إيران والقضايا العربية والإسلامية// د.رياض خليف الشديفات

=
نظراً لكثرة الآراء والتحليلات الإعلامية والسياسية فيما يتعلق بمواقف إيران من القضايا العربية والإسلامية، رغبت بيان خلاصة الرأي في هذا السياق فلا يتوقع من إيران إلا ما يخدم مصالحها فقط، ولا تعنيها كثيراً هموم ومشاكل وتحديات الشعوب العربية، فهي جزء من المشكلة وليست جزء من الحل كما يتوهم بعض المتابعين من أبناء العرب، ولا يتخيل منها أكثر من خدمة اجندتها للأسباب التالية:
أولاً: دينياً وعقدياً الفجوة والخلاف كبير جداً، ولا يمكن تجاوزه، فالعقيدة في إيران تعد محركاً أساسياً في التعامل مع الشعوب العربية والإسلامية وفق منطلقاتها العقدية والفكرية والثقافية مع العلم أن هذه العقيدة مزيج من العقائد اليهودية والنصرانية والمجوسية باعتراف بعض المراجع الدينية بهذا الأمر الذي لم يعد خافياً على أحد من ذوي البصيرة.
ثانياً: سياسيا: إيران لديها مشروع توسعي على حساب جيرانها والمنطقة العربية وهي توظف الدين والسياسة والإعلام وكل الأدوات المتاحة لديها ولدى أدواتها في المنطقة للوصول إلى مشروعها، وليس لديها أي استعداد للتنازل عنها يدفعها إلى ذلك غياب المشروع العربي وغياب الرؤية العربية وحالة الانقسام والفرقة لدى العرب مع غياب الإرادة ووقوع العديد من الأقطار العربية تحت العباءة والهيمنة الإيرانية مع قدرة إيران على التوظيف السياسي والإعلامي والعسكري بما ينسجم مع مشروعها.
ثالثاً: تاريخياُ، فعبر مسيرة التاريخ لم تقف إيران مع صف العرب والمسلمين في حروبها التاريخية مع كل الغزاة؛ بل على العكس من ذلك كانت حليفاً وداعماً لكل الغزاة، ولديها ثأر مع العرب الذين حطموا الإمبراطورية الفارسية التي ما زال الفرس يحاولون العودة إليها بأدوات العصر الحديث مع الثقافة الفارسية التي تنظر للعرب نظرة دونية تحول دون التقارب أو التعاون أو نصرة القضايا إلا وفق المنظور الإيراني التوسعي بعيداً عن الأحلام والأوهام التي يروجها بعض أبناء العروبة.
رابعاُ : تلتقي مصالح ايران مع مصالح الغرب في تفتيت الأمة العربية ، وفي زيادة الوهن في جسمها الواهن اصلاً ، ولا يلتفت كثيراً إلى حالة الخلاف الظاهري بين ايران والغرب ، فهم تحت الطاولة متفقون ، وفوق الطاولة مختلفون ، ويتقاسمون الكعكة العربية كل على طريقته ، وفيما يتعلق بدعم ايران لبعض فصائل المقاومة فيأتي ضمن سياق مشروعها مع أن بعض فصائل المقاومة وتحديداً الفصائل الفلسطينة تدرك وتقبل به من باب الاضطرار ، ولست هنا لتبرير مواقف إيران أو أي طرف ؛ لكنني أقدم وجهة نظري هذه ، ولن تغامر ايران بقوتها ولا باقتصادها لعيون العرب ، فهي تعرف من أين تؤكل الكتف ؟ وتعرف المراوغة السياسية مشفوعة بدين التقية، فلا تتوقعوا من إيران أن تكون بديلاً عنكم في نصرة قضاياكم؟ ولا تتخيلوا أن إيران الحاضر والماضي والمستقبل يمكنها أن تتجاوز أهدافها ومشروعها لأجل عيون العرب، فما حك جلدك مثل ظفرك، أو ناموا ولا تستيقظوا أيها العرب، نوماً هنيئاً مريئا ريثما ينجز الآخرون مشاريعهم على حساب شعوبكم، آمل أن تفيقوا قريباً قبل أن تأتي ساعة لا مندم!! والله المستعان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة