استحداث وحدة البيئة والسياحة في بلدية عجلون.. هل تنجح التجربة وتعمم؟

عجلون – يرى مراقبون ومهتمون بالشأن البيئي والسياحي أن تجربة استحداث وحدة متخصصة بالبيئة والسياحة في بلدية عجلون الكبرى تعد فكرة ريادية تستحق الاهتمام بها لإنجاحها وتعميمها على باقي بلديات المحافظة، مؤكدين أن ذلك يتماشى مع خصوصية المحافظة السياحية وما يترتب عليه من ضرورة الحفاظ على نظافة المواقع السياحية والأثرية والطرق التي تقع خارج اختصاص البلديات.
ووفق وحدة العلاقات العامة والإعلام في بلدية عجلون الكبرى، فإن البلدية استحدثت، مؤخرا، وحدة البيئة السياحية بهدف الحفاظ على نظافة الأماكن السياحية وأماكن التنزه التي تقع ضمن اختصاص البلدية وخارجها، مؤكدة أنها ستكون مزودة بضاغطة نفايات وعدد من عمال الوطن.
ويقول عضو مجلس المحافظة السابق والناشط منذر الزغول “إن وحدة البيئة والسياحة التي استحدثتها بلدية عجلون الكبرى مؤخرا لإدامة أعمال النظافة في المواقع السياحية التي تقع ضمن اختصاصها، هي بالفعل خطوة ممتازة جدا وفي الاتجاه الصحيح، وهو الأمر الذي كنا نتمنى وجوده في بلدياتنا منذ زمن طويل”.
وتمنى الزغول “أن تعمم التجربة على بلديات المحافظة كافة، لا سيما أن المحافظة أصبحت اليوم بأمس الحاجة لهذه الوحدات المتخصصة في المواقع السياحية التي أصبحت تشهد إقبالا كبيرا ولافتا، وتترك فيها كميات كبيرة من مخلفات التنزه”.
تراكم النفايات ومخلفات التنزه
ويؤكد الناشط البيئي المهندس خالد عنانزة “أن هذه الخطوة، خصوصا إذا ما اتخذتها بلديات المحافظة الأخرى، ستنعكس آثارها الإيجابية على نظافة المواقع السياحية والأثرية ومواقع التنزه، التي عادة ما تشهد تراكما للنفايات ومخلفات التنزه التي تضر بالسياحة والبيئة معا”.
وأضاف عنانزة “أن هذه الوحدات ستكون إلى جانب الجهات الرسمية والتطوعية الأخرى، بحيث تسهم الآليات المخصصة والكوادر العاملة بها في جمع أكياس النفايات وتفريغ الحاويات في تلك المواقع في أعقاب حملات النظافة”.
ومن وجهة نظر الناشط علي القضاة، فإن “مشكلة مخلفات التنزه عادة ما تكثر في المواقع خارج اختصاص البلديات، بحيث لا يمكن وفق التعليمات الحالية جمعها، لتقع على عاتق مؤسسات أخرى رسمية كمجلس الخدمات المشتركة وأخرى تطوعية”، مؤكدا “أن دخول البلديات ضمن هذه المسؤوليات سيسهل من المهام ويزيد من الحفاظ على نظافة الغابات والطرقات ومواقع التنزه”.
من جهته، أوضح مدير الوحدة المهندس يزن الزغول، أن اختصاص الوحدة يتمثل في جمع النفايات من محيط قلعة عجلون التاريخية وموقع التلفريك ومركز الانطلاق والوصول ومنطقة مار الياس والصوان ومنطقة اشتفينا السياحية ومديرية شرطة المحافظة والدفاع المدني والدرك.
وبحسب رئيس لجنة بلدية عجلون الكبرى المهندس محمد البشابشة، فإن استحداث وتشكيل هذه الوحدة يهدف إلى الارتقاء بخدمات النظافة في أماكن التنزه والمواقع السياحية، مشيرا إلى أن إلحاق عدد من العمال والموظفين والآليات بالوحدة من شأنه السيطرة على الوضع البيئي المتردي في بعض المواقع السياحية والغابات وجوانب الطرقات.
جهود مضاعفة بمجال النظافة
وأكد البشابشة أهمية تحسين وتطوير مداخل محافظة عجلون بما يتناسب مع طبيعتها السياحية والتاريخية والبيئية والتراثية، انسجاما مع رؤى وتوجيهات وتطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني، بهدف النهوض بواقعها التنموي، وكذلك الزيارات الحكومية وتوجيهات رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان بضرورة الارتقاء بالخدمات وتحسين البنية التحتية.
