إياكم والأكل الزائد// الداعية نائلة هاشم صبري

قال تعالى: « أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا « سورة الكهف –الآية 105.
إن الناس في الأكل على ثلاث طبقات… طبقة تأكل من المطعوم بحاجة وبغير حاجة وهم كثيرون، وطائفة أي طبقة أخرى تأكل عند الجوع بقدر ما يسدّ الجوع، وطبقة يجوعون أنفسهم ويقصدون بذلك قمع شهوة النفس، وإذا أكلوا فإنهم يأكلون بقدر ما يسدّ به رمقهم. والمسلم المؤمن يقنع ويرضى بالقليل فتحصل البركة من الله.
أما غير المسلم لشرهه وحرصه على ملذاته وعدم قناعته فهو يأكل كثيراً.
(وعن المقدام بن معدي كرب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما ملأ آدمي وعاء شرّاً من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات -أكيلات- يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه») أخرجه الترمذي وابن ماجه وابن حبّان.
(وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال تجشأ رجل عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «كفّ عنّا جشاءك فإن أكثرهم شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة» أخرجه الترمذي وابن ماجه والبيهقي.
(روي عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: أول بلاء حدث في هذه الأمّة بعد نبيّها الشبع فإن القوم لما شبعت بطونهم سمنت أبدانهم فضعفت قلوبهم وجمحت شهواتهم) أخرجه البخاري.
ولقد أجمع الأطباء على أن ملء المعدة مهلك ويسبب الأوجاع المختلفة، وأن العلاج هو الاقلال من الطعام ما استطاع. فالموازين يوم القيامة تثقل بالأعمال الصالحة لا بالأجسام السّمينة.
وبعد: فهذه الآية الكريمة التي نستفيء في ظلالها نستقي منها العبر وهي النهي عن الأكل الزائد الذي يؤدي الى السّمنة فمن كثر أكله وشربه كثر نهمه ويصبح كسولاً متثاقلاً عن العبادة وإذا ما امتلأت المعدة نامت الفكرة.
(عن أبي أمامه -رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام ويشربون ألوان الشراب ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام أي يكثرون من القول واللّغو ويقولون ما لا يفعلون فأولئك شرار أمتي) رواه الطبراني في الكبير والأوسط وابن أبي الدنيا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة