استمرار الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى

– اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس لـ «وفا»، بأن 82 مستوطنا اقتحموا الأقصى خلال الفترة الصباحية أمس من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته. وأضافت، أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي، هددت المصلين من التواجد في المنطقة الشرقية في باحات المسجد الأقصى المبارك، ومنعتهم من التواجد في محيط مصلى باب الرحمة والمنطقة الشرقية من المسجد الأقصى، لتأمين الطريق أمام اقتحامات المستوطنين اليومية.

إلى ذلك، هدمت عائلة عطية الفلسطينية، أمس الثلاثاء، شقتها السكنية في بلدة العيسوية بمدينة القدس المحتلة، بقرار من بلدية الاحتلال الاسرائيلي.

وأوضحت عائلة عطية في بيان لها، أنها هدمت الشقة وهي عبارة عن طابق ثالث بأدوات الهدم اليدوية، واضطرت لإحضار جرافة صغيرة لإكمال الهدم تفاديا لحضور طواقم البلدية لتنفيذه وبالتالي فرض غرامات مالية عليها. وأضافت العائلة أنها بدأت بالبناء قبل عدة أشهر، وأصدرت البلدية قرار الهدم الإداري، وحاولت تجميده وقدمت استئنافها للمحاكم في محاولة لكسب المزيد من الوقت لترخيص الشقة لكن رفضت كل محاولاتها.

وذكرت مصادر فلسطينية، أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال، اقتحمت فجر أمس الثلاثاء، قمة «جبل العرمة» في بلدة بيتا، جنوب نابلس (شمال الضفة الغربية المحتلة) ، واعتدت على عشرات المعتصمين من أهالي البلدة ونشطاء المقاومة الشعبية الذين تواجدوا في قمة الجبل لحمايته من اقتحام مرتقب للمستوطنين.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، غسان دغلس في تصريح صحفي: إن قوات الاحتلال اقتحمت قمة الجبل، وأطلقت الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع على المعتصمين، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين المعتصمين وقوات الاحتلال في الموقع. وتحدثت مصادر طبية فلسطينية عن إصابة عدد من المواطنين بالرصاص المعدني وكذلك تسجيل حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، حيث جرى إسعافهم ميدانيًا.

وكان مستوطنون قد دعوا إلى اقتحام «جبل العرمة» والذي يطلقون عليه اسم «تل اروما» وفق التسمية العبرية، بالتزامن مع انطلاق الانتخابات الإسرائيلية. وفي المقابل صدرت دعوات فلسطينية للتوجه إلى «جبل العرمة» لحمايته. وشهدت المنطقة خلال الشهور الماضية اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال والمستوطنين، وارتقى في سبيل ذلك، العام الماضي، شهيدان من بلدة «بيتا» إلى جانب عشرات الجرحى والمعتقلين.

واكتسب الجبل أهمية تاريخية تعود للعصر البرونزي المتوسط (الكنعاني) قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، ويرتفع الجبل نحو 843 مترا عن سطح البحر، وتقدر مساحة المنطقة الأثرية بستين دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع).

وتعتلي قمة الجبل خربة سكنت قديما جعلت منه قلعة تعاقب عليها الأمويون والعثمانيون والرومان (حقبة الملك هيردوس) وتحوي سبعة «حبوس»، وهي غرف صغيرة استخدمت خزانات لمياه الأمطار ونقلها عبر قنوات خاصة، ويتسع الواحد منها لـ1500 متر مكعب، في حين استخدم جزء من القلعة الأثرية مقابر قديمة وسجونا، فضلا عن تحويل جزء منه لمقابر وسجون أيضا.

ويسعى المستوطنون إلى تهويد الجبل والاستيطان فيه، مدعين زورا ارتباطا تاريخيا بالمكان، كما ابتدعوا أكاذيب حول شخصية توراتية مرت به أو تحدثت عنه.

إلى ذلك، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة قبل الماضية وفجر أمس الثلاثاء، مداهمات واقتحامات لمناطق مختلفة بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، تخللها اعتقال عدد من المواطنين الفلسطينيين، فيما اندلعت مواجهات ببعض المناطق أسفرت عن إصابة العديد بحالات اختناق جراء قنابل الغاز الذي أطلقها جنود الاحتلال.

وتشهد مناطق متفرقة بالضفة الغربية والقدس المحتلة يوميا اقتحامات ليلية، يتخللها دهم وتفتيش منازل وتخريب محتوياتها، وإرهاب ساكنيها خاصة من النساء والأطفال. في محافظة نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب سالم حسين سالم دويكات من بلدة بيتا جنوب المدينة خلال الأحداث التي شهدها جبل العرمة فجرا. وفي محافظة بيت لحم، اعتقل جنود الاحتلال في ساعات متأخرة من الليل الشابين أمير قنداح وأحمد أبو شخيدم بالقرب من مستوطنة «نحائيل» قرب المدينة. ومن محافظة الخليل اعتقلت قوات الاحتلال مواطنا من بلدة حلحول. وأفاد نادي الأسير، بأن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب مهيب كرجة على حاجز عسكري على مدخل البلدة. كما احتجزت قوات الاحتلال الفتاة سجى برقان، قرب المسجد الإبراهيمي لأكثر من ساعة قبل الإفراج عنها.

وفي مدينة القدس المحتلة اعتقلت قوات الاحتلال الشاب رائد ناجح أبو علي من منزله في عناتا. ورصد تقرير نادي الأسير، أن قوات الاحتلال اعتقلت 445 مواطنا فلسطينيا خلال شهر شباط الماضي، وبلغ عدد الاقتحامات لمناطق مختلفة في الضفة والقدس 353 اقتحاما.(وكالات)

وكالات

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة