مصدر رزقهم، إلا أن تصرفاتهم باتت تشكّل إزعاجًا متزايدًا، خصوصًا في ظل تفريغ الأكياس على الطرقات وتركها دون إعادة إلى الحاويات؛ ما ساهم في انتشار الروائح الكريهة والحشرات، وولّد حالات احتكاك ومشادات بينهم وبين المواطنين وعمّال النظافة على حد سواء.
وأكد مدير البيئة في بلدية إربد الكبرى مأمون زيود أن الظاهرة أصبحت تشكّل خطرًا بيئيًا وصحيًا متفاقمًا، خاصة بسبب العبث بالنفايات العضوية والطبية، لافتًا إلى أن هذه الممارسات تُفقد الحاويات قيمتها وتُعيق جهود إعادة التدوير التي تنفذها البلدية.
وأوضح زيود أن البلدية سبق وأن وقّعت اتفاقية في شباط الماضي مع الجمعية التعاونية لتدوير النفايات، تهدف إلى تنظيم عمل النباشين قانونيًا من خلال دمج نحو 300–350 شخص في المرحلة الأولى، ومنحهم زيًا موحدًا وبطاقات تعريفية، إلا أن عدم التزام كثير من النباشين بالضوابط أعاق نجاح التجربة.
وأشار إلى أن بعض النباشين تورطوا في التعدي اللفظي والجسدي على موظفين في البلدية، ما استدعى رفع قضايا بحقهم إلى الحاكم الإداري، داعيًا إلى تدخل الشرطة البيئية باعتبارها الجهة المخوّلة بالرقابة والمنع.
وشدد زيود على أن الكثير من الحاويات تكون فارغة في الأصل، إلا أن النباشين يتعمدون فتح الأكياس بعشوائية بحثًا عن المعادن أو البلاستيك أو أي مادة قابلة للبيع، ثم يتركون البقايا منتشرة حول الحاويات؛ ما يضاعف الجهود اليومية للنظافة، ويزيد من شكاوى المواطنين الذين طالبوا بتنظيم الظاهرة فورًا.
وفي ضوء تصاعد الأزمة، طالبت بلدية إربد الكبرى بتكثيف التعاون مع الجهات المعنية، وفي مقدمتها الشرطة البيئية، لضبط عمل النباشين ضمن إطار قانوني يحفظ حقوقهم ويمنع الإضرار بالبيئة أو السكان، عبر برامج توعية وتشغيل منظم تحت إشراف الجمعيات المختصة.
إربد ـ حازم الصياحين / الدستور