وقال إن مناطق البلدية الخمس تشهد حضورا وكثافة من قبل الزوار والمتنزهين للاستمتاع بما فيها من ميزات، ومن أبرزها الطبيعة الخلابة ومشروع التلفريك الذي جاء برؤية ملكية وأحدث نقلة نوعية للمحافظة وجعلها وجهة سياحية مفضلة، إلى جانب وجود القلعة ومواقع الحج المسيحي ومحمية غابات، لافتا إلى “أن هذه المواقع تقع ضمن اختصاص بلدية عجلون الكبرى، وهي التي تستقطب الزوار بكثافة، ما يرتب على البلدية جهودا مضاعفة في مجال الاهتمام بالنظافة والحفاظ على البيئة، وهذا ما نؤكده مع مديري المناطق وكوادرها بما يتناسب مع طبيعة عجلون ويحافظ على هويتها التاريخية ويعزز مكانتها السياحية لتكون في الطليعة”.
وأشار المهندس البشابشة إلى أن البلدية تنفذ حملات بيئية شاملة بهدف إزالة التشوهات البصرية كافة التي تلوث المظهر الجمالي للمنطقة، مؤكدا أن هذه الحملات هي جزء من خطط البلدية الرامية لتحسين مداخل مناطقها من خلال تنظيف وزراعة الأشجار على جوانب الطرق والجزر الوسطية، ودهان الأطراف وإزالة التشوهات كافة التي لحقت بالشوارع والأرصفة، وأصبحت لا تتناسب وطبيعة المحافظة السياحية، وبخاصة مناطق البلدية بما فيها من أماكن للتنزه، مثل الاستراحات والفنادق والمنشآت والمطاعم السياحية، حيث تشهد مناطق البلدية حركة سياحية نشطة خلال عطلة نهاية الأسبوع، مبينا أن الحملات تشمل أيضا تقليم وإزالة أغصان الأشجار من الجزر الوسطية، التي باتت تحجب الرؤية وتشكل خطرا على السلامة العامة، فيما لفت، كذلك، إلى تكثيف جولات عمال الوطن والكابسات داخل الأحياء السكنية وأماكن التنزه بهدف منع تجمع النفايات.
نهضة تنموية واستثمارات
وأضاف البشابشة أن عجلون تشهد نهضة تنموية وعددا من الاستثمارات لمشاريع كبرى ضمن المخطط الشمولي، ما سيجعل منها جنة بيئية وسياحية وزراعية ونموذجا للمحافظات، مبينا في الوقت ذاته، أن من أبرز المشاريع المنتجع الاستشفائي بقيمة 50 مليون دينار، وتقوم البلدية بتعبيد الطريق الواصل له بالإضافة لمشروع المتنزه القومي، وإعادة تأهيل قرية دير الصمادي التراثية وأكاديمية الطهي.
وأكد أن هذه المشاريع وغيرها ستسهم في تحفيز النمو الاقتصادي للمحافظة وتوفير فرص عمل للشباب، وأن المرحلة الحالية تتطلب العمل ضمن برنامج مدروس لتسهيل إنجاز الأعمال المطلوبة وتنفيذ المشاريع التنموية، مشددا على ضرورة تنسيق الجهود لمنع العشوائية في العمل بين جميع الجهات والمؤسسات الخدمية من مياه وكهرباء واتصالات، لتسهيل مهمة البلدية في إصدار التصاريح اللازمة في حال تنفيذ المشاريع ضمن اختصاصها.
وبين البشابشة أن كوادر وفرق النظافة تعمل على جمع ورفع 75 طنا من النفايات يوميا في ظل شح الإمكانات لوجود سبع كابسات عاملة بجميع مناطق البلدية الخمس، وبعضها يعاني من الأعطال المتكررة وتكلف البلدية فاتورة صيانة مرتفعة، ما يحد من أداء عملها، وأنه سيتم تكثيف الجهود والعمل بأقصى طاقة للمحافظة على النظافة.
وأشار إلى أنه تم رصد نقاط الضعف لمعالجتها، وسيتم حوسبة أعمال البلدية وأرشفة المعاملات وحفظها إلكترونيا لتعزيز ثقة المواطن، وعمل قاعدة بيانات تساعد على إنشاء المشاريع التنموية المنوي تنفيذها.
وكان وزير الإدارة المحلية المهندس وليد المصري، أكد خلال زيارته لبلدية عجلون الأسبوع الماضي، أن تحسين مستوى النظافة أولوية قصوى لعمل لجان البلديات وتعزيز جاهزيتها للاستجابة لمطالب واحتياجات المواطنين لرفع درجة تقييمها.
ودعا، خلال تفقده واقع الخدمات المقدمة بعدد من المناطق، إلى أهمية وضع خطط لعمل الآليات وتتبعها لرصد الاختلالات ومعالجتها، الأمر الذي من شأنه خفض صيانة الآليات وفاتورة المحروقات التي تدفعها البلدية لتحقيق وفر مالي، مما سيسهم في تقديم خدمات نوعية للمواطنين، مؤكدا أنه يتوجب على البلديات التوجه جديا نحو زيادة إيراداتها لتتمكن من القيام بدورها الخدمي والتنموي.