استحداث مشاغل في “مهني عجلون”.. هل يعزز فرص العمل للشباب؟

عجلون- يمضي معهد تدريب مهني عجلون، في تعزيز برامجه التدريبية والتوسع بها، واستحداث مشاغل حديثة، بحيث تضمن تأهيل المتدربين، وتمكينهم من إجادة المهارات المختلفة، وذلك ضمن جهوده الرامية إلى تسليح الشباب بمهن جديدة يتطلبها سوق العمل.

ومن شأن المشاغل الحديثة وفق القائمين على المعهد، أن تواكب التطور التكنولوجي، ومن بينها مختبر الواقع الافتراضي، والسيارات الهجينة والكهربائية، والتمديدات الصحية، والطاقة الشمسية.
ويرى ناشطون ومتدربون أن هذه البرامج التدريبية والمشاغل الحديثة ستعزز لديهم الكفاءة العملية، وتؤهلهم لسوق العمل داخل المحافظة وخارجها، داعين إلى التوسع بالتدريب وإنشاء المشاغل الحديثة، والانتقال الميداني بالتدريب إلى مواقع جديدة تكون بعيدة نسبيا عن المعهد.
ودعا الناشط ومستشار إرادة السابق علي اليوسف المومني إلى تعزيز توجه الشباب والشابات نحو التعليم المهني والتقني لما له من دور كبير في تطوير مهاراتهم وخفض البطالة ودعم الاقتصاد الوطني، مؤكدا أن تعريف الشباب بفوائد العمل المهني والتقني ضرورة ملحة خصوصا مع التحولات الاقتصادية الحديثة.
ولفت إلى أهمية استحداث مشاغل حديثة لكل ما يستجد من مهن يحتاجها سوق العمل، وتنظيم حملات توعوية مشتركة بين الجهات الحكومية والخاصة والجمعيات الخيرية، بحيث يسهم ذلك في تشجيع الشباب على اختيار هذا المسار.
وأضاف المومني أن تطوير التعليم المهني والتقني يحتاج إلى مراجعة التشريعات الناظمة وتعزيز مشاركة القطاع الخاص وضبط نظام الأجور، إلى جانب تفعيل الإعلام لتسليط الضوء على فرص التعليم المهني وتحفيز الشباب على الالتحاق به.
وأكد الشاب حسان عريقات أهمية الإسراع بإنشاء فرع آخر لمعهد تدريب مهني عجلون، وذلك لخدمة لواء كفرنجة والمناطق القريبة، مشيرا إلى أنه سيكون له بالغ الأثر في التسهيل على الشبان والفتيات الراغبين بالانخراط في برامج تدريبية على مهن مختلفة يحتاجها سوق العمل، وخصوصا في حال استحداث معامل ومختبرات لمهن حديثة.
وأضاف أن كثيرا من الشبان والفتيات في المناطق البعيدة عن معهد التدريب الحالي بمنطقة الجنيد يترددون عند الالتحاق ببرامجه التدريبية لصعوبة الوصول إليه وتحملهم كلف تنقل كبيرة، لافتا إلى أن حالة الركود والإشباع في التخصصات الأكاديمية المختلفة في المحافظة باتت تدفع الشباب إلى الإقبال على التدريب المهني والتعليم التقني.
مطالب بفرع في كفرنجة
وطالب الشاب محمد عنانبة بضرورة الإسراع باستملاك قطعة أرض وتوفير المخصصات في مجلس المحافظة لفتح فرع جديد للمعهد في لواء كفرنجة، وتكثيف عقد البرامج التدريبية في “مهني عجلون” وزيادة أعداد المقبولين فيها، والانتقال في التدريب على بعض المهن إلى أماكن خارج مقر المعهد، وذلك في ظل تزايد أعداد الراغبين من الشباب والفتيات في اكتساب مهارات عملية لمهن مختلفة تؤهلهم لدخول سوق العمل وتلبية حاجاته، لا سيما في مهن جديدة يتزايد الطلب عليها، خصوصا تلك المتعلقة بالسياحة والسيارات الكهربائية، مشيدا بدور معهد التدريب المهني في عجلون في تدريب آلاف الشباب والفتيات على مهن متنوعة، والتحاق نسبة كبيرة منهم بسوق العمل.
يشار إلى أنه سبق أن تم الإعلان قبل عام عن توجه لدى المؤسسة العامة للتدريب المهني لفتح معهد تدريب آخر في لواء كفرنجة ليكون الثاني في محافظة عجلون، وذلك بهدف توسيع الخدمات والتسهيل على الشباب الراغب في الانخراط في برامجه التي يحتاجها سوق العمل، إلا أن شيئا لم يتحقق حتى الآن.
ويقول الشاب أحمد الخطاطبة إن استحداث المختبرات الحديثة سيوفر فرص التدريب للشبان والفتيات، خصوصا في العديد من المهن التي يحتاجها سوق العمل، داعيا إلى دعم برامج رفع القدرات للعاملين في القطاع السياحي، وتكثيف برامج التدريب والتأهيل لمزودي الخدمات السياحية ومقدمي التجارب المحلية السياحية بالتعاون مع المعهد.
يذكر أن 90 في المائة من خريجي السياحة والفندقة وجدوا فرص عمل لهم داخل وخارج المحافظة وبأجور جيدة.
