ابتهالات دينية وقصائد مهداة لرسول الله وكلمات محبة يرددها الصغار

ابتهالات دينية وقصائد مهداة لرسول الله محمد عليه السلام وكلمات صدق ومحبة نابعة من قلوب أطفال لخاتم الأنبياء والمرسلين ضمن فعاليات مدرسية وعائلية تحتفي بذكرى المولد النبوي الشريف.
حرصت مدارس الأردن، كما الأسر أيضا، على استذكار سيرة الرسول في يوم مولده ضمن نشاطات عفوية يشارك فيها الطلاب، ترسخ معاني المحبة والسلام وإحياء سيرة عطرة لخاتم الأنبياء والمرسلين وتأكيد الصفات الحميدة التي كانت تميز سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قدوة الكبير والصغير.
“محمد نبينا.. أمه أمينة.. أبوه عبدالله مات ما رآه”، ردد بحر حازم (6 أعوام) طالب الصف الأول هذه الكلمات في أنشودة مدرسية لحفظها والمشاركة بها في ذكرى المولد النبوي بفرحة كبيرة وحماس مرتديا ثوبا وعباءة إحياء لذكراه العطرة.
تروي هذه الأنشودة البطاقة التعريفية لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام تتناسب لتعريف الطلبة في الصفوف الصغيرة بنبيهم وإشراكهم بهذا اليوم المبارك.
الفرحة الغامرة التي بدت على وجوه معظم الأطفال والحماس الكبير للمشاركة في الفقرات المسرحية والقصائد والكلمات الإذاعية التي يستعد الطلبة لإلقائها أمام معلميهم وذويهم في هذا اليوم؛ بدت واضحة لأسرهم التي انشغلت معهم أيضا في الاحتفال.
بطاقات ملونة قصها الأطفال في بيوتهم وزينوها بعبارات شكر وعرفان لسيد الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم في يوم مولده لونوها بحب وفخر كبيرين أضافوا لها قطعا من الحلوى والتمر.
“ولد الهدى فالكائنات ضياء.. وفم الزمان تبسم وثناء” بمقتطفات من قصيدة أحمد شوقي “ولد الهدى”، تشارك شهد (12 عاما) في احتفال المدرسة بذكرى المولد النبوي مرددة صفات المصطفى الأمين بصوت عال وبفخر برسول العالمين بحماس كبير بدا على الأطفال الذين يحملون في هذا اليوم سيرة عطرة لرسول لم يروه ولكن ولدوا على سنته وتربوا على محبته وسيرته العطرة.
تنوعت الاحتفالات بذكرى المولد النبوي في المدارس بمشاركة أطفال وذويهم أضفت على الأجواء الاحتفالية هالة من الروحانية والسعادة على جميع الطلبة، بحسب التربوية آلاء العيطان وهي مديرة مدرسة، لافتة إلى الأثر التربوي والديني والأخلاقي الذي زرعته هذه المناسبة في نفوس الأطفال.
الاحتفال بالمناسبات الدينية والوطنية داخل المدارس وبمشاركة الطلاب له أثر كبير على تعزيز قيم المواطنة والدين والأخلاق الكريمة التي حث عليها الدين الإسلامي وتحلى بها الرسول العظيم، بحسب العيطان، إحياء لسنته الكريمة.
وتلفت العيطان إلى دور الأهالي الكبير في نشر مظاهر الفرح بين الطلبة من خلال توزيعات للحلوى والتمر يحضرها الطلبة برفقتهم إلى المدرسة مزينة ببطاقة شكر وعرفان لخاتم الأنبياء وتهنئ بذكرى مولده.
وتقول العيطان “نحن لا نبتكر أعيادا في هذه الاحتفالات، وإنما نحيي سنة سيد المرسلين وندعو طلبتنا للتحلي بأخلاقه”، مبينة أن الهدف ليس الاحتفال بهذا اليوم كعيد وإنما لنذكر ونربي الطلبة على سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزيز الوازع الديني لديهم وتوطيد العلاقة بين الطلبة فيما بينهم من خلال المشاركة في إعداد الفقرات.
وتنوعت الفقرات، بحسب العيطان، بين كلمات كتبها الطلبة بأنفسهم وقصائد رددوها وأناشيد دينية قدمها طلبة في رياض الأطفال والصف الأول إثراء للغة العربية وتمكينهم من الارتجال والخطابة في يوم عطر.
“حبيبي يا رسولي”، “بحبك يا نبينا”، “كل عام وأنتم إلى سنة نبينا أقرب”، “ولدى الهدى” وغيرها من العبارات الكثيرة التي وزعت على من طلبة المدرسة، فيما ارتدى الطلاب ثيابا بيضاء وتزينوا بتاج مميز بعبارات من السنة النبوية الشريفة، فيما حرصت طالبات على توزيع السكاكر والتمور.
وكان مفتي العاصمة قد صرح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) الدكتور محمد الزعبي، قائلا “إن الواجب على المسلم أن يكون محبا لله ورسوله فيترجم هذه المحبة خلقا وسلوكا ومعاملة للآخرين قدوته في ذلك السلف الصالح”.
وأشار إلى أن من مظاهر محبة النبي عليه الصلاة والسلام إظهار الفرح بذكرى مولده وذكر سيرته وسنته وإظهار السرور وقد يرافق ذلك توزيع الحلوى وصنع الطعام وتوزيعها فرحا بذكرى المولد النبوي الشريف.
ومن جهته، يلفت الاستشاري التربوي الدكتور عايش نوايسة الى أهمية هذه المناسبات في تعزيز القدوة والنموذج الأول والأخير لنا تربويا المتمثل بسيدنا محمد عليه السلام حتى نعكس السلوكيات الحسنة والإيجابية لدى الطلاب.
ويقول النوايسة “إن الاحتفال بذكرى المولد النبوي وإحياء سننه يجب أن يكون دائما في مدارسنا وبيوتنا في كل جوانب الحياة”، مبينا أن الأثر الكبير على الأطفال في سن صغيرة، فغرس القدوة والتقيد بسنة النبي عليه الصلاة والسلام هو ممارستها على أرض الواقع، وجزء من ذلك هو إحياء ذكرى المولد النبوي بإحياء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وممارستها من خلال التحابب والتعاطف ورفع المشاحنات والبغضاء والتصافي بين القلوب.
ويجب أن يكون انعكاس هذا اليوم، بحسب النوايسة، على كل أيام السنة عبر ممارسة سلوكيات إيجابية وأخلاقية بعيدا عن الاحتفالات الشكلية لبعض الناس، مؤكدا أن التجسد بالسلوك أمام الأبناء هو الذي يترك الأثر الأكبر.
ويوضح النوايسة كذلك أهمية توظيف السنة النبوية في جوانب التعليم المدرسي في العلاقات والتعامل، كتوظيفها في الإرشاد الطلابي وتعديل سلوك الطلبة؛ إذ إن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم حافلة في جوانب تعديل السلوك وتوجيه الأفراد إلى الصلاح والهداية والعمل، وتحقيق الأهداف الفردية والاجتماعية، كذلك أن يستفيد المعلمون من خلق المعلم الأول، محمد عليه الصلاة والسلام، من خلال تعاملهم مع الطلبة، وبما يعكس الصورة الحقيقية للمعلم وهي القدوة.
ويقول النوايسة “ينبغي أن تبقى أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم هي الإضاءة والإنارة والرؤية التي يعيش بها الناس وتنعكس على سلوكياتهم”.

منى أبوحمور/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة