ابن المدير// مصطفى الشبول

هناك قول بأن :(الأحرار يؤمنون بمن معه الحق ، والعبيد يؤمنون بمن معه القوة … فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ، ودفاع العبيد عن الجلاد دائماً ) .. يفسر لنا الأستاذ أبو محمود هذا القول من خلال تجربته وخدمته في مجال التعليم لأكثر من سبعة وعشرون عاماً ، حيث كان مدرساً للمرحلة الابتدائية أي الصفوف الأولى ( الأول والثاني والثالث) قبل أن يكون هناك مرحلة بستان وتمهيدي ، حيث قال : أحببت مهنة التدريس وكنت أُعطي كل ما عندي بأمانة وإخلاص و أتابع الطلبة مع الأهالي ، لخطورة هذه المرحلة التي يتم فيها تأسيس الطلبة ، والحمد لله استطعت بعض الشيء من تقديم ما علي من حق تجاه الطلبة حتى نحصل على نتائج متفوقة ، ولم أكتفي بذلك فقد كنت أتابع هؤلاء الطلاب في المرحلة الإعدادية والثانوية وصولاً للجامعة لنقطف معاً ثمرات هذا التعب …
أما أكثر شيء كان يزعجني هو عندما يكون من ضمن طلاب الصف ابن مدير المدرسة أو ابن المشرف أو ابن معلم معنا ، فقد تعوّدنا أن نقوم بتكريم شهري لطالب متميز ومتفوق بالدراسة ، وللأسف كنت أجد توصيات من مدير المدرسة أو المشرف أو زميلي المعلم من أجل اختيار ابنه ليكون الطالب المتميز ، مع العلم بأن أبناءهم غير ذلك ودرجاتهم عادية ومع هذا كنت أكافئ كل الطلاب من أجل تحفيزهم وتشجيعهم ، أما أن أعطي من لا يستحق تكريم التميز هذا مستحيل … فمن أجل هذا حوربت من المدير ومن بعض زملائي المعلمين ، مع أن بعض المعلمين كانوا يُكَرّموا أبن المدير وابن المعلم الفلاني وابن مرشد المدرسة رغم وجود من هو أجدر منهم علمياً …
فهذا هو الظلم بأم عينه لمن يعطي التميز لابن المدير أو ابن المديرة أو ابن المشرف أو ابن المعلم والمعلمة من أجل التقرب لهم والحصول على ميزات زائلة ، فالإنسان لا يمكن أن يصبح إنساناً إلا بالتربية ، ولنعلم بأن الحياة تُبنى على ما نزرعه من قيم ومعرفه أكثر مما نملكه من ممتلكات عابرة….