وقال مدير تربية عجلون خلدون جويعد إن المديرية تولي اهتماما كبيرا بالتعليم المهني والتقني، موضحا أن برنامج (BTEC) الذي يركز على إكساب الطلبة المهارات المهنية والتقنية مطبق في 11 مدرسة في المحافظة، مبينا أن البرنامج ينفذ في 72 دولة حول العالم، حيث يحصل الطالب بعد إتمام 720 ساعة تدريبية خلال المرحلة الثانوية على شهادة بريطانية معتمدة تؤهله لدخول سوق العمل.
وأشار رئيس لجنة مجلس المحافظة معاوية عناب إلى أن مؤسسة التدريب المهني أعلنت العام الماضي عن توجه لديها لفتح معهد للتدريب المهني في لواء كفرنجة، حيث أبدت مديرية الزراعة حينها رغبة في توفير قطعة أرض للمشروع، على أن يقوم مجلس المحافظة ضمن مخصصاته بتخصيص ما يلزم من مبالغ لغايات الدراسات والبدء بتنفيذ المشروع.
وأكد حرص المجلس على التعاون والشراكة مع مؤسسة التدريب المهني، لافتا إلى ما حققه معهد عجلون من استقطاب وتدريب لأبناء المحافظة على مهن مختلفة تخدم سوق العمل والنجاحات التي حققها.
وتؤكد مصادر مدير عمل عجلون أن المديرية تعمل على ربط الشباب بالبرامج التدريبية والمهنية المختلفة وتهيئة بيئة داعمة تمكنهم من اكتساب المهارات العملية اللازمة لدخول سوق العمل بثقة وكفاءة، مع إشراك أولياء الأمور في التعرف على فرص التعليم المهني والتقني المتاحة لأبنائهم.
تمكين الشباب وتأهيلهم
وبحسب مدير معهد تدريب مهني عجلون المهندس معتصم القضاة، فإن تمكين الشباب وتأهيلهم يمثل أولوية للمعهد من خلال برامج تدريب نوعية مصممة وفق احتياجات سوق العمل، مشيرا إلى أن المعهد استحدث مشاغل حديثة تواكب التطور التكنولوجي من بينها مختبر الواقع الافتراضي، والسيارات الهجينة والكهربائية، والتمديدات الصحية، والطاقة الشمسية وغيرها.
وأكد القضاة حرص المعهد على تزويد الشباب بمهارات يحتاجها سوق العمل، وتمكينهم نحو مستقبل مهني يؤمن لهم حياة كريمة ويسهم في التحاقهم بسوق العمل، لافتا إلى أن المؤسسة العامة تعمل على تطوير البرامج التدريبية وإنشاء مراكز متميزة وفق المعايير العالمية للتدريب على المهن المطلوبة في سوق العمل، وصولا إلى رؤية واضحة ومحددة لتطوير التدريب المهني، بهدف إعداد الشباب لتلبية احتياجات سوق العمل، وتدريب العاملين الحاليين، ورفع كفاءاتهم، ومواكبة التطورات التكنولوجية، واستحداث البرامج التدريبية، وتحسين المنظومة التدريبية.
ووفق أرقام المعهد، فإن زهاء 250 مشروعا رياديا لخريجي المعهد حققت نجاحات متنوعة على مهن مختلفة تدرب أصحابها عليها.
كما تكشف الأرقام أن نسبة التشغيل بين الخريجين تجاوزت 70 في المائة في بعض المهن، و90 في المائة في المهن السياحية، في حين درب المعهد منذ تأسيسه عام 2004 زهاء 700 متدرب ومتدربة في أكثر من 14 تخصصا مطلوبا في سوق العمل.
يذكر أن وزير العمل الدكتور خالد البكار وخلال ندوة حوارية نظمتها مؤسسة التدريب المهني مؤخرا في المعهد الأردني الكوري للتكنولوجيا، شدد على ضرورة توجيه الأجيال بشكل سليم بما يواكب التغيرات المتسارعة في سوق العمل، قائلا: “العالم يتغير، والوظائف تتغير، والمهارات المطلوبة لكل وظيفة تتغير، وفي المستقبل القريب ستختفي بعض الوظائف الحالية ويظهر شكل جديد للوظائف، ما يحتم علينا التركيز على التدريب المهني كخيار إستراتيجي لمستقبل الشباب”.
وأكد البكار أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والتحولات التكنولوجية يفرض على الأردن وجود خطة مجتمعية شاملة لنشر الوعي بأهمية التدريب المهني، موضحا أن خطة التوسع في التدريب المهني تتضمن إنشاء معهد شامل ضمن بقع جغرافية محددة يضم معظم البرامج التدريبية، إلى جانب إقامة معاهد صغيرة في القرى والمناطق النائية بدعم وتعاون البلديات والمراكز الشبابية، لتكون رافدة للمعاهد الكبرى.
ولفت إلى أن 33 فرعا إنتاجيا قائما حاليا في المناطق النائية والألوية ومحافظات المملكة، فيما بلغت نسبة التشغيل بين خريجي مؤسسة التدريب المهني نحو 62 في المائة، مبينا أن صندوق التنمية والتشغيل خصص مليون دينار لدعم خريجي مؤسسة التدريب المهني من الشباب والشابات الذين يمتلكون مشاريع خاصة، بهدف تمويلها وتعزيز استدامتها، إلى جانب إطلاق البرنامج الوطني للتشغيل.

عامر خطاطبة/